
كشفت تقارير عن تزايد حالات الاشتباه في الإصابة بالكوليرا بمناطق باليمن وسط قلق من اتساع دائرة الوباء بسبب هطول الأمطار الغزيرة على البلاد.
ورصد تقرير لوكالة فرانس برس توافد عديد من الحالات على مركز علاج الإسهالات الواقع في مديرية حيس على بعد 120 كلم نحو جنوب مدينة الحديدة.
وبحسب أرقام أعلنتها منظمة الأمم المتحدة فإن نحو 164 ألف شخص في مختلف أنحاء اليمن يُشتبه بإصابتهم بالكوليرا، وهو عدد مرشّح للارتفاع إلى 250 ألفا في الأسابيع المقبلة.
وقال طبيب الطوارئ في المركز بكيل الحضرمي إن «الإقبال زاد بسبب السيول والأمطار» في مديرية حيس.
وأكد لوكالة فرانس برس أن «الطاقم المداوم يتحمل فوق طاقته ويمكن أن ينهار في أي وقت»، محذّرا من «كارثة طبية إن لم يتم الاستجابة لها من الجهات المعنية».
وفي الأسابيع الأخيرة شهدت مناطق عدة في اليمن وبينها مديرية حيس الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا سيولا جارفة نتيجة هطول أمطار غزيرة. وقد أسفرت الفيضانات عن مقتل 60 شخصا وألحقت أضرارا بـ268 ألف آخرين منذ أواخر يوليو/ تموز، بحسب الأمم المتحدة.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير صدر مؤخرا إن «الموجة الأخيرة (من الكوليرا)… تفاقمت بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات التي تلتها، ما زاد من خطر تلوث المياه».
والكوليرا الناجمة عن تلوث المياه أو الغذاء هي مرض متوطن في اليمن الذي يشهد منذ 2014 حربا بين القوات الحكومية والحوثيين.
وأسهم النقص الشديد في المياه وتهالك المنشآت الصحية وارتفاع معدلات سوء التغذية في زيادة حالات الكوليرا منذ أواخر العام الماضي.
جاءت الفيضانات الأخيرة لتزيد التحديات التي تواجهها وكالات الإغاثة في بلد يتعرض فيه العاملون في المجال الإنساني لخطر الاعتقال من جانب الحوثيين وحيث يحتاج نصف السكان إلى مساعدات إنسانية.
وسُجّلت في اليمن إذ تسبب النزاع بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم 2,5 مليون حالة خلال فترة تفشي وباء الكوليرا الأخيرة في البلاد أي بين 2016 و2022، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
وقالت الوكالة الأممية إن ذلك شكل «أكبر تفشٍ للكوليرا على الإطلاق في التاريخ الحديث» مع أكثر من أربعة آلاف وفاة.
منذ أواخر العام الماضي تُسجّل زيادة جديدة في عدد حالات الكوليرا لكن يصعب تقدير نطاقها نتيجة الوصول المحدود إلى المعلومات وكذلك إلى المصابين على الأرض.
بحلول العاشر من آب/ أغسطس، تم الإبلاغ عن 163944 شخص يُشتبه بإصابتهم بالكوليرا مع 647 حالة وفاة مرتبطة بها في كافة أنحاء البلاد عام 2024، حسب ما أكد متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
وأوضح لفرانس برس أن غالبية الحالات والوفيات تمّ الإبلاغ عنها في شمال اليمن حيث تخضع أجزاء شاسعة منه لسيطرة الحوثيين.
وقالت مديرة التمويل والشراكات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» ليزا داوتن إن خطة الأمم المتحدة للاستجابة للكوليرا في اليمن قدرت في البداية وجود 60 ألف حالة في الفترة الممتدة من أبريل/نيسان إلى سبتمبر/ أيلول 2024.
وحذّرت أمام مجلس الأمن الدولي في 15 أغسطس/ آب من أنه «إذا لم يتم تعزيز جهود الاستجابة على الفور، فإن عدد الحالات المشتبه بها قد يرتفع أكثر ليتجاوز 250 ألف حالة في غضون أسابيع قليلة».