
وسط مباحثات مكثفة من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، عادت خطة “ريفيرا غزة”، التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في فبراير الماضي، لإثارة الجدل مجددا، لكن في بريطانيا هذه المرة. و «ريفيرا غزة» هي فكرة روج لها الرئيس دونالد ترمب في فبراير/ شباط الماضي لجعل قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 365 كيلو متر مربع منتجعا يشبه المنتجعات السياحية الكبرى، مقابل إعادة توطين الفلسطينيين في دول أخرى، سواء أرادوا المغادرة أم لا، وتحويل المنطقة إلى ريفيرا الشرق الأوسط.
كشفت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أن موظفي مركز أبحاث رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير شاركوا في مشروع «ريفييرا غزة» مع مجموعة بوسطن الاستشارية. وقالت الصحيفة، التي كانت أول من نشر الخطة، إن الوثيقة اقترحت مبادرات تجارية قائمة على العملات المشفرة و”مناطق اقتصادية خاصة” ذات أنظمة ضريبية منخفضة.
وزعمت أن الحرب في غزة، أتاحت “فرصة نادرة لإعادة بناء القطاع انطلاقًا من المبادئ الأولى”، مشيرة إلى أن القطاع سيكون قادرًا على المضي قدمًا كمجتمع آمن وحديث ومزدهر. ووفق الصحيفة، كان لمركز أبحاث توني بلير مساهمات في المشروع الذي عمل عليه أيضًا موظفون سابقون في مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG). تضمنت إحدى الوثائق فكرة “«ريفييرا غزة» بجزر اصطناعية. وقد عُرض مفهوم مشابه في الفيديو الذي شاركه ترمب.
وأكدت صحيفة “الغارديان” أن مركز أبحاث توني بلير، عمل على خطة لما بعد حرب غزة في القطاع تضمنت فكرة مشابهة لـ”ريفييرا ترمب”. وقالت الصحيفة البريطانية إن مركز توني بلير (TBI) عمل على مشروع بقيادة رجال أعمال إسرائيليين، جرت خلاله مناقشة بعض الأفكار مثل إنشاء منطقة صناعية تحمل اسم الملياردير الأميركي، إيلون ماسك.
وأوضحت أن موظفي مركز أبحاث بلير قدموا مساهمات في مشروع “الثقة الكبرى” لمجموعة بوسطن الاستشارية (BCG)، إذ تضمنت إحدى الوثائق التي كتبها موظفو المعهد مقترح “ريفييرا غزة” مع جزر اصطناعية، وهو مفهوم مماثل لما ظهر في الفيديو الذي نشره ترمب.
ووفقا للصحيفة، شارك موظفو مركز بلير في مجموعة مراسلة مكونة من 12 شخصًا تم استخدامها لإعداد الميزانية، بالإضافة إلى إعداد “مخطط اقتصادي لغزة”. لكن المركز البحثي لم يُعِد أو يُصادق على الشريحة النهائية، التي قُدِّمت إلى إدارة ترمب واقترحت دفع نصف مليون فلسطيني لمغادرة القطاع. والأسبوع الماضي، اتضح أن مجموعة بوسطن الاستشارية قد وضعت سابقًا نموذجًا لتكلفة نقل الفلسطينيين من غزة.
وأثار هذا رد فعل عنيفًا، لأن المجموعة شاركت في إنشاء مؤسسة غزة الإنسانية، التي حظيت بدعم إسرائيل والولايات المتحدة، لكنها نأت بنفسها لاحقا عن المشروع.
وقال متحدث باسم توني بلير، إن رئيس الوزراء السابق لم يتحدث إلى الأشخاص الذين أعدوا الخطط، ولم يُعلّق عليها. وأضاف: “يتحدث فريق مركز الأبحاث مع العديد من المجموعات والمنظمات المختلفة التي لديها “خطط” لما بعد الحرب لغزة، ولكن لا علاقة له بوضع هذه الخطة. وتابع: “شارك موظفو مركز بلير في مكالمتين، كما فعلوا مع العديد من الأشخاص الآخرين الذين لديهم (خطط لغزة)، والتفاعل معهم لا يعني تأييدهم”.
وأوضح أن “وثيقة مركز الأبحاث المشار إليها هي وثيقة داخلية تبحث في المقترحات المقدمة من جهات مختلفة والتي تغطي جميع الجوانب المختلفة لما يمكن أن تبدو عليه غزة بعد الحرب.. لكنها لم تُعدّ بالتزامن مع عمل مجموعة بوسطن الاستشارية ولم تُسلّم إليها”.
ونفى توني بلير في يناير/ كانون الثاني الماضي أي علاقة لمركز أبحاثه (TBI) بمشاركته في أي إخلاء طوعي للفلسطينيين من قطاع غزة. وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني السابق إن التقرير الذي بثته «القناة 12» الإسرائيلية حول دور لبلير في إعادة التوطين الطوعي لسكان غزة في دول عربية هو غيرها من الدول هو محض «كذب».
وأضاف مكتب بلير أن تقرير «القناة 12» الإسرائيلية تم نشره «دون أي اتصال بتوني بلير أو فريقه، وأن مثل هذا الموضوع لم يطرح، كما ان بلير لم يدخل في مناقشات حول هذا الموضوع». وعبّرت الخارجية الفلسطينية آنذاك عن أملها في عدم تورط «توني بلير في ارتكاب جرائم تعميق الإبادة والتهجير القسري» ضد الشعب الفلسطيني.
وذكرت صحيفة تيلغراف أن معهد توني بلير (TBI) عمل على مشروع بقيادة رجال أعمال إسرائيليين، والذي ناقش أيضًا إنشاء منطقة تصنيع تحمل اسم إيلون ماسك. ` وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها الوحشي على قطاع غزة، والذي راح ضحيته 57,523 شهيدا و 136,617 مصابا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وفقا للسطات الصحية في غزة.
وتواصل فرق التفاوض المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة بعد إعلان حركة حماس قبولها بمقترح ويتكوف لهدنة 60 يوما، يتم خلالها إطلاق سراح 10 محتجزين أحياء وتسليم جثامين القتلى الإسرائيليين، مقابل وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الأحد إن هناك فرصة جيدة لإبرام اتفاق بشأن تحرير المحتجزين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة مع حماس هذا الأسبوع.
وقال ترمب للصحفيين قبل مغادرة واشنطن إن مثل «هذا الاتفاق يعني أن من الممكن تحرير عدد لا بأس به من المحتجزين». ومن المنتظر أن يجتمع ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الإثنين في البيت الأبيض.
المصدر: الغد