
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدًا، بالذكرى الـ57 على ظهور العذراء بالزيتون، ذلك الحدث الذي أضاء سماء القاهرة وأثار اهتمام الملايين حول العالم. فقد شهد عام 1968 واحدة من أبرز الظواهر الروحية في العصر الحديث، حينما تجلت السيدة العذراء فوق قباب كنيسة السيدة العذراء بالزيتون، وسط حضور جماهيري ضخم من مختلف الطوائف والجنسيات.
في مساء يوم الثلاثاء 2 أبريل 1968، كان عمال جراج هيئة النقل العام المجاور للكنيسة هم أول من لاحظوا وجود فتاة تقف فوق القبة القبلية للكنيسة. اعتقدوا في البداية أنها تحاول إيذاء نفسها، لكن مع ازدياد النور حولها، أدركوا أن الأمر يفوق التوقعات.
عندما تم قطع الكهرباء عن المنطقة، ظل النور مشعًا، بل وازداد سطوعه، مما أكد للجميع أن ما يشاهدونه ليس مجرد خدعة ضوئية. انتشر الخبر بسرعة، وسرعان ما تجمعت الحشود لرؤية ظهور العذراء بالزيتون، حيث استمر الظهور لعدة ليالٍ متتالية، بحضور مئات الآلاف من الزوار، من بينهم شخصيات دينية وعلمية وصحفية من مختلف أنحاء العالم.
بعد أسابيع من انتشار الظاهرة، شكّلت الكنيسة القبطية لجنة خاصة للتحقيق في الأمر. وفي 4 مايو 1968، أصدر البابا كيرلس السادس بيانًا رسميًا اعترف فيه بصحة ظهور العذراء بالزيتون. وبعد نشر البيان في الصحف المصرية، تزايدت أعداد الزوار بشكل كبير، وتحول المكان إلى أحد أبرز المزارات الدينية في مصر والعالم المسيحي.
- استمراره لفترة طويلة: لم يكن ظهورًا لحظيًا، بل استمر لأشهر، ما أتاح الفرصة لآلاف الأشخاص لمشاهدته.
- تأكيده من مصادر متعددة: لم يقتصر الأمر على شهادة المسيحيين فقط، بل شهد الحدث مسلمون وأجانب، كما وثقته وسائل إعلام محلية وعالمية.
- عدم ارتباطه بأي وسيلة تكنولوجية: كان الظهور مصحوبًا بنور لا يتأثر بانقطاع الكهرباء، مما ينفي احتمالية كونه خدعة ضوئية.
كان لهذا الحدث أثر عميق على المصريين بمختلف دياناتهم، حيث جلب شعورًا بالسلام والطمأنينة، وجذب أنظار العالم إلى مصر كمركز للروحانيات والمعجزات الإلهية. كما عزز من مكانة كنيسة العذراء بالزيتون، التي أصبحت وجهة للحجاج والزوار الباحثين عن البركة.
يبقى ظهور العذراء بالزيتون واحدًا من أبرز الظواهر الروحية التي شهدها القرن العشرين، حيث تجلى النور الإلهي في سماء القاهرة وأذهل الملايين. ومع حلول الذكرى 57 لهذا الحدث الفريد، يتجدد الإيمان في قلوب المؤمنين، ويظل السؤال مطروحًا: لو كنت في ذلك الوقت، هل كنت تتمنى أن تكون شاهدًا على هذه المعجزة؟