تصعيد غير مسبوق بين حزب الله وإسرائيل يطال العمق الإسرائيلي

سجلت المواجهة بين حزب الله وإسرائيل صباح يوم الأحد في 25 آب/ أغسطس 2024 فصلا غير مسبوق منذ اندلاع طوفان الأقصى بمهاجمة حزب الله مقراً للموساد في قاعدة استخبارية مهمة في ضواحي تل ابيب استبقتها إسرائيل بغارات على جنوب لبنان.تفاصيل هذه التطورات الأخيرة وتداعياتها مع مراسلنا في بيروت نيكولا ناصيف.

رد حزب الله صباح يوم الأحد في 25 آب/ أغسطس 2024 باستهداف عمق إسرائيل في جوار تل أبيب، مستهدفا قاعدة عسكرية إسرائيلية مهمة. 

قال حزب الله إن المهمة التي حملت اسم “عملية الأربعين ويوم القصاص العادل” نفذت بإتقان. بينما قالت إسرائيل إنها كانت تعلم بهذا الردّ واستبقته بهجومها من خلال الغارات التي نفذتها  جنوب نهر الليطاني وشماله.

جاء رد حزب الله على مرحلتين: الأولى بإطلاق 300 صاروخ كاتيوشا على 11 موقعا في شمال إسرائيل والجولان رمى إلى إشغال القبة الحديدية توطئة للمرحلة الثانية وهي الأساسية في هذا الرّد قضت بإطلاق عشرات المسيرات التي قصفت قاعدة الجليل، مقر للموساد الإسرائيلي وتُعرف بشعبة أمان.

وبذلك يكون حزب الله قد ردّ الضربة الإسرائيلية الأمنية باغتيال فؤاد شكر باستهداف قاعدة استخبارية في قلب إسرائيل وفي عمقها بحسب حزب الله الذي يقول إن العملية نفّذت بإتقان من دون أن يسقط أي من المقاتلين خلال الهجوم، وعدم تعرّض أي مربض للمسيّرات لأي هجوم معاكس، لا قبل الردّ ولا بعده.

ركّز حزب الله أيضا على أن القاعدة المستهدفة أساسية بالنسبة إلى المخابرات العسكرية الإسرائيلية، وهي مكلفة التنصّت وجمع المعلومات والنشاطات السيبرانية والتجسس، وأنها تدير أعمال التبديل.  

وجزم حزب الله، خلافا لإسرائيل، بتنفيذ المهمة كاملة، ووصول المسيّرات كلها إلى هدفها في عمل عسكري يمكن وصفه بأنه الأول من نوعه منذ اندلاع طوفان الأقصى ونجاح حزب الله في الوصول الى عمق إسرائيل.

ما قاله الأمين العام حسن نصر الله يوم الأحد في 25 آب/ أغسطس 2024 إنه قدم عرضا للهجوم ومراحله، إلا أنه لمّح إلى أن الرد قد لا يكون نهائيا، في انتظار تكشّف خسائر إسرائيل جراء هذا الهجوم كي يكون الرد في مستوى اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر، بحيث تكون أضراره موازية  تماماً لأهمية مقتل فؤاد شكر.

مع ذلك، طمأن حزب نصر الله أنصاره ومؤيديه، داعيا إياهم إلى العودة إلى حياتهم الطبيعية وإلى بيوتهم بعد الاستنفار الذي كان فرضه الحزب منذ اغتيال شكر. وأوضح أن الرد انتهى بالنسبة للحزب، كما انتهى بالنسبة الى اسرائيل.

أما الموقف السياسي الذي انطوى عليه هذا الردّ، وهو الأساس في تأكيد نصر الله أن أي أعمال لإسكات جبهات الإسناد من لبنان واليمن والعراق والجولان يعتبرها خائبة، وأن ما بدأه حزب الله سيكمّل. وقال إنه لن يتخلى عن غزة وأهلها وعن فلسطين أيا تكن التهديدات والتأويلات.

أما ما بعد الرد فهو ترقّب ما ستفعله إسرائيل، خصوصا وأن رد الحزب، كما ذكرت، غير مسبوق بالتوغل في العمق الإسرائيلي ليطال منشأة عسكرية استخبارية.

ما حدث صباح يوم الأحد في 25 آب/ أغسطس قفز من فوق قواعد الاشتباك بين إسرائيل وحزب الله المقتصرة في الغالب على جانبي الحدود، مع بعض الخروقات الطفيفة في المرحلة الأخيرة، مع تبادل عرض عضلات خطير هو استهداف إسرائيل ضاحية العاصمة اللبنانية بيروت،  ورد حزب الله باستهداف ضاحية عاصمة إسرائيل تل أبيب، ما يعني إدخال العاصمتين في قلب المواجهة المباشرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *