
شنّ الجيش الإسرائيلي فجر الاثنين 7 يوليو 2025 سلسلة غارات جوية على أهداف تابعة لجماعة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن. وأكدت تل أبيب أن الضربات استهدفت مواقع استراتيجية في مدينة الحديدة الساحلية وميناءي رأس عيسى والصليف، بالإضافة إلى محطة توليد الكهرباء في رأس الكثيب، في أول هجوم إسرائيلي مباشر على الأراضي اليمنية منذ نحو شهر.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجمات جاءت ردا على الهجمات “المتكررة” التي يشنّها الحوثيون على إسرائيل والسفن المرتبطة بها في البحر الأحمر، مؤكدا أن “البنى التحتية الإرهابية” التابعة للجماعة أصبحت أهدافا مشروعة نتيجة لما وصفه بـ”التهديدات المستمرة لأمن إسرائيل ومصالحها”.
أظهرت مقاطع مصورة نشرها الجيش الإسرائيلي لحظة إقلاع الطائرات المقاتلة، حيث شاركت نحو 20 طائرة في الغارات، وألقت ما يقارب 60 قنبلة موجهة على الأهداف المحددة، في عملية وُصفت بأنها الأكبر من نوعها ضد الحوثيين حتى الآن. وشملت الضربات أيضا السفينة “غالاكسي ليدر”، التي احتجزها الحوثيون منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، والتي قالت إسرائيل إن الجماعة زودتها بنظام رادار لتتبع السفن في المياه الدولية واستخدمتها لتعزيز قدراتهم الهجومية البحرية.
من جانبهم، أعلن الحوثيون أنهم ردوا على الهجوم الإسرائيلي بإطلاق صواريخ أرض-جو محلية الصنع باتجاه إسرائيل. وأعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، أن الجماعة نفذت هجوماً عسكرياً مشتركاً باستخدام 11 صاروخا وطائرة مسيّرة، ردا على ما وصفه بـ “العدوان”. وأوضح أن الهجمات استهدفت مطار بن غوريون، وميناء أسدود، ومحطة الكهرباء في عسقلان بصواريخ فرط صوتية، بالإضافة إلى استهداف ميناء إيلات بـ 8 طائرات مسيّرة. وأكد سريع جاهزية الحوثيين لمواجهة “مستمرة وطويلة”.
وفي المقابل، أكد الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخين أُطلقا من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيلية دون تسجيل أي إصابات أو أضرار. وفي أعقاب الغارات، أفاد سكان محليون في مدينة الحديدة لبعض وسائل الإعلام الدولية، بأن محطة الكهرباء الرئيسية توقفت عن العمل، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من المدينة، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات أو ضحايا حتى الآن.
وجاء الهجوم الإسرائيلي بعد ساعات من تعرض سفينة الشحن “ماجيك سيز” التي ترفع علم ليبيريا لهجوم قبالة سواحل الحديدة، حيث اندلعت فيها النيران وغمرتها المياه، ما أجبر طاقمها على مغادرتها. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، إلا أن شركة أمنية بحرية رجّحت ضلوع الحوثيين، نظرا لتشابه الأسلوب مع عمليات سابقة نُسبت لهم.
و يتزامن هذا التصعيد مع مباحثات بشأن وقف محتمل لإطلاق النار في قطاع غزة، ووسط توتر متزايد بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية البرنامج النووي الإيراني.
ويخشى مراقبون أن يؤدي هذا التصعيد إلى عودة القوات الغربية إلى ساحة البحر الأحمر، في محاولة لضمان حرية الملاحة ومنع تفاقم التوترات الإقليمية التي تنذر بتوسيع رقعة المواجهة. وبالتالي ستشهد المنطقة مزيدا من التوتر.
