رفض مجلس الشيوخ، يوم الجمعة، قرارًا كان من شأنه أن يمنع العمل العسكري الأميركي في إيران دون إذن من الكونغرس.رفض مجلس الشيوخ الأميركي، الذي يقوده الجمهوريون، يوم الجمعة، محاولة من الديمقراطيين لمنع الرئيس دونالد ترمب من استخدام المزيد من القوة العسكرية ضد إيران، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس أنه سيدرس قصف إيران مجددًا.
رُفض القرار، الذي قدمه السيناتور تيم كين، وهو ديمقراطي من ولاية فرجينيا، بأغلبية 47 صوتًا مقابل 53 صوتًا، وصوت ديمقراطي واحد، وهو: جون فيترمان من بنسلفانيا، بـلا، فيما صوت جمهوري واحد، وهو: راند بول، من كنتاكي، بـنعم. وقد أدلى جميع أعضاء مجلس الشيوخ بأصواتهم، لكن التصويت لا يزال مستمرًا.
ويُعد التصويت فوزًا للبيت الأبيض وعلامة على مدى الحرية التي يرغب الجمهوريون وبعض الديمقراطيين في منحها للرئيس ترمب لاتخاذ إجراء عسكري أحادي الجانب ضد طهران. وجادل العديد من الديمقراطيين، وحتى بعض الجمهوريين، بأن البيت الأبيض كان ملزمًا بطلب موافقة الكونغرس قبل إعطاء الضوء الأخضر لضربة نهاية الأسبوع الماضي، التي استهدفت خلالها الولايات المتحدة 3 مواقع نووية إيرانية، هي: فوردو ونطنز وأصفهان.
لكن البيت الأبيض تلقى دعمًا من القيادة الجمهورية في الكونغرس، حيث ذهب رئيس مجلس النواب مايك جونسون، وهو جمهوري من ولاية لويزيانا، إلى حد الإشارة إلى أن قانون صلاحيات الحرب غير دستوري.
وأشعلت الضربة على إيران صراعًا قديمًا بين السلطة التنفيذية والكونغرس حول صلاحيات الحرب.
واستخدم ترمب حق النقض مرتين ضد قرارات تتعلق بقانون صلاحيات الحرب في ولايته الأولى، بما في ذلك قرار يهدف إلى تقليص صلاحياته في ضرب إيران. كما واجه الكونغرس هذه المسألة عندما أذن الرئيس الأسبق باراك أوباما بشن غارات جوية على ليبيا عام 2011.
وكان ترمب قد قال في وقت سابق من يوم الجمعة، أنه منع اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، مهاجمًا إيَّاه لقوله إن طهران انتصرت في الحرب مع إسرائيل. وكتب ترمب في منشور عبر حسابه على منصة تروث سوشيال: لقد أنقذته من موت قبيح ومُهِين للغاية، مضيفًا أنه أوقف العمل على تخفيف العقوبات على إيران بعد تصريحات خامنئي.
وخلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، وجه ترمب رسالة إلى خامنئي، قال فيها: أصغ إليَّ، أنت رجل يتحلى بإيمان عظيم، رجل يحظى باحترام كبير في هذا البلد، عليك أن تقول الحقيقة، لقد هُزِمت شر هزيمة، إسرائيل أيضًا تعرضت لضربات كبيرة، لقد تعرضتا (إسرائيل وإيران) معا لضربات كبيرة. وأضاف معلقًا على وقف إطلاق النار الذي أعلن يوم الأربعاء بين إسرائيل وإيران: كانت اللحظة المناسبة لإنهاء الحرب.
وهدَّد ترمب بأنه سيفكر في قصف إيران مرة أخرى حال قيامها بتخصيب اليورانيوم. وكشف الرئيس الأميركي عن عزمه إيقاف العمل فورًا على تخفيف العقوبات عن إيران، ردًّا على تصريحات المرشد الأعلى الإيراني. وقال ترمب في منشور على تروث سوشيال خلال الأيام القليلة الماضية، كنت أعمل على إمكانية رفع العقوبات، وأمور أخرى، كان من شأنها أن تمنح إيران فرصة أفضل بكثير للتعافي الكامل والسريع والشامل. وأضاف: تلقيت بيانًا مليئًا بالغضب والكراهية والاشمئزاز، فتخليت فورًا عن جميع أعمال تخفيف العقوبات، وغيرها.
وكان خامنئي قد قلَّل ، من أثر الضربات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية. وفي أول تصريح علني له منذ نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران، قال خامنئي إن إيران حققت النصر على إسرائيل. وأضاف، في كلمة بثها التلفزيون الإيراني، أن إسرائيل لم تكن تتصور تلقي هذه الضربات القاسية من إيران.
وأشار إلى أن إيران اخترقت دفاعات إسرائيل، واستطاعت تدمير القدرات العسكرية لها، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة قصفت المواقع النووية لكنها لم تحقق الكثير، على حد قوله. وقال خامنئي في رسالته إن الكيان الصهيوني قد انهار وسُحِق تقريبًا تحت ضربات إيران، مشيرًا إلى أن أميركا دخلت الحرب لعدم تدمير إسرائيل بالكامل، ولم تحقق أي إنجاز من هذه الحرب.
المصدر: الغد