
تداولت مواقع وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية أنباءً تفيد بإقالة اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، على خلفية تصريحات منسوبة له، قيل إنه وصف فيها “الشرع” بأنه إرهابي.
وأثارت المزاعم جدلًا واسعًا وانتقادات حادة من متابعين وناشطين على المنصات الرقمية، فما حقيقية إقالة رسول؟ وما صحة التصريحات التي نُسبت إليه؟ حتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي من الحكومة العراقية أو من رئاسة أركان الجيش أو وزارة الدفاع يؤكد أو ينفي هذه المزاعم.
ولم تنقل أي وسيلة إعلامية معروفة أو موثوقة خبرًا حول إقالة اللواء يحيى رسول أو نسب تصريحات من هذا النوع إليه، ما يرجّح أن الأمر لا يعدو كونه إشاعة أو محاولة لتشويه صورة الرجل المعروف بمواقفه الصارمة تجاه الجماعات الإرهابية والمتطرفة.
اللواء يحيى رسول هو أحد أبرز الأسماء في المشهد العسكري والإعلامي العراقي في السنوات الأخيرة. وُلد في بغداد عام 1969، وتخرّج في الكلية العسكرية الأولى عام 1989، ومنذ ذلك الحين تدرّج في المناصب حتى أصبح أحد أهم المتحدثين باسم المؤسسة العسكرية العراقية.
وشغل سابقًا منصب الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة، وكان لسنوات وجهًا مألوفًا في المؤتمرات الصحفية التي تتعلق بالمعارك ضد تنظيم داعش، وظهر كصوت رسمي يحاول طمأنة الرأي العام وتقديم صورة مهنية لجهود الجيش العراقي في الحرب على الإرهاب.
في نوفمبر 2023، تم تعيينه نائبًا لرئيس خلية الإعلام الأمني بعد إعادة هيكلتها، ليستمر في أداء دوره كواجهة إعلامية بارزة للقوات المسلحة.
وقد عُرف عنه خلال هذه الفترة تصريحاته الحاسمة ضد التنظيمات المتطرفة، حيث قال في ديسمبر 2024 إن كل من تعاون مع زعماء إرهابيين مثل أبو بكر البغدادي أو أبو مصعب الزرقاوي يُعد إرهابيًا، ما اعتبره البعض إشارة واضحة إلى زعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني (الشرع).
في ضوء ذلك، تبدو المزاعم الأخيرة بشأن وصف “الشرع” بالإرهاب لا تستند إلى أي أدلة ملموسة أو مصادر موثوقة، وتأتي ضمن موجة من الأخبار المفبركة التي تتكرر من حين لآخر مستهدفة شخصيات عامة ومؤسسات رسمية.
في 29 يناير 2025، تمّ تنصيب أحمد الشرع رئيسًا انتقاليًا للجمهورية العربية السورية، عقب الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024.

وفي 13 مارس 2025، أعلنت الحكومة السورية الانتقالية إصدار إعلان دستوري ينشئ نظامًا رئاسيًا لفترة انتقالية مدتها خمس سنوات، وبموجب هذا الإعلان، أصبح أحمد الشرع رئيسًا للدولة والحكومة معًا، بعد إلغاء منصب رئيس الوزراء.
منذ تنصيب الشرع رئيسًا لسوريا، شهدت العلاقات العراقية السورية تحولات لافتة باتجاه الانفتاح الحذر، وكان أول لقاء رسمي على مستوى القادة قد جمع الرئيس الشرع برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني كان في الدوحة منتصف أبريل، وركز على احترام السيادة، ودعم الحل السياسي في سوريا، والتعاون الأمني ضد داعش.
وقبل ذلك، زار رئيس جهاز المخابرات العراقي دمشق في ديسمبر 2024، في أول تواصل رسمي بعد سقوط نظام الأسد، لمناقشة أمن الحدود والتنسيق في مكافحة الإرهاب، مع تأكيد عراقي على احترام إرادة الشعب السوري.
وفي وقت سابق أعلنت أنقرة عن اتفاق مبدئي يضم العراق وسوريا وتركيا والأردن لمواجهة “داعش”، ما يعكس بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين بغداد ودمشق، تقوم على المصالح الأمنية والسياسية المشتركة.
المصدر: رؤية