مؤسسة “واقف” في سويسرا يتم تمويلها من أخوان الكويت

تواصل مؤسسة “واقف” في سويسرا إثارةَ القلق والمخاوف بشأن نشاطاتها، ذات العلاقة بالتوسع في بناء المساجد وترميمها عبر عمليات غسيل الأموال التي تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين؛ وهي الأمور التي أُثيرت مجدداً مع تلقي المؤسسة دعماً مالياً سخياً من الكويت لتمويل عمليات تجديد وتوسعة مسجد البدر، عن طريق مؤسسة الأوقاف الكويتية؛ حيث يشرف على التنفيذ بيت الزكاة الكويتي.

وحسب تقارير صحفية، فإن السفارة الكويتية بمدينة برن السويسرية، أكدت أن مشروعات تجديد المساجد وبنائها يتم تمويلها من قِبل منظمات مرتبطة بالكويت، في إطار النشاطات والمشروعات الإنسانية التي تقوم بها الكويت في مختلف أنحاء العالم.

ويدير مؤسسة “واقف” السويسرية، محمد كرموس، وهو مواطن تونسي- فرنسي مقرب من جماعة الإخوان المسلمين، وصُنِّف على قائمة المخابرات الفرنسية من 2007 باعتباره من “الإسلاميين المتشددين”، قبل أن يتجه إلى سويسرا؛ حيث يقيم مع زوجته نادية، التي دافعت عن طارق رمضان، الذي أُدين بالاغتصاب والتحرش، بينما عملت نادية كرموس مديرةً لمتحف الحضارات الذي ضم في مكتبه مؤلفات مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، حسن البنا.

تسعى جماعة الإخوان المسلمين في الكويت إلى الوجود والتأثير في الخارج، حسب السياسي الكويتي جاسم الجريد، الذي يقول لـ”كيوبوست”: إن الإخوان يسعون لغسيل أموالهم بطريقة قانونية في الخارج؛ تخوفاً من فقدان مركزهم المالي بالكويت بعد إقرار قانون تجريم الكيانات الإرهابية، لافتاً إلى أنهم يوجدون عبر عدة مؤسسات بالمجتمع المدني، ويقومون باستغلال أنشطتها؛ من بينها بيت التمويل الكويتي.

وأضاف أن الإخوان بالكويت يستغلون الفساد المؤسف بالبلاد لنقل الأموال إلى الخارج؛ من أجل تحقيق أهدافهم، وهو أمر يحتاج إلى مزيد من البحث والتدقيق تقوم به الجهات المعنية؛ سواء في الكويت أو سويسرا، خصوصاً أن التعاون المشترك مع منظمات مسؤول عنها متطرفون ومنتمون إلى الجماعة في أوروبا أمر ستكون له عواقب سيئة على المدى الطويل.

ما تقوم به هذه المؤسسات يسيء إلى دولة الكويت، حسب حسن شلغومي، إمام مدينة درانسي الفرنسية، الذي يقول لـ”كيوبوست”: إن قبول دول أوروبية مثل سويسرا نشاطَ الأفراد والجمعيات يكون بحسن نية؛ لكن النتيجة تأتي عكسية مع الوقت، فنجد أن هذه المساجد تحولت من مراكز للصلاة إلى أماكن تدعم الفكر المتطرف.

وأضاف أن كرموس معروف في فرنسا هو وزوجته على نطاق واسع، وأضرا بالمسلمين المعتدلين بشدة؛ بسبب مواقفهما هما وباقي أعضاء تيارات الإسلام السياسي التي تعمل على تكفير المجتمعات التي تقيم فيها، بما يضر بالأغلبية الساحقة، مشيراً إلى أنهم يتحملون اليوم جزءاً رئيسياً في العداء الذي تزايد تجاه المسلمين وصعود الأحزاب اليمينية المتطرفة بشكل متزايد.

وأثار كرموس وزوجته الجدلَ بتعاونهما مع عدد من المؤسسات والجمعيات الخيرية خلال السنوات الماضية، كما ورد اسمهما في تلقي تمويلات من منظمات خيرية على علاقة ببعض دول الخليج بمبالغ مالية كبيرة؛ على الرغم من عدد المسلمين المحدود للغاية في سويسرا.

يشير جاسم الجريد إلى أن جزءاً من المشكلة الأساسية هو توظيف الأموال من أجل بناء مساجد ليس فقط تعمل على تخريج “نشء صالح” وَفق الرؤية الإخوانية؛ ولكن أيضاً بناء مساجد بلا مصلين تكون واجهة فقط لغسيل الأموال والمعاملات المالية التي تضمن توفير الأموال التابعة لهم بأي مكان دون مراقبة.

يحذر الجريد من خطورة إدخال الأموال واستغلالها في أنشطة غير مشروعة؛ خصوصاً أن الكويت لا تتبع سياسة المواجهة مع جماعة الإخوان المسلمين، التي تحاول تأسيس مراكز قوى لها خارج سيطرة الدول العربية، مشيراً إلى أن الاتجاه نحو سويسرا الآن يرجع إلى طبيعة القوانين الخاصة بالأنشطة المالية والتي تحافظ على سرية البيانات.

يقول حسن شلغومي إن الإسلام دين رحمة وأخلاق وقيم، وهؤلاء الأشخاص لا يؤمنون بالوطنية والقيم، ويريدون إخراج جيل مشوه يؤمن بزعمهم للخلافة؛ مما يضر المسلمين، لافتاً إلى أن هناك ضرورة قبل توجيه اللوم إلى غير المسلمين على الكراهية، بأن يتم لوم هؤلاء الأفراد الذين تسببوا في توجه نحو 7 آلاف أوروبي للقتال مع تنظيم داعش المتطرف بسوريا والعراق.

يشير شلغومي إلى أن الإخوان المسلمين يعلمون الثغرات القانونية الموجودة في القوانين المحلية والقوانين الأوروبية؛ وهو ما يقومون باللعب عليه في الفترة الحالية، مؤكداً أن سويسرا لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام ما يحدث الآن؛ لأن أمامها التجربة الفرنسية، وهناك قواسم مشتركة متعددة بين الشعبَين، بالإضافة إلى حديث عدد كبير من السويسريين بالفرنسية ومتابعتهم وسائل الإعلام الفرنسية وما ترصده في هذا السياق.

واختتم الإمام الفرنسي حديثه بالتأكيد أن التحقيق في مثل هذه الأمور من جانب السلطات السويسرية، قد يبدأ مع تحرك الرأي العام؛ سواء على مستوى الإعلام أو السياسيين، لافتاً إلى أن التحرك لمواجهة مثل هذه النشاطات أمر مهم؛ ليس فقط لحماية الأوروبيين، ولكن لحماية حتى المسلمين من الأفكار المتطرفة.

المصدر: كيوبوست

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *