“إف بي آي” يفكّك احتيالاً بـ250 مليون دولار لسرقة مساعدات للأطفال في مينيسوتا

قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي “إف بي آي” كاش باتيل إنّ المكتب فكّك حتى الآن مخطط احتيال بقيمة 250 مليون دولار استهدف سرقة مساعدات غذائية فيدرالية مخصصة للأطفال المحتاجين خلال جائحة كوفيد 19، مؤكداً أن التحقيق كشف موردين وهميين وشركات صورية وعمليات غسل أموال واسعة مرتبطة بشبكة “إطعام مستقبلنا” (Feeding Our Future) وهي منظمة غير ربحية سابقة في ولاية مينيسوتا الأميركية كانت راعياً مشاركاً في برنامج تغذية الأطفال الفيدرالي.

وفي منشور له على منصة إكس، اليوم الأحد، أكد باتيل أنّ المكتب كان على دراية بالتقارير المتداولة على وسائل التواصل في مينيسوتا، وأنه عزّز موارده وجهوده التحقيقية هناك حتى قبل تصاعد الجدل على الإنترنت، وشدد على أنّ الاحتيال الذي “ينهب أموال دافعي الضرائب ويسلب الأطفال المحتاجين” سيبقى أولوية قصوى في مينيسوتا وعموم الولايات المتحدة. وأضاف أن قضية “إطعام مستقبلنا” أسفرت، عن إعداد 78 لائحة اتهام و57 إدانة حتى الآن، وأن قائمة المتهمين شملت أشخاصاً وُجهت إليهم تهم تراوح بين الاحتيال الإلكتروني وغسل الأموال والتآمر.

وأكد باتيل أن المتهمين لم يكتفوا بالاحتيال، بل سعوا أيضاً لعرقلة سير العدالة، مشيراً إلى اتهامات بمحاولة رشوة أحد أعضاء هيئة المحلفين بمبلغ 120 ألف دولار نقداً، وفي قضايا مرتبطة صدر حكم بالسجن 10 سنوات مع إلزام بدفع تعويضات تقارب 48 مليون دولار. وختم باتيل بالتأكيد أن القضية “ليست سوى غيض من فيض”، وأن التحقيق ما يزال جارياً مع مواصلة تتبع الأموال وحماية الأطفال، لافتاً إلى إحالة بعض المدانين على سلطات الهجرة للنظر في سحب الجنسية والترحيل إذا انطبقت الشروط.

خلال الأسابيع الأخيرة، إحدى الجاليات العربية المهاجرة في مينيسوتا على أنها بؤرة للاحتيال الذي طاول ملايين الدولارات الفيدرالية المخصصة للخدمات الاجتماعية. ونقلت وكالة رويترز عن شبكة “سي بي إس نيوز، أنّ مكتب المدعي العام الأميركي في مينيسوتا، أكد أنّ “معظم المتهمين في قضايا الاحتيال الكبرى التي أُعلنَتْ أخيراً في مينيسوتا هم من أصول صومالية“.

واستشهد ترامب، بهذه التحقيقات في انتقاده للجالية ذاتها وحاكم مينيسوتا تيم والز، الذي كان مرشح الحزب الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس في انتخابات عام 2024. وتأتي هذه التصريحات بعد يومين من نشر تقرير وثّق وجود مرافق رعاية نهارية يُزعم أنها غير نشطة، رغم تلقيها تمويلاً عاماً. كما نشر النائب الأميركي توم إيمر، الجمهوري عن ولاية مينيسوتا، مقطع الفيديو أول أمس الجمعة على وسائل التواصل الاجتماعي، مطالباً والز بالرد. وفي اليوم التالي، شارك نائب الرئيس جي دي فانس التقرير مع متابعيه.

وعملت “إطعام مستقبلنا” (Feeding Our Future) في مينيسوتا جهة راعية لمواقع تقديم الوجبات ضمن برامج التغذية الفيدرالية للأطفال التابعة لوزارة الزراعة الأميركية، وتحديداً برامج مثل برنامج رعاية الغذاء للأطفال والبالغين وبرنامج خدمات الطعام الصيفية، والتي تُدار على مستوى الولاية عبر إدارة التعليم في مينيسوتا خلال جائحة كوفيد- 19، ومع توسيع الإعفاءات التشغيلية لتسهيل إطعام الأطفال، تضخّمت المطالبات بالوجبات في عدد كبير من المواقع. لتعلن بعدها وزارة العدل الأميركية أن التحقيقات كشفت اعتماد مخطط واسع على مواقع وجبات وهمية، وسجلات حضور وعدّ وجبات مزوّرة، وكيانات صورية للحصول على أموال من برامج التغذية ثم غسلها عبر شبكة مدفوعات ومعاملات، وهو ما تصفه السلطات بأنه مخطط احتيال“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *