
أفادت “بورصة” الترشيحات في تل أبيب بارتفاع أسهم “الكابتن إيلا”، لخلافة المتحدث باسم الإعلام العربي العقيد، أفيخاي أدرعي، الذي أعلن، اليوم الثلاثاء، عن تقاعده من الخدمة العسكرية. وإيلا هي وجه معروف على منصات التواصل الاجتماعي، وضابط برتبة رائد، وتولت منصب نائب أدرعي في شعبة الاتصالات العربية، التابعة للواء المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي منذ عام 2021.
ويشير ملف إيلا واوية، أو “الكابتن إيلا”، إلى أنها عربية مسلمة، من مواليد 16 أكتوبر/ تشرين الأول 1989، وتقيم مع أسرتها في مدينة قلنسوة الفلسطينية. تلقت تعليمها في مدرسة “مستقبل”، وأنهت بها المرحلة الثانوية، لكنها تحصَّلت على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في “الاتصالات” من الكلية الأكاديمية نتانيا، ودرجة الماجستير مع مرتبة الشرف في “الإدارة والتسويق السياسي” من مركز “هرتسليا” متعدد التخصصات.
وفي العام 2010، أسست مشروع “الحياة المشتركة”، وهي منظمة عملت على جمع العرب واليهود من أجل “خلق تفاهم وتعايش بين الثقافات”. وقبل التحاقها بالخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، انخرطت في مجال الإعلام، وعملت مذيعة لمدة عامين في إذاعة “صوت نتانيا” (التابعة للكلية الوطنية في نتانيا) من خلال برنامج “بالعربي أحلى”.
ورغم انشغالها في العمل الإعلامي التقليدي، فإن نشاطها لم يتوقف على مواقع التواصل الاجتماعي العربية، حتى اكتسبت شهرة كبيرة على فيسبوك، وتيك توك، وإنستغرام.
وتطوعت “الكابتن إيلا” لمدة عام في “الخدمة الوطنية بمستشفى “مئير” في منطقة “كفار سابا” عام 2011، ثم تطوعت للخدمة في الجيش الإسرائيلي عام 2013، لتصبح أول مجندة من “منطقة المثلث”، التي تضم مدينة قلنسوة مسقط رأسها. ونظرًا لحساسية تطوعها في الجيش الإسرائيلي، أخفت الخطوة عن عائلتها والمحيطين بها كافة.
وفي 2015، التحقت بدورة الضباط في الأكاديمية العسكرية الأولى، وحصلت خلالها على وسام الخدمة المتميزة من الرئيس الإسرائيلي. وبعد حصولها على رتبة ضابط، عادت إلى القسم العربي في لواء المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، حيث تولت منصب نائب رئيس قسم الاتصالات العربية.
وفي 2018، حصلت على وسام الخدمة المتميزة من رئيس قسم العمليات، اللواء أهارون حليوة، رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية (أمان) لاحقًا.ونهاية عام 2019، أعلنت عن خدمتها العسكرية، وبدأت في إنتاج سلسلة فيديوهات “الكابتن إيلا” التثقيفية عن إسرائيل والجيش الإسرائيلي للناطقين بالعربية.
وفي مقابلة مع “الكابتن إيلا” خلال مؤتمر “الأمن والخدمات”، الذي نظمته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، و”معهد دراسات الأمن القومي في يوليو/ تموز الماضي، قالت: “ساحة الإعلام ساحة معركة. إنها حرب لا تقل صعوبة عن غيرها”.
وأضافت: “عندما نتذكر يوم 7 أكتوبر 2023، ندرك أن عناصر حماس داهمت إسرائيل وهي تحمل الكاميرات، وهدفوا من وراء ذلك إلى تغيير الوعي وبناء دائرة الكراهية. في النهاية، نحن نعمل ونكشف الحقيقة. نفضح ما يفعله الطرف الآخر ونعرض حقيقتنا، ونفعل ذلك بشجاعة”.
ووفقًا لحوار آخر معها لقناة “أخبار 12″، أشارت “الكابتن إيلا” إلى أننا “نحن في كل بيت بمنطقة الشرق الأوسط. أدواتنا هي وسائل الإعلام الكلاسيكية والتقليدية، بالإضافة إلى شبكات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا. اليوم، نرى أن كل مواطن، وكل مقيم، وكل شخص في الشارع يحمل كاميرا وهاتفًا، أصبح صحفيًّا؛ وما يجب علينا هو اقتحام هذا الميدان لنقدم شيئًا مختلفًا”.
وفي ردها على سؤال حول بلوغ عدد أصدقائها على “تيك توك” نصف مليون متابع، قالت: “أنا أيضًا على فيسبوك وتويتر وإنستغرام. ومرة أخرى، لكل منصة جمهورها الخاص. على تويتر، تجد قادة الرأي والصحفيين العرب؛ وعلى فيسبوك، أتصفح البيانات”.
أما على “تيك توك”، فالساحة أشبه بـ”الضفة الغربية”، بينما تعتبر مختلطة في “إنستغرام”، فتضم روَّادا من الغرب وإسرائيل، ومن المجتمع العربي عمومًا، بما في ذلك اللبنانيون. الجمهور المستهدف هو الجمهور العربي في الشرق الأوسط، وفق قولها.
وفي لقاء مع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، في يوليو/ تموز الماضي، أشارت “الكابتن إيلا” إلى أنها لا تهتم بانتقادات متابعيها من العرب على التحاقها بالجيش الإسرائيلي، واعتبرت “الخوف من مواجهة الحقيقة هو المحرك أو الدافع وراء تطاول هذه الشريحة”.
حتى الشتائم لا تكترث بها إيلا واوية، وتقول: “على مواقع التواصل الاجتماعي، نعيش وسط بيئة رحبة، تتسع للجميع ولكافة الآراء، حتى لو كانت سبابا وشتائم، ما يهمني هو إيصال الرسائل بغض النظر عن ردود الأفعال؛ وكلما زادت ردود الأفعال الصاخبة، أتأكد من نجاحي وتأثيري”.
