
بعد مرور أربعة أيام على عملية السطو “المثيرة” التي استهدفت متحف اللوفر في باريس يوم الأحد 19 أكتوبر، يواصل المحققون البحث عن المشتبه فيهم الأربعة الذين فرّوا على دراجات نارية قوية. وتأمل مدعية باريس العامة، لور بيكوا، في أن “الضجة الإعلامية حول السرقة تترك بصيص أمل” في أن “اللصوص لن يجرؤوا على التحرك كثيراً بالمجوهرات المسروقة“.
وأكدت المدعية العامة في باريس، لور بيكو (أو بيكوا)، في حديث لصحيفة ويست فرانس، أن فرق التحقيق عثرت على أكثر من 150 عينة من الحمض النووي (دي إن إيه) وبصمات أصابع وأدلة مادية أخرى في موقع الجريمة، من بينها خوذة، وأدوات قص، وقفازات، وسترة استخدمها الجناة أثناء تنفيذ العملية وتركُوها خلفهم.
وقالت بيكو إن “التحاليل المخبرية ستستغرق بعض الوقت علما أن المختبرات تعطيها أولوية”، مضيفة أن النتائج المنتظرة “قد تزوّدنا بأدلة مهمة، خاصة إذا كان لدى الجناة سجل جنائي معروف“. ويشارك في التحقيق نحو 100 محقق من فرقة مكافحة العصابات (BRB) والمكتب المركزي لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية (OCBC)، بإشراف النيابة المتخصصة بمكافحة الجريمة المنظمة، وتعمل الفرق حالياً على تحليل لقطات كاميرات المراقبة العامة والخاصة في باريس وضواحيها لتحديد مسار هروب اللصوص.
وأعربت بيكو عن تفاؤلها الحذر، قائلة: “نريد القبض على الجناة في أسرع وقت ممكن قبل أن تُفكّ أحجار المجوهرات أو تُذاب معادنها. نحن ندرس كل الاحتمالات، بما في ذلك احتمال وجود تواطؤ داخلي في المتحف“. وأضافت: “لا أخفي أن الصدى الإعلامي الكبير لهذه السرقة المنفذة بطريقة منظمة يمنحني بصيص أمل في أن الجناة لن يجرؤوا على التحرك بالمجوهرات المسروقة، ما قد يساعدنا على استعادتها قريباً. أريد أن أكون متفائلة، وهو الشعور ذاته الذي يشاركني فيه المحققون الذين يعملون بلا توقف“.
وترى المدعية العامة أن عملية السطو “تحمل بصمات تنظيم احترافي واضح، بدءاً من التحضيرات الدقيقة، واستخدام معدات خاصة، إلى اختيار نوع المجوهرات المستهدفة وطريقة الهروب المحكمة”، لكنها أكدت أن تحديد ما إذا كانت العملية جزءاً من شبكة للجريمة المنظمة الدولية “أمر ستكشفه نتائج التحقيق المقبلة“. واقتحم أربعة لصوص ملثمون قاعة “أبولو” التي تضم جواهر وتيجان التاج الملكي الفرنسي، وسرقوا تسعة قطع نادرة تعود للقرن التاسع عشر، تُقدّر قيمتها بنحو88 مليون يورو.
وقعت العملية حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحاً، حيث استخدم اللصوص رافعة صغيرة للوصول إلى نافذة تطل على نهر السين، وقطعوا زجاجها بمنشار كهربائي قبل التسلل إلى القاعة. وبعد كسر خزانتي عرض، استولوا على المجوهرات وفرّوا بسرعة على دراجتين ناريتين، وقد أسقطوا إحدى القطع خلال هروبهم فبقي معهم ثمانية قطع، وأُغلق المتحف وأُخلي فوراً من الزوار والعاملين.
