
قرعت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون مكافحة التمييز فردا أتامان ناقوس الخطر بسبب تزايد الحوادث العنصرية التي يتعرض لها المهاجرون واللاجئون في ألمانيا. ووصفت الجدل الحالي حول الهجرة بأنه “مثير للقلق“.
وحذرت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون مكافحة التمييز فردا أتامان من زيادة الحوادث العنصرية ضد الأشخاص من خلفيات مهاجرة واللاجئين في ظل الجدل القائم حول سياسة الهجرة في البلاد. وقالت أتامان لوكالة الأنباء الألمانية: “يتزايد عدد الأشخاص الذين توجهون إلينا بسبب تعرضهم لحوادث عنصرية. وهم يتحدثون عن أصحاب عمل يوجهون الشتائم للمتقدمين الأجانب، أو عن أطباء يرفضون علاج المسلمين“.
وأضافت أتامان أنها تلاحظ أن التمييز أصبح “أكثر وضوحا وقسوة:، موضحة أنها تلقت تقارير من مهاجرين في مدينة ماغدبورغ، الذين أفادوا في الأسابيع الأخيرة بتعرضهم لاعتداءات جسدية. يأتي ذلك في وقت شهدت فيه المدينة عملية دهس قُبيل عيد الميلاد نفذه طبيب سعودي وأسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة عدة أشخاص آخرين.
وأثار الهجوم جدلا عاما في ألمانيا حول كيفية التعامل مع المهاجرين المدانين بجرائم، خاصة بعد الهجوم المروع باستخدام السكين على مجموعة أطفال في مدينة أشافنبورغ البافارية الذي يُشتبه في تنفيذه طالب لجوء أفغاني.
وفي معرض حديثها عن مرشح الحزب الديمقراطي المسيحي لمنصب المستشار فريدريش ميرتس الذي يعتزم حزبه طرح مشروع قانون للحد من الهجرة إلى ألمانيا في البرلمان – وقد يحصل على دعم من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف لتمريره، قالت أتامان: “التصويت في البرلمان مع القوى اليمينية المتطرفة لن يحل أي من المشاكل القائمة، لكنه يزعزع ثقة العديد من المواطنين“.
وأكدت أتامان أن الكثير من الناس في البلاد بدأوا يتساءلون ما إذا سيكون لهم ولأطفالهم مستقبل آمن في ألمانيا. وانتقدت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون مكافحة التمييز الطريقة التي يتم بها إدارة النقاش حول الهجرة في ألمانيا، ووصفتها بأنها “تبعث على القلق”، مشيرة إلى أنها “تغذي المشاعر السلبية“. وأضافت أن “سياسة الهجرة المسؤولة يجب ألا تكون حافزا للعنصرية والتطرف اليميني” في البلاد.
تأتي تصريحات أتامان في وقت يسعى فيه البرلمان الألماني “بوندستاغ” اليوم الجمعة للتصويت على “قانون تحديد تدفق اللاجئين” المثير للجدل الذي قدمه التحالف المسيحي ويتضمن إلغاء لم شمل الأسر للاجئين ذوي الحماية المحدودة. وقد أبدى حزب البديل من أجل ألمانيا والحزب الديمقراطي الحر وتحالف سارة فاغنكنيشت دعمها لمشروع القانون.
وكان البرلمان قد وافق يوم الأربعاء الماضي على اقتراح من الاتحاد يقضي برفض طالبي اللجوء على الحدود الألمانية. وكان هذا القرار قد حصل على دعم غير مسبوق من حزب البديل، ما أثار غضب المعارضة واستنكارا داخل التحالف المسيحي نفسه.