
| نبيل شوفان
صيف ملتهب تعيشه ألمانيا: عودة كابوس الاعتداءات الإرهابية، وتصاعد الجدل السياسي في البلاد حول قضية ترحيل اللاجئين خصوصاً إلى سوريا وأفغانستان والبلدان المغاربية. هذه الأجواء تضع حكومة المستشار أولاف شولتس أمام عقبات جديدة، ويبدو أن المستفيد الأكبر منها هو حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتطرف.استطلاعات عديدة ترشح الحزب لحصد فوز تاريخي في انتخابات ولايتي سكسونيا وتورينغن في شرق ألمانيا، التي تجري اليوم الأحد، وسط مخاوف متزايدة في أوساط المهاجرين واللاجئين.
للوقوف عند هذه المستجدات، ينضم إلينا مراسلنا في برلين منصف السليمي.
نبيل شوفان: لماذا تثيرعودة كابوس الإرهاب وقضية ترحيل اللاجئين تحديات من جديد لحكومة المستشار شولتس؟
منصف السليمي
إن تكرار الحوادث الإرهابية التي تمت باستخدام أسلوب الطعن بالسكين خلال الأشهر القليلة ومنها في أيار/مايو الماضي في مدينة مانهايم، وآخرها اعتداء الأسبوع الماضي في مدينة زولينغن والتي سقط فيها ضحايا قتلى وتورط فيها لاجئون من سوريا وأفغانستان، كل هذا يضع قضية اللجوء تحت المجهر، ويكشف الصعوبات التي تواجه حكومة المستشار شولتس بترحيل المتورطين في أعمال إجرامية، إضافة إلى الأشخاص المرفوضة طلبات لجوئهم خاصة ممن قدموا من سوريا وأفغانستان ودول المغرب العربي.
هناك حوالي 30 ألف شخص فشلت الحكومة الألمانية بترحيلهم خلال عام واحد بسبب الاجراءات المعقدة والاعتراضات القضائية، مما يدفع بالحكومة الآن لمحاولة رفع درجة السرعة إلى أقصاها بترحيل اللاجئين إلى الدول التي ذكرناها، وتجاوز المحاذير خصوصاً بالتزامن مع الانتخابات المحلية.
نبيل شوفان: يبدو أن حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف هو المستفيد الأكبر من هذه الأوضاع، وترشح استطلاعات الرأي تحقيق فوز انتخابي تاريخي…ما هي الأسباب التي تفسر صعوده؟
تجدر الإشارة إلى أن هذه الانتخابات، الانتخابات البرلمانية لولايتي ساكسونيا وتورينغن شرق ألمانيا، تكتسب أهمية خاصة كونها تتجاوز البعد المحلي وتحمل مؤشرات على التحولات النوعية في المشهد السياسي في ألمانيا، خاصة في حال فوز حزب البديل اليمني المتطرف لأول مرة برئاسة حكومة الولاية، إضافة إلى تصدره نتائج ولاية ساكسونيا المحتمل.
هذا الصعود الملحوظ للحزب سبقه أيضاً نتائج متقدمة له في الانتخابات البرلمانية الأوروبية، وأبرز العوامل التي ساهمت في هذا الصعود هو استغلاله لنقاط ضعف الائتلاف الحاكم في برلين وخصوصاً تداعيات حرب أوكرانيا وقبلها تداعيات جائحة كوفيد19.
إضافة إلى ذلك، يستغل حزب البديل مظاهر التذمر الاجتماعي من ارتفاع تكلفة المعيشة والتضخم ومظاهر التفاوت بين ولايات شرق وغرب ألمانيا.
نهج الحزب استراتيجية جديدة في استقطاب بعض الناخبين من أصول مهاجرة لكسب أصواتهم عبر تخفيف النظرة السياسية له، ولربما استفاد بذلك من تجربة اليمين المتطرف في فرنسا.
منصف السليمي
نبيل شوفان: في حال فوز الحزب اليميني المتطرف في الانتخابات وخصوصاً إذا تولى رئاسة حكومة إحدى الولايتين، كيف يُتوقع أن يؤثر ذلك على أوضاع المهاجرين واللاجئين؟
منصف السليمي
هناك قلق ملحوظ في ولايات شرق ألمانيا خصوصاً في أوساط المواطنين الألمان المناوئين لتوجهات اليمين المتطرف. وهو ما يًرصد في المظاهرات المناهضة لحزب البديل والملموس في أوساط المهاجرين الذين يعيشون مخاوف متعلقة بفقدان أعمالهم أو ممارسة التضييق على بعض الأعمال التي رخصتها الحكومة لهم لتشجيعهم على الاندماج.
هناك بالمقابل بعض الفئات من المهاجرين لهم رأي آخر، إذ يأكدون أنهم لن يغادرو تلك الولايات حتى لو حكمها حزب البديل، ويشددون على تمسكهم بحقوقهم التي يكفلها القانون والدستور الألماني طالما أنهم ملتزمون بقوانين البلاد.
يمكن القول أن الذين يواجهون وضعاً قانونياً غير واضح سيكونون أكثر عرضة للترحيل من ألمانيا إلى بلادهم.
DW