
يشهد الحزب الاشتراكي الفرنسي (PS) أحد أهم الأحزاب المكونة للجبهة الشعبية الجديدة، انقسامات داخلية بشأن استراتيجيته في استمرار التحالف مع حزب “فرنسا المتمردة” (LFI)، وذلك قبيل لقاء مرتقب يجمع رئيس الحزب أوليفييه فور مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إطار دعوة وجهها سيد الإليزيه إلى قادة الأحزاب السياسية، مستثنيا جان لوك ميلانشون ومارين لوبين،رغم أن الأخيرين زعيما أقوى حزبين من حيث التمثيل البرلماني في البلاد.
ووفقًا لصحيفة لوفيغارو، فإن جناحين أساسيين في الحزب الاشتراكي، ليسا على وفاق حول استمرار التحالف مع حزب جان لوك ميلانشون، بل ويطالب البعض، بحسب الصحيفة، بالخروج من الجبهة الشعبية، فهي بالأساس تحالف انتخابي مرحلي.
وقد أشارت الصحيفة إلى أن التوترات داخل الحزب قد تصاعدت بشكل خاص بعد أن أطلق جان لوك ميلانشون، زعيم حزب “فرنسا المتمردة”، تهديداً رمزياً، بالتحرك لعزل الرئيس ماكرون، وهو ما أثار استياءً واسعاً في صفوف الحزب الاشتراكي.
فرغم محاولة القيادة تجنب إثارة الجدل حفاظاً على وحدة الجبهة الشعبية الجديدة ، إلا أن بعض الاشتراكيين يعتبر أن ميلانشون قد تجاوز الحدود بهذه “الاستفزازات” التي قد تؤدي إلى توتر العلاقة مع ماكرون قبل الاجتماع المقرر عقده في قصر الإليزيه يوم غد الجمعة. تجدر الإشارة هنا إلى أن بروز اسم اليساري برنارد كازنوف ليخلف غابرييل أتال في رئاسة الحكومة، قد تم وفقا لمصادر فرانس بالعربي، بين دوائر مغلقة بين حزب النهضة والحزب الاشتراكي.
وقد عبر أحد النواب في الحزب الاشتراكي عن غضبه قائلاً: ” لقد تم تجاوز خط أحمر جديد،ففي الوقت الذي يسعى فيه الحزب إلى الحفاظ على تماسك العلاقة مع ماكرون، يسعى ميلانشون إلى كسر أي مبادرة تخرج البلاد من أزمة الفراغ الحكومي”.
وتوقعت الصحيفة أن استمرار الخلافات هذه داخل الحزب الاشتراكي، بالإضافة إلى رفض ميلانشون حكومة وحدة وطنية يرأسها برنارد كازنوف، قد يضع مستقبل تحالف الأحزاب اليسارية ” الإنتخابي أصلا “، في مهب الريح.