
اتهمت روسيا، الاثنين، أوكرانيا بمحاولة استهداف مقر إقامة الرئيس فلاديمير بوتين في منطقة نوفغورود شمال غربي البلاد، عبر هجوم بطائرات مسيّرة ليل الأحد الاثنين، وفق ما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في المقابل، سارع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى نفي الاتهامات، واصفًا إياها بـ”الأكاذيب“.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” عن لافروف قوله إن “91 طائرة مسيّرة بعيدة المدى” استهدفت ما وصفه بـ”المقر الصيفي” للرئيس الروسي في نوفغورود، من دون أن يحدد ما إذا كان بوتين موجودًا في المكان وقت الهجوم.
وحذّر الوزير الروسي من أن “مثل هذه الأعمال غير المسؤولة لن تمرّ من دون رد”، متهما كييف بممارسة “إرهاب دولة”، وأضاف أن موسكو ستعدّل موقفها في المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب الدائرة منذ فبراير/شباط 2022، مشيرا إلى أن هيئة الأركان الروسية “حددت بالفعل أهدافا أوكرانية” لضربات انتقامية محتملة.
زيلينسكي، الذي كان قد التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في فلوريدا قبل يوم، ردّ سريعا على الاتهامات، قائلاً خلال اتصال افتراضي مع صحافيين: “إنه كذب آخر من جانب الاتحاد الروسي”، واعتبر أن موسكو “تمهّد الأرضية لتنفيذ ضربات، على الأرجح ضد العاصمة (كييف) وربما ضد مبانٍ حكومية“.
وفي هذا السياق، رأى الجنرال الفرنسي المتقاعد جان-بول بالوميروس، القائد الأسبق لسلاح الجو الفرنسي، أن فرضية “عملية تضليل” روسية “محتملة جدا”، مرجحا أن تكون خطوة لصرف الانتباه، ولا سيما أنها جاءت “بعد يوم واحد من لقاء أوكراني–أميركي“.
واعتبر أن الهدف قد يكون “إرباك المسار الدبلوماسي من دون مواجهة مباشرة مع واشنطن“.
من جهته، اتهم زيلينسكي موسكو بالسعي إلى “تقويض” الجهود الدبلوماسية بين كييف وواشنطن، قائلاً إن روسيا “تكرر استخدام تصريحات خطِرة لإفشال نتائج مساعينا المشتركة مع فريق الرئيس ترامب“.
في الولايات المتحدة، انتقد الرئيس الأميركي الاتهام الروسي، معربًا عن “غضب شديد”، وقال ترامب للصحافيين في فلوريدا، على هامش استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “من أخبرني بذلك هو الرئيس بوتين نفسه هذا الصباح… هذا ليس جيدا”، وأضاف: “نحن في مرحلة حساسة، أن تردّ لأنك تتعرّض لهجوم شيء، وشيء آخر أن تهاجم منزل شخص ما“.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الساحة الأوكرانية الروسية تصعيدا عسكريا، وسط مساعٍ دبلوماسية هشة لإنهاء الحرب، ومخاوف من أن تؤدي الاتهامات المتبادلة إلى تعقيد فرص التهدئة.
