
أكّد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، وليد جنبلاط، أنّ “روسيا تلعب في هذه المرحلة دورا إيجابيا في سوريا ولا بد من عودة العلاقات بين موسكو ودمشق”. وقال في حديث لإذاعة “سبوتنيك”: “هناك العديد من النقاط العالقة بين لبنان وسوريا، مثل ترسيم الحدود البرية والبحرية، وهو أمر يجب حله وفقًا للقوانين والأعراف الدولية”، مضيفا: “من خلال العلاقات التاريخية بين البلدين، يمكن التوصل إلى حلول لهذه القضايا”.
وأوضح جنبلاط، أنّه “عندما زار دمشق في المرة الأخيرة، لم ولن يزور جبل العرب لأن الدروز هناك هم جزء من الشعب السوري”. وأضاف: “العلاقة بين الدروز في لبنان وسوريا هي علاقة أخوة، ولكن لكل طرف خصوصيته الوطنية، إن كان على مستوى الدروز في سوريا أو لبنان”.
وأشاد بالجهود الدولية من فرنسا والسعودية وقطر لدعم سوريا، بينما اعتبر أنّ “الولايات المتحدة قد خففت من مشاركتها في هذا الدعم وأصبح حضورها هشا في هذا الملف”. وتمنى جنبلاط أن “يتم تفعيل مؤتمر وطني سوري يضم جميع الأطياف للتوصل إلى حلول شاملة للمستقبل”.
كما أكّد جنبلاط أنّ “تشكيل حكومة نواف سلام جاء في سياق سياسي وعسكري جديد، بعد التطورات الأخيرة في لبنان، بما في ذلك الاجتياح الإسرائيلي الأخير”، موضحا أنّ “الحكومة الجديدة تتطلع لتطبيق القرارات الدولية واتفاق الطائف لضمان الاستقرار في البلاد”. وأضاف جنبلاط: “إسرائيل لن تلتزم بالقرارات الدولية، حيث أنها تسعى لاحتلال خمسة مواقع داخل لبنان، وهو ما يستدعي التصدي لهذه الخطط”.
وفي ما يخص الوضع الداخلي، شدّد جنبلاط أنّ “لا عودة إلى الماضي”، وأنّ “وجود الميليشيات العسكرية أصبح جزءًا من التاريخ”، وأنّ “المواجهة مع إسرائيل في المستقبل يجب أن تكون سياسية وليست عسكرية”. كما شدّد جنبلاط على ضرورة “تنفيذ الإصلاحات المطلوبة من قبل صندوق النقد الدولي وتطبيق القرار 1701 على الحدود مع إسرائيل”، مشيرًا إلى “أهمية التحقيق في تفجير مرفأ بيروت، وكذلك تثبيت الحدود مع سوريا”.
واعتبر جنبلاط أنّ “فلسطين ليست بحاجة لعرض ترامب تحويل قطاع غزة إلى ما وصفه بريفييرا الشرق الأوسط، فهذا المخطط سيؤسَس على أنقاض وحرية الشعب الفلسطيني”. وقال جنبلاط: “المطالب الإسرائيلية بتهويد الضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين من غزة تثير القلق”، مشيرًا إلى أنّ “بناء المستوطنات في الضفة يهدد إمكانية قيام دولة فلسطينية”.
وأعرب جنبلاط عن رفضه “لانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو”، معتبرًا أنّ “الغرب لم يفِ بوعوده السابقة بعدم توسيع الحلف”. كما أشار جنبلاط إلى أنّ “الوضع في أوكرانيا، يجب أن يعالج عبر التفاوض والحوار لتجنب المزيد من التدمير والموت”، مؤكدًا أنّ “الحلول السياسية هي الأفضل لتفادي التداعيات الخطيرة لهذا الصراع”.