حسب صحيفة “ذي إيكونوميست” (The Economist) البريطانية، إذا طلب أي زبون مشروبا غازيا في بغداد أو بيروت، فالأرجح أن يقدم له مشروب “بيبسي” (Pepsi). على عكس أي مكان آخر في العالم، حيث تمكنت “بيبسي” في الشرق الأوسط من التفوق على منافستها التقليدية كوكاكولا. نجاحها لم يكن مجرد صدفة، بل هو مزيج من الفرص الاستراتيجية والقدرة على استيعاب خطوط الصدع السياسية التي أثرت على شركات المشروبات الأمريكية الكبرى، وفق ما ذكرت الصحيفة.
في ستينيات القرن الماضي، فرضت الحكومات العربية مقاطعة على شركة “كوكاكولا” بعد إعلانها نيتها إنشاء مصنع لتعبئة المشروبات في إسرائيل. وعلى الرغم من تلاشي أثر المقاطعة مع نهاية الثمانينيات، حين رعت “كوكاكولا” بطولة كأس العالم للشباب في السعودية، فإن السنوات الفاصلة منحت بيبسي مساحة كافية لترسيخ تفوقها، بحسب الصحيفة.
في العراق، حافظت بيبسي على علاقات جيدة مع بغداد، إذ ان شركة بغداد للمشروبات الغازية، المالكة لرخصة إنتاج منتجات بيبسي في العراق، تمتلك منشأة إنتاج كبيرة في بغداد تعتبر من الأكبر في الشرق الأوسط. بينما تفوقت كوكاكولا في كردستان العراق.
لكن صحيفة “ذا ناشيونال” تشير في الوقت نفسه إلى أنه “وسط بحر أزرق من بيبسي”، توجد “جزيرة حمراء” تمثل علامة كوكاكولا، وهذه الجزيرة هي الأراضي الفلسطينية، حيث تسيطر كوكاكولا على نحو 90% من السوق في الضفة الغربية المحتلة، بحسب زاهي خوري، رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي ومؤسس شركة المشروبات الوطنية، الشركة المرخص لها بتوزيع كوكاكولا هناك.
كما افتتحت كوكاكولا عام 2022 مصنعا لها في قطاع غزة، لكنه دمر خلال الحرب الإسرائيلية الدامية، التي أعادت الضغط على الشركتين، مع استئناف حملات المقاطعة للعلامات الأمريكية احتجاجا على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، الحليفة التقليدية لتل أبيب.
كما بدأت علامات محلية مثل “ماتريكس” (Matrix) في الأردن و”زي كولا” (Zee Cola) في لبنان تحتل مساحة من السوق، شهدتالأراضي الفلسطينيةأيضا ظهور مشروبات محلية، من أبرزها في الضفة الغربية مشروب “شات كولا”، الذي ازداد انتشارًا بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، حيث اختاره كثير من المستهلكين الفلسطينيين كبديل للكوكاكولا في ظل حملات المقاطعة.
إلى جانب ذلك، ظهر مشروب آخر يحمل اسم “فلسطين كولا” (Palestine Cola)، ويطمح هذا المشروب، الذي بدأ توزيعه في الأسواق الأوروبية والأمريكية بعد إطلاقه في أوائل عام 2024، إلى منافسة كوكاكولا، مع تحويل أرباحه إلى منظمات خيرية تعمل في قطاع غزة.