قرارات وزير الأوقاف “أسامة الأزهري” تثير الجدل في مصر

تشهد وزارة الأوقاف المصرية منذ الساعات الأولى من يوم التروية حالة من الجدل، إثر قرار الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بنقل عدد من الأئمة إلى محافظات نائية، شملت الوادي الجديد وأسوان والبحر الأحمر. ورغم ترحيب البعض بما تضمنه القرار من تنظيم لسفر أئمة الوزارة للمشاركة في أعمال الحج، إلا أن البعض الآخر اعتبره تعسفًا وتضييقًا على الأرزاق.

البداية جاءت بتحذير من وزارة الأوقاف للأئمة بشأن السفر لأداء فريضة الحج دون إذن مسبق، ففي منشور صدر الشهر الماضي، أكدت الوزارة ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والعرض على السلطة المختصة للموافقة قبل أي سفر إلى الخارج، وذلك حفاظًا على انتظام سير العمل بالمساجد وحرصًا على الدعوة.

وفي الساعات الأولى من صباح الأربعاء 4 يونيو 2025 (يوم التروية)، كشفت مصادر مطلعة بوزارة الأوقاف عن قرار بنقل عدد من الأئمة، بمن فيهم أئمة مساجد كبرى، إلى المحافظات النائية، وذلك لما بدر منهم من مخالفة لتعليمات الوزارة التي تزامنت مع بدء موسم الحج 2025، وشمل القرار أئمة مساجد كبرى بالقاهرة لسفرهم دون إخطار الوزارة، ومن بين الأسماء التي تم تداولها: الشيخ يسري عزام، ومحمد أبو بكر، وأشرف الفيل، وإسلام النواوي، وأسامة قابيل.

كانت ردود فعل الأئمة المنقولين سريعة، وعبروا عن حزنهم وارتباطهم بمساجدهم، حيث أعلن الدكتور يسري عزام، إمام وخطيب جامع عمرو بن العاص، رحيله عن الجامع العتيق بموجب قرار نقله إلى أسوان، وكتب في تدوينة مؤثرة: “وداعًا أيها الجامع العتيق، دخلتُ جامع عمرو بن العاص شاكياً، فأحياني الله فيه، وها أنا أودّعه باكيًا”. وأوضح أن سبب النقل يعود فقط لسفره لأداء فريضة الحج، معبرًا عن عميق ارتباطه بالجامع.

بالمثل، أعلن الشيخ محمد أبو بكر، إمام وخطيب مسجد الفتح، رحيله عن المسجد تنفيذًا لقرار نقله إلى محافظة الوادي الجديد، وعبر عن حزنه قائلًا: “وداعًا أيها الجامع العريق”، مشيرًا إلى أن سبب النقل هو سفره لأداء فريضة الحج، رغم تقديمه ما يثبت كونه مُحرمًا لزوجته التي تؤدي الفريضة هذا العام.

وأثار هذا القرار موجة من التساؤلات بشأن تداعياته على الأئمة المتضررين وعلى المشهد الدعوي في مصر، فبينما ترى الوزارة أن القرارات تهدف إلى تنظيم العمل وضمان الانضباط، يرى الأئمة أنها قد تكون عقابية ومجحفة، خاصة وأن الكثير منهم يتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة وتأثير كبير في مجتمعاتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *