ترمب: حرب أوكرانيا قد تنتهي خلال أسابيع

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الإثنين أن الحرب في أوكرانيا قد تنتهي خلال أسابيع، وذلك أثناء لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في البيت الأبيض لبحث إنهاء النزاع. وسعى ماكرون إلى إقناع ترمب بسد الهوة في شأن حرب أوكرانيا، مؤكداً أن كييف يجب أن تشارك في المحادثات بعدما فتح الرئيس الأميركي محادثات مباشرة مع موسكو تتعلق بالنزاع.

وقال ترمب إن روسيا مستعدة لقبول نشر قوات أوروبية في أوكرانيا كضمان لاتفاق إنهاء القتال، وذلك بعد تعليق ماكرون في البيت الأبيض أن الأوروبيين “مستعدون لإرسال قوات إلى أوكرانيا للتأكد من احترام السلام”.

وبعد ثلاثة أعوام على الحرب أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم تمسكها بوحدة أراضي أوكرانيا مع غياب دعم واشنطن التي فشلت في تمرير نص منافس يطالب بإحلال سلام سريع من دون شروط أخرى، وفي تحد لكييف وحلفائها الأوروبيين طرحت الولايات المتحدة اليوم على الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مشروع قرار يطالب بـ “إنهاء سريع” للنزاع في أوكرانيا، من دون الإشارة إلى وحدة أراضي البلاد، بينما بدأ ترمب تقارباً مع الكرملين وكثف انتقاداته لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يتعرض الآن للضغوط.

ولم يعرض النص المقتضب الذي يدعو إلى “إنهاء الحرب فوراً وإرساء سلام دائم” للتصويت كما هو، فقد جرى تعديله إلى حد كبير من الدول الأوروبية التي حمّلت بوضوح روسيا مسؤولية هذا الصراع، مؤكدة تمسكها بوحدة أراضي أوكرانيا والدعوة إلى “سلام عادل”.

وجرت الموافقة على النص المعدل بغالبية 93 صوتاً في مقابل ثمانية أصوات وامتناع 73 من التصويت، كما امتنعت الولايات المتحدة التي وصفت مبادرتها بأنها تاريخية لإيجاد طريق للسلام، من التصويت، وصوتت روسيا التي أشادت بالقرار الأميركي الأصلي باعتباره “خطوة في الاتجاه الصحيح” ضده.

وجرى تبني القرار الذي أعدته أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون بغالبية 93 صوتاً مؤيداً في مقابل 18 صوتاً معارضاً، بما في ذلك الولايات المتحدة، وامتناع 65 من التصويت.

ويؤكد القرار أنه من الملّح إنهاء الحرب هذا العام، ويكرر بصورة لا لبس فيها المطالب السابقة للجمعية وهي الانسحاب الفوري للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية ووقف أعمالها العدائية.

أعلنت الحكومة البريطانية اليوم الإثنين أكثر من مئة عقوبة ضد جهات تدعم الرئيس فلاديمير بوتين في الحرب الروسية-الأوكرانية، في الذكرى الثالثة لاندلاع النزاع. وتستهدف حزمة العقوبات التي وُصفت بأنها الأكبر منذ بدايات الحرب، “الآلة العسكرية الروسية وكيانات تدعمها في بلدان أخرى وشبكات الإمداد الهشة التي تعتمد عليها”، بحسب بيان لوزارة الخارجية.

أتى قرار المملكة المتحدة لتكثيف العقوبات في وقت سعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الأسابيع الأخيرة إلى تهميش كييف وداعميها الأوروبيين في المحادثات مع روسيا في شأن مستقبل النزاع. وفرضت لندن عقوبات على 1900 شخص ومنظمة مرتبطة بحكومة بوتين منذ اندلع النزاع وحتى يناير (كانون الثاني) الماضي.

تستهدف آخر حزمة عقوبات جهات تنتج وتوفر إمدادات المعدات الضرورية لمواصلة الحرب في بلدان أخرى بينها دول في آسيا الوسطى وتركيا وتايلاند والهند والصين. تشمل الشخصيات المدرجة على قائمة العقوبات وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ شول وغيره من الجنرالات وكبار المسؤولين الكوريين الشماليين “الضالعين” في نشر أكثر من 11000 جندي كوري شمالي للانخراط في النزاع.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن “تحرك اليوم، وهو الأكبر منذ نحو ثلاثة أعوام، يؤكد التزام المملكة المتحدة حيال أوكرانيا”، وأضاف أن “كل خط إمداد عسكري يتم تعطيله وكل روبل يتم منع إيصاله وكل داعم لعدوان بوتين يتم الكشف عنه، هو خطوة باتجاه سلام عادل ودائم”.

وقالت الحكومة البريطانية إنه يتم للمرة الأولى استخدام سلطات جديدة لمعاقبة المؤسسات المالية الأجنبية التي تدعم الحرب. تشمل هذه المؤسسات مصرف OJSC Keremet Bank  ومقره قرغيزستان، كما تشمل الشخصيات الجديدة الـ14 التي تم استهدافها رومان تروتسينكو الذي يُعتقد بأنه أحد أثرى أثرياء روسيا.

كذلك، تم استهداف 40 سفينة أخرى ضمن ما يعرف بـ”الأسطول الشبح” الروسي، ليصل إجمال عدد السفن المستهدفة بالعقوبات إلى 133. أتى الإعلان بالتزامن مع رحلة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر المقررة إلى واشنطن حيث يلتقي ترمب الخميس المقبل على أمل أن يكون “جسراً” بين الولايات المتحدة وأوروبا سعياً إلى ضمانات أمنية ومتعلقة بالأراضي لكييف في حال تم التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب.

وتبدو المهمة صعبة بصورة متزايدة بعد سجال علني الأسبوع الماضي بين زيلينسكي وترمب الذي وصف الرئيس الأوكراني بأنه “دكتاتور” وأشاد بـ”المحادثات الجيدة” مع روسيا.

 

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إحلال سلام دائم في أوكرانيا خلال السنة الراهنة، في الذكرى الثالثة للحرب.  وأكد زيلينسكي خلال قمة في كييف مع عشرات القادة الأوروبيين في الذكرى الثالثة للحرب، “يجب أن تشهد هذه السنة بداية سلام حقيقي ودائم. (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لن يمنحنا السلام أو سيعطينا إياه في مقابل شيء. يجب أن نظفر بالسلام بالقوة والحكمة والوحدة”.

في السياق نفسه، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن بوتين يريد “استسلام” أوكرانيا، فيما أعلنت تقديم مساعدات جديدة لكييف بقيمة 3,5 مليارات يورو (3.66 مليار دولار).

وقالت فون دير لايين خلال القمة إن “الحرب في أوكرانيا تبقى الأزمة الأهم والأكثر تأثيراً على مستقبل أوروبا. بوتين يحاول أكثر من أي وقت مضى الفوز في هذه الحرب على الأرض. ويظل هدفه استسلام أوكرانيا”. وأضافت المسؤولة التي شاركت في القمة التي حضرها قادة غربيون من بينهم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو “تبقى الحرب في أوكرانيا الأزمة الأهم التي تحمل أكبر تبعات على مستقبل أوروبا”.

وكتبت فون دير لايين في منشور “نحن في كييف اليوم لأن أوكرانيا هي أوروبا. في هذا الكفاح من أجل البقاء، ليس مصير أوكرانيا وحده ما هو على المحك، بل مصير أوروبا”. كذلك، وصل قادة عدد من الدول الأوروبية ولا سيما رؤساء بلدان وحكومات دول البلطيق ودول شمال أوروبا ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.

وبمواجهة الخطر الروسي وتبدل الموقف الأميركي، يسعى الأوروبيون الذين باتوا في موقع ضعف لتعبئة قواهم. وفي هذا السياق، أعلن كوستا عقد قمة أوروبية خاصة في السادس من مارس (آذار)، موضحاً “أننا نعيش لحظة حاسمة لأوكرانيا والأمن الأوروبي”.


في السياق أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم الإثنين في أنقرة أن مفاوضات السلام لإنهاء النزاع في أوكرانيا يجب أن تضم الطرفين المتحاربين. وقال فيدان، “فيما ندخل اليوم في السنة الرابعة للحرب نولي أهمية كبيرة للمبادرة الأميركية الجديدة، ونرى أن إمكان التوصل إلى حل متاح عبر المفاوضات التي يجب أن يشارك فيها الطرفان” المتحاربان. وأضاف، “لا تزال تركيا مستعدة لتولي دور المسهل. هدفنا هو إنهاء هذه الحرب المدمرة بأسرع وقت ممكن وبلسمة جراح المنطقة”. 

وحذر لافروف من جهته من أن روسيا لن توقف القتال في أوكرانيا إلا بعد حصولها على ما تريد من المفاوضات التي ينوي الرئيسان الروسي والأميركي مباشرتها. وقال، “لن نوقف القتال إلا عندما تفضي المفاوضات إلى نتيجة ثابتة ودائمة تناسب روسيا الاتحادية”.

وفي موازاة القمة الداعمة لأوكرانيا في كييف، ذكرت وسائل إعلام رسمية صينية أن الرئيس الصيني شي جينبينغ أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين اليوم، وجدد الجانبان، خلال الاتصال، التأكيد على الشراكة الاستراتيجية “غير المحدودة” بين بلديهما.

وأعلنت الصين وروسيا شراكة استراتيجية غير محدودة قبل أيام من هجوم روسيا على أوكرانيا عام 2022. والتقى شي وبوتين أكثر من 40 مرة خلال العقد الماضي، كما وصف الرئيس الروسي بكين في الأشهر القليلة الماضية بأنها “حليفة”.

