الممثلة الإيطالية الاستثنائية صوفيا لورين، بلغت التسعين من عُمرها، وذلك يوم 20 سبتمبر 2024، واحتفلت به احتفالًا خاصًا وسط عائلتها وأصدقائها المقربين، كما احتفلت بها وزارة الثقافة الإيطالية تكريمًا لمسيرتها الفنية العريقة، ووصفتها بأنها آخر نجوم العصر الذهبي.
أكثر من نصف عُمرها قضته لورين أمام الكاميرات والأضواء، وداخل استديوهات التصوير، تصدر اسمها عشرات الأفلام، وحازت على عدد كبير من الجوائز المرموقة، حتى أصبحت اسمًا لامعًا بل ومحفورًا في تاريخ السينما العالمية.
في يوم ميلادها التسعين نعيد النظر على أبرز أفلامها السينمائية
دي سيكا “لا سيوسيارا” (امرأتان) -(عام 1961)
كان فيلم “امرأتان” هو الفيلم الذي أبلغ الجماهير عن القدرات التمثيلية الهائلة التي تتمتع بها صوفيا لورين. وكان نقطة تحولها من ممثلة جميلة الشكل، إلى ممثلة رائدة ذات شهرة عالمية، وكانت دائمًا بارعة في دور المرأة العادية التي تعاني من مشاكل غير عادية.
الزواج على الطراز الإيطالي (عام 1964)
الفيلم درامي حربي، يعود لعام 1960 من إخراج فيتوريو دي سيكا، الذي شارك في كتابته مع سيزار زافاتيني، استنادًا إلى رواية أصدرت عام 1957 بنفس الاسم لألبرتو مورافيا.
الفيلم من بطولة صوفيا لورين، وجان بول بلموندو، وإليونورا براون، وراف فالوني. وجسدت لورين في الفيلم دور أرملة تبذل قصارى جهدها لحماية طفلتها الصغيرة (إلينورا براون) من أهوال الحرب العالمية الثانية، والقصة خيالية ولكنها مبنية على أحداث فعلية وقعت عام 1944 في روما.
حازت لورين على تقييمات جيدة من قبل النقاد على أدائها التمثيلي بالفيلم، ووصفوها بأنها كانت “رائعة”، مع فوزها بجائزة بافتا وكان وجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة.
يوم خاص (عام 1977)
فيلم درامي يعود تاريخه إلى عام 1977 من إخراج إيتوري سكولا كما شارك في كتابته، ومن إنتاج كارلو بونتي، وبطولة صوفيا لورين ومارسيلو ماستروياني.
تجري أحداث الفيلم في روما عام 1938، وتدور أحداثه حول ربة منزل (لورين) وجارها (ماستروياني) اللذين بقيا في المنزل في اليوم الذي زار فيه أدولف هتلر بينيتو موسوليني، حاكم إيطاليا وقتها.
ويقع الثنائي في حب بعضهما البعض، بعد أن تعرفا على بعض بشكل سطحي، وعرفوا جوانب خفية في شخصياتهما.
حصلت لورين على تقييمات رائعة من قبل الجمهور والنقاد على دورها، كما حصل ماستروياني على ترشيح للأوسكار.
السيد (عام 1961)
السيد هو فيلم درامي تاريخي ملحمي أنتج عام 1961 من إخراج أنتوني مان وإنتاج صامويل برونستون. تدور أحداث الفيلم على حياة الفارس الإسباني رودريغو دياز دي فيفار في القرن الحادي عشر، المسمى “El Cid”. الفيلم من بطولة تشارلتون هيستون الذي يقوم بدور المحارب وصوفيا لورين في دور زوجة البطل.
وكانت تجسد لورين دور الزوجة الشجاعة والقوية، التي تدعم زوجها معنويًا في حربه، وحاز الفيلم على نسب إيرادات عالية وقتها، وحقق نجاحًا كبيرًا، ووصفه المخرج العالمي مارتن سكورسيزي بأنه “أحد أعظم الأفلام الملحمية على الإطلاق”.
نبذة عن صوفيا لورين
ولدت صوفيا سكيلوني في روما عام 1934، وبدأت رحلتها السينمائية بعد مشاركتها في مسابقة ملكة جمال إيطاليا عام 1950، حيث وصلت إلى النهائيات.
كان المنتج السينمائي الإيطالي كارلو بونتي هو الذي أدرك إمكاناتها التمثيلية، فغير اسمها إلى صوفيا لورين، وهو لقب يتمتع بجاذبية دولية. جاء دورها الرائد في عام 1954 مع فيلم “ذهب نابولي” للمخرج فيتوريو دي سيكا. ثم أثبت حضورها الساحر على الشاشة بسرعة أنها رمز رائد في الخمسينيات. لعبت دور البطولة إلى جانب مارسيلو ماستروياني في سلسلة من الأفلام الناجحة، وشاركت الشاشة مع نجوم هوليوود مثل كاري جرانت وأنتوني بيركنز.
حصلت على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن أدائها لدور تشيسيرا في دي سيكا “لا سيوسيارا” (امرأتان) عام 1961، مما جعلها أول ممثلة تحصل على جائزة الأوسكار عن أداء بلغة أجنبية.
على مدار العقود، استمرت موهبة لورين في حصد الجوائز، فحصلت على سبع جوائز ديفيد دي دوناتيلو لأفضل ممثلة، وخمس جوائز غولدن غلوب خاصة، وجائزة أوسكار فخرية عام 1991، وجائزة الرؤية عام 2021.
تزوجت لورين من كارلو بونتي حتى وفاته عام 2007، وتقيم في جنيف. ولديها ولدان، إدواردو وكارلو بونتي جونيور.