ماجدة موريس تكتب :علاقة مشروعة.. وغير مشروعة

هل من الأفضل رؤية عمل فني في أسبوعين او١٥حلقة، أو الاستمرار فيما تعودنا عليه، وهو مسلسل الشهر كله والثلاثين حلقة؟ أعرف أنه سؤال متداول بين عشاق الدراما المصرية، ومنذ سنوات، وان الاجابة عنه لم تكن وافية لاقتناع الكثيرين بأهمية تخفيض عدد الحلقات في مواجهة المحتوى الفكري والدرامي للعمل، وضرورة توازنهما، بل تطابقهما معا، ولهذا أصبحت الرؤية أكثر وضوحا هذه الأيام، وبعد مرور نصف شهر رمضان الذي أصبح مهرجانا للدراما التليفزيونية الجديدة منذ سنوات، فقد انتهت عروض مجموعة مسلسلات الـ15 حلقة، (والتي بدأ بها المهرجان) وبدأت عروض مجموعة أخرى بنفس العدد من الحلقات (خمسة أعمال)، أما الأعمال التي رأيناها فهي علاقة مشروعة، ومذكرات زوج، والهرشة السابعة، ورشيد، والصفارة، وعلى عكس السنوات السابقة، كان نصيب الكوميديا الخالصة عمل واحد منها فقط هو (الصفارة) بينما استأثرت الدراما الاجتماعية بالأعمال الثلاثة الأولي، وبأساليب تعبير جمعت بين الجدية والكوميديا الخفيفة باستثناء (علاقة مشروعة) الذي توحدت لغته الدرامية مع ما قدمه من احداث.



(علاقة مشروعة) دراما للكاتبة سماح الحريري التي تمتلك خبرات عديدة قدمتها في أعمال سابقة حول دراما الأسرة، أما مخرج المسلسل خالد مرعي، فهو يمتلك أيضا قدرات كبيرة كمخرج بدأ عمله بالفن كمونتير في أفلام عديدة قبل ان يبدأ العمل كمخرج بفيلم (تيمور وشفيقة) ويكمل مسيرة حافلة بينها فيلمان مفضلان مثل (آسف علي الازعاج ) و(عسل أسود)، وفي التليفزيون بدأ عمله بإخراج مسلسل (شربات لوز) ليسرا وبعدها (نيران صديقة) وهكذا، وفي (علاقة مشروعة) يطرح علينا العمل أسئلة مهمة مثل: هل الاستقامة والإخلاص للأسرة مهمة المرأة فقط ام الرجل؟، وهل الإخلاص للصداقة، (أو صداقة العمر) له قواعد وأصول؟

وهل محبة الأبناء لها كتالوج وملامح؟ أم أنها محبة بلا مواصفات يفهمها من يشاء وفقا لثقافته؟ إننا بإزاء أزمة رجل الأعمال عمرو وصفي (ياسر جلال ) تجاه عالمه الخاص كله، زوجته المحبة والمحبوبة (داليا مصطفي)، وابنه وابنته (عمر رزيق وجودي مسعود )، واللذان تخطيا المراهقة إلى بدايات الشباب، وام الزوجة التي تعيش معهم في الفيلا الكبيرة (ميمي جمال)، والأزمة سببها الموظفة بثينة (مي عمر) التي عملت في مكتبه بالشركة التي يمتلكها، والتي أحبها شريكه وصديق عمره أمجد (مراد مكرم) وتزوجها، وحاول تملكها لكنها رفضت وطلبت الطلاق، فحاصرها بعد الطلاق لتعود اليه، فاستنجدت بعمر، ومارست ألعاب أنوثتها لتأخذه زوجا هو الآخر (برغم رفضه المبدئي)، وحين تنبه بعدها، وبعد أن وجد حال أسرته ينفرط، واكتشف أن ابنته وابنه في طرق الضياع بعدما فقدا الصديق والحامي، قرر الانفصال عنها، برغم رفضها، ثم موتها بشكل غامض، لينتهي المسلسل به

في السجن (مع اكتشافنا أن ذهاب زوجته اليها لأول مرة تسبب في هذا، ولكن، بدون دليل). والحقيقة أن العمل تركنا موزعين حول نهاية البطل، الذي برغم عودته إلى العائلة ورفضه زواجه الثاني، وجهده في استعادة أبنائه، دفع ثمن ضعفه في البداية، كما دفعت بثينة ثمن طمعها كامرأة في الرجال، (امجد، ثم عمرو) وأخيرا بمساومتها للزوجة علي زوجها (انت عندك بيت، وأولاد، وأم، وأنا ماعنديش غير عمرو) وكأن الحياة أصبحت سوقًا، يأخذ فيها الأشطر ما بيد غيره، والحقيقة أنني افتقدت بناء أكثر قيمة للبطلة بثينة، فلم نرِ لها أهل أو معارف مثل الأهل، بل إنها سعت إلى أن تصبح صديقة لزوجة الرجل الذي خطفته، وحين ظهر شقيقها في النهاية (محمود فارس) بدا كبلطجي يهددها، ومع ذلك، ومع ان القضية هي قضية البطل هنا أساسا، فإنها كبطلة أخذت من العمل اكثر مما استحقت كشخصية بهذه الملامح المحدودة، وكان البطل يحتاج لاهتمام أكبر بأدئه وهو الممثل القدير والموهوب كما عهدناه في أعمال كثيرة سابقة.

الأهالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *