
كشف وسائل إعلام قبرصية عن تصاعد شراء الإسرائيليين لأراض ومنازل بالجزيرة خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد الحرب بين إسرائيل وإيران. وقالت صحيفة بوليتيس القبرصية في تقرير لها إنه يبدو وكأن هناك توجّها منظّما لإيجاد موطئ قدم مستقرّ للإسرائيليين خارج إسرائيل.
ما سبق يثير تساؤلا حول ما إذا كانت إسرائيل قد تحولت إلى بلدا طاردا للسكان نتيجة الحروب المتتالية.. والأسباب التي دعت سكانها إلى اختيار قبرص دونا عن غيرها كملاذ آمن. وبحسب الصحيفة، بلغ عدد الإسرائيليين المقيمين في قبرص نحو 15 ألف شخص، كما تحدثت عن تنامي لأنشطة حركة حباد اليهودية، التي باتت تشرف على بنية مؤسساتية واسعة تشمل كنيسا يهوديا و6 منازل وميكفاه (مغطس ديني) وروضة أطفال ومقبرة خاصة، فضلا عن مركز لإصدار شهادات الكوشر اليهودي (الكشروت)، ومرافق لتنظيم الأنشطة الصيفية.
وأشار التقرير إلى أن بعض المناطق القبرصية باتت تشهد تجمعات سكنية إسرائيلية تتجاوز الطابع الفردي أو السياحي، وتقترب من تشكيل نواة مدينة متكاملة، اجتماعيا ودينيا وخدماتيا. وتحدثت بوليتيس عن تنامي هذا النشاط، تحديدا خلال جائحة كورونا، حين تحولت الجزيرة إلى ما يشبه الحديقة الخلفية للإسرائيليين، الذين هربوا من قيود الإغلاق المشددة في بلادهم إلى قبرص، الأكثر مرونة في تلك الفترة.
وكان زعيم الحزب التقدمي للشعب العامل أكيل القبرصي قد حذر يوم الجمعة الماضي من عمليات استحواذ على أراضي الجزيرة المتوسطية من قبل مواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي، خاصة في السنوات القليلة الماضية. حول هذا الملف تحدث لبرنامج مدار الغد كل من أستاذ الدراسات الإسرائيلية، د. أحمد فؤاد أنور، ومدير المعهد الجيوسياسي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، د. نوفل ضو.
وتحولت قبرص لنقطة عبور لآلاف الإسرائيليين في خلال الحرب بين إسرائيل وإيران. وكشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن ظاهرة متسارعة لهروب مواطنين إسرائيليين وأجانب متواجدين في إسرائيل عبر البحر إلى قبرص، مستخدمين يخوت خاصة تنطلق من مراسي عدد من المدن الساحلية بعيدا عن أي رقابة رسمية، وبأسعار مرتفعة تصل إلى آلاف الدولارات.
المصدر: الغد