والاتصال هو الثاني بين الرئيسين بعد مكالمة في يناير (كانون الثاني) ناقشا خلالها العلاقات مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب وآفاق التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

في هذا الوقت، فرض الاتحاد الأوروبي مجموعة 16 من العقوبات على روسيا، في الذكرى الثالثة للهجوم الروسي على أوكرانيا. وأعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس في بيان “منذ ثلاث سنوات، تقصف روسيا بلا توقف أوكرانيا على أمل انتزاع أراض لا تعود لها” مضيفة أن “كل رزمة من العقوبات تحرم الكرملين من الأموال الضرورية لشن هذه الحرب”.

ووصل قادة الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، إلى كييف لتأكيد دعمهم لأوكرانيا في الذكرى الثالثة للهجوم الروسي. وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عبر شبكات التواصل الاجتماعي “نحن في كييف اليوم لأن أوكرانيا هي أوروبا. في هذا الكفاح من أجل البقاء، ليس مصير أوكرانيا وحده ما هو على المحك، بل مصير أوروبا”، مرفقة منشورها بمقطع فيديو تظهر فيه تصل في قطار إلى كييف برفقة رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا.

في الأثناء، ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن روسيا تقدّر الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة للتحرك نحو وقف سريع لإطلاق النار في أوكرانيا، لكن هذا غير مقبول بالنسبة لموسكو ويهدد بعواقب وخيمة على العلاقات الروسية الأميركية. ونقلت الوكالة عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله في تصريحات نشرت اليوم الإثنين “نستطيع أن ندرك بثقة كافية رغبة الجانب الأميركي في التحرك نحو وقف سريع لإطلاق النار”، وأضاف “لكن وقف إطلاق النار من دون تسوية طويلة الأجل هو الطريق إلى استئناف سريع للقتال واستئناف الصراع بعواقب أكثر خطورة بما في ذلك عواقب على العلاقات الروسية – الأميركية. نحن لا نريد هذا”.

ونظمت تظاهرات عدة داعمة لأوكرانيا في فرنسا، أمس الأحد، عشية الذكرى السنوية الثالثة للهجوم الروسي الواسع النطاق وبعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب التفاوض مع موسكو.

في باريس، شارك 3500 شخص في مسيرة، بحسب السلطات، استجابة لدعوة جمعيات داعمة لأوكرانيا، بمشاركة عديد من النقابات العمالية بما في ذلك نقابة “سي جي تي” و”سوليدير”.

وفي مقدم المسيرة، حمل عديد من النواب الباريسيين لافتة كتب عليها “فلنتحد من أجل انتصار أوكرانيا”. وردد المتظاهرون “ترمب، بوتين، لا مفاوضات من دون أوكرانيا”.

ووفقاً لبيار ريمان المؤسس المشارك لجمعية “من أجل أوكرانيا، من أجل حريتهم وحريتنا” فإن الهدف هو إظهار “أن السبيل لمواجهة التهديد الروسي هو الاستمرار في دعم أوكرانيا”. وقال لوكالة “الصحافة الفرنسية” “الهدف ليس شن حرب على روسيا. بل هو حماية أوروبا وأوكرانيا”.

وقالت أولكساندرا إفروس عضو جمعية كالينا التي تجمع مساعدات لأوكرانيا، إن “العالم أصبح غير مبالٍ. فالناس يفكرون في السلام، ولكن من أجل أنفسهم، وليس من أجل أوكرانيا”. ولكن في رأيها “روسيا تهدد الجميع اليوم”. وقالت آنا ميلنيتشوك، وهي لاجئة شابة في العشرينيات من عمرها، إن “العالم يغض الطرف ويريد التفاوض مع الإرهابيين. وهذا خطأ فادح”.

كما كانت منظمة العفو الدولية حاضرة في المسيرة. وقالت المديرة العامة لمنظمة العفو الدولية في فرنسا سيلفي بريغو، إن منظمتها موجودة هنا “لمواصلة توثيق جرائم الحرب المستمرة في أوكرانيا”. وأضافت “نحن قلقون خصوصاً في شأن تأثير ذلك في الفئات الأكثر ضعفاً، بخاصة الأطفال”.

في ساحة الجمهورية في وسط باريس، تحرك عدد من الناشطات من الحركة النسوية “فيمن” وحملن لافتة كتب عليها “إذا توقفت روسيا عن القتال لن تكون هناك حرب بعد الآن. إذا توقفت أوكرانيا عن القتال، فلن يكون هناك أوروبا بعد الآن”. ثم توجهت المسيرة إلى ساحة الباستيل. وحمل المتظاهرون المئات من الأعلام الأوكرانية إضافة إلى الأعلام الأوروبية. 

كما خرجت تظاهرات أخرى أصغر حجماً في المناطق. ففي نيس (جنوب فرنسا)، تظاهر نحو 700 شخص، وفقاً للشرطة، تحت شعار “أوقفوا بوتين، اليوم أوكرانيا، وغداً بلدكم”. وساروا على طول شارع برومناد ديزانغليه الشهير على الواجهة البحرية.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *