
ذكرت صحيفة “جوان”، التابعة للحرس الثوري، أن إسرائيل تفتقر إلى القدرة على خوض حرب طويلة مع إيران، مؤكدة أن أي صراع متجدد سيكون أكثر كلفة واستمرارًا من المواجهة السابقة، التي استمرت 12 يومًا.وذكرت الصحيفة، في تحليل لها يوم الأربعاء 24 ديسمبر (كانون الأول)، أن “إسرائيل لا تمتلك القدرة على خوض حرب استنزاف شديدة أو مواجهة قوة كبرى مثل إيران، ومن الواضح أن حربًا أخرى لن تنتهي خلال 12 يومًا كما حدث في المعركة السابقة”.
وأضافت أن خطاب إسرائيل قد تحول من تهديدات بالانتصار الحاسم إلى لغة الحذر والتحذيرات بشأن تكاليف أي صراع متجدد. ووفقًا للصحيفة، فإن الغارات الجوية لم تنجح في وقف ما وصفته بـ “الإنتاج العسكري الموزع والمكتفي ذاتيًا” لإيران، مشيرة إلى أن القتال السابق أرهق بشكل كبير أنظمة الدفاع الصاروخي متعددة الطبقات لدى إسرائيل.
وتابعت: “المسؤولون الإسرائيليون يتحدثون الآن علنًا عن (التهديد الحقيقي) الذي تشكله صواريخ إيران، ويحذرون من أنه بدون اتخاذ إجراء وقائي، يمكن لإيران أن تصل إلى إنتاج آلاف الصواريخ سنويًا”.رأت صحيفة “جوان” أن هذا التغير في النبرة الإسرائيلية دليل على فقدان خيارها العسكري لمصداقيته، مشيرة إلى أن عدم القدرة على السيطرة على عواقب الحرب أضعف عقيدة إسرائيل الطويلة الأمد في التفوق العسكري المطلق.
وكتبت الصحيفة: “الحرب في العالم المعاصر ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل هي اختبار للقدرة الاجتماعية والتماسك السياسي والصمود الوطني”، موضحة أن الانقسامات الداخلية والضغوط السياسية والاعتماد على الدعم الخارجي تحد من قدرة إسرائيل على تحمل صراع طويل.
وأوضحت الصحيفة أن المواجهة المستقبلية ستكون بقدر ما تتشكل به من خلال الروايات والصمود الداخلي بقدر ما تكون من خلال الصواريخ والدفاعات الجوية. وكانت الحرب، التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، في يونيو (حزيران) الماضي، صراعًا قصيرًا لكنه مكثف. بدأت بهجمات جوية إسرائيلية واسعة على المنشآت العسكرية والنووية الإيرانية.
وتدخلت الولايات المتحدة عسكريًا في منتصف الصراع، حيث شنت قواتها الجوية والبحرية في 22 يونيو ضربات منسقة على منشآت “نطنز وفوردو وأصفهان” النووية الإيرانية، في عملية أُطلقت عليها “مطرقة منتصف الليل، باستخدام قاذفات “B‑2” وصواريخ بحرية أُطلقت من غواصات، وهي أول هجوم أميركي على إيران منذ عقود. وردت طهران بإطلاق صواريخ على قاعدة “العديد” الجوية الأميركية في قطر بعد تلك الضربات.
وانتهى الصراع بوقف إطلاق نار توسطت فيه الولايات المتحدة وقطر، لكنه تسبب في خسائر بشرية كبيرة وأضرار بالهياكل والبنى التحتية.
