محكمة ألمانية تعطي الضوء الأخضر لترحيل سوريين

منحت المحكمة الإدارية في دوسلدورف الضوء الأخضر لترحيل سوريّين أثنين إلى بلدهما، في قرار يُتوقع أن ينسجم مع توجهات الحكومة الاتحادية الألمانية. المحكمة اعتبرت أنه لا توجد حاليا أي مخاطر ملموسة تهدد حياتهما أو لامتهما في سوريا وأن الظروف الأمنية هناك لم تعد تشكل خطرا كافيا يمنع العودة.

في خضم الجدل الدائر حول ترحيل السوريين، قررت محكمة إدارية ألمانية أنه يمكن ترحيلهم في ظل ظروف معينة. فقد رفضت المحكمة الإدارية في دوسلدورف، وفق ما أُعلن الأربعاء (الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر 2025)، طلبين عاجلين مقدَّمين من سوريَّين ضد قرارات صادرة عن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (بامف)، مبرّرة قرارها بأن هذين الشخصين لا يواجهان في سوريا مخاطر تهدد حياتهما بشكل ملموس.

وقالت المحكمة إن محافظتَي دمشق واللاذقية اللتين ينحدر منهما الرجلان، لا تشهدان من أعمال العنف العشوائي ما يشكّل تهديدا حقيقيا وفرديا لحياتهما أو سلامتهما الجسدية، وإن ما تبقى من العنف هناك لا يعدو كونه حالات فردية محدودة. كما أشارت المحكمة إلى أنه لم تُسجَّل أي تدهور أمني ملحوظ خلال هذا العام.

وأضافت المحكمة أن السوريين لا يواجهون خطر الفقر المدقع أو التشرد عند عودتهم، مشيرة إلى وجود برامج للمساعدة وإعادة الإدماج. وأوضحت أنه عند الأخذ في الاعتبار هذه البرامج والمعطيات المحدثة حول الوضع في سوريا، لا يمكن الحديث عن حالة طوارئ عامة، مضيفة أن عدم ضمان الحد الأدنى من المعيشة بشكل دائم لا يشكل سببا مانعا للترحيل.

وكان الرجلان السوريان قد حاولا سابقا دون نجاح الحصول على حماية لجوء في النمسا. وأكدت المحكمة أن الحماية من الترحيل لا تُمنح إلا في حالات استثنائية.

وسبق أن أصدرت محاكم ألمانية أخرى أحكاما مشابهة: ففي سبتمبر/ أيلول الماضي، قضت المحكمة الإدارية في مدينة كولونيا الألمانية بأنه ليس لكل سوري حق في اللجوء بألمانيا، في قضية تتعلق بطالب لجوء من محافظة الحسكة الخاضعة للإدارة الكردية. أما المحكمة الإدارية في كارلسروه، فقد قررت في مايو/ أيار الماضي أنه لم يعد هناك سبب لتجميد البت في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين.

وتدور في الأوساط السياسية الألمانية حاليا نقاشات محتدمة حول إمكانية إعادة اللاجئين السوريين. فقد صرّح وزير الخارجية يوهان فاديفول (من الحزب الديمقراطي المسيحي) خلال زيارة إلى سوريا بأنه من المبكر جدا الحديث عن عودة واسعة للاجئين، موضحا أن العودة في الوقت الراهن ممكنة فقط بشكل محدود للغاية بسبب الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية في البلاد.

في المقابل، أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أنه لا يرى مانعًا من ترحيل السوريين، معتبرا أنه بعد انتهاء الحرب الأهلية لم يعد هناك مبرر لمنح اللجوء لمواطني سوريا. وفي هذا السياق قال المتحدث باسم الحكومة، شتيفان كورنيليوس، الأربعاء: “نتحدث اليوم عن إعادة إعمار سوريا، وعن تهيئة الظروف التي تتيح عودة منظمة للاجئين إليها”. وأضاف أن قضية العودة تتطلب أيضًا إجراءات قانونية معقدة تحترم مبادئ دولة القانون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *