انتهز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الفرصة خلال إفطار جمعه بالقوات المسلحة، لينتقد المسلسلات الرمضانية المصرية، داعياً إلى تقديم أعمال “إيجابية وجدية”. وسرعان ما استجابت الشركة المتحدة لانتقادات السيسي واجتمع مسؤولوها بالرئيس ورئيس وزرائه بهدف وضع خطط وبرامج للإنتاج الدرامي. في كلمة ألقاها خلال إفطار جمعه بالقوات المسلحة حذر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مما وصفه بالـ”غث والهزل”.
وقال “إياكم أن ترعوا الغث فقط والهزل فقط والكلام الذي لا يبني أمة فقط”. ودعا الرئيس إلى تقديم أعمال إيجابية وجدية، وأكد على ضرورة تنشئة الأجيال على القيم والأخلاق المصرية الأصيلة.
على الفور أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي العمل بتوجيه من السيسي على تشكيل لجنة متخصصة لوضع صياغة واضحة للإعلام والدراما المصرية.
وتعاطت الشركة “المتحدة” للخدمات الإعلامية مع تصريحات السيسي كأنها أوامر. وسارع مسؤولو الشركة للاجتماع مع الرئيس ورئيس وزرائه. وأعلنت “المتحدة عن قرارها تشكيل لجنة متخصصة للمحتوى، تتولى وضع خطط وبرامج للإنتاج الدرامي والإعلامي، إلى جانب متابعة ورصد الأعمال المنتَجة من الشركة.
ووضعت الشركة خطوتها في إطار استراتيجية الإدارة الحالية المكلفة بتطوير المحتوى الإعلامي “بما يحقق التوازن بين الإبداع والمسؤولية الاجتماعية، وتطلعات الجمهور المصري من خلال تقديم أعمال تعكس القيم المجتمعية الإيجابية”.
وفي تعليق على الأمر، أعرب الإعلامي المصري عمر أديب عن رفضه لتحديد ما يشاهده الناس. وقال إن الفن الموجه يموت، ودعا لترك الناس تختار وترفض وتحدد المشاهدة والقواعد.
وانتقد مصريون سرعة استجابة الشركة لانتقادات الرئيس بينما تتجاهل عادة الانتقادات التي تصدر عن الجمهور أو النقاد.
وتثير الإجراءات المتخذة لضبط الدراما بعد تصريحات السيسي مخاوف من أن تؤدي لقمع أكبر للأعمال الفنية وتقييدها وتحويلها بالكامل إلى الدعاية الموجهة.
وينتقد مصريون الأعمال الدرامية التي يعتبرون أنها تظهر المجتمع المصري بصورة مسيئة وتقدمه كمجتمع عنيف. بينما يرى آخرون أن الصور التي تظهر في الدراما المصرية هي انعكاس لواقع على الأرض.