
قالت الخارجية العراقية إنها نجحت بإيقاف هجوم أمريكي ضد الفصائل العراقية ردّا على هجوم هذه الفصائل الأخير على قاعدة عين الأسد الجوية غرب البلاد. هجوم كان أوقع إصابات في صفوف الجنود الأمريكيين. للوقوف عند آخر مستجدات المواجهة بين الفصائل والقوات الأمريكية، معنا مراسلنا في بغداد باسل محمد.
ما هي الدلالات السياسية لإعلان الخارجية العراقية أنها نجحت بإيقاف الهجوم الأمريكي ضد الفصائل العراقية؟
أهم دلالة سياسية هو سعي الخارجية العراقية وبالتحديد الحكومة العراقية للعودة الى الهدنة بين فصائل المقاومة الإسلامية العراقية والقوات الأمريكية. عمليا هناك انقسام في الوقت الراهن في صفوف الإطار السياسي الشيعي وأيضا في صفوف الفصائل العراقية حول الموقف من تحرك الخارجية العراقية أو وزير الخارجية العراقي.
هناك موقف يعتبر أن عدم الرد الأمريكي على هجوم الفصائل الأخير هو مؤشر إيجابي، وبالتالي يجب الذهاب إلى التهدئة وتجنب التصعيد. أما الموقف الآخر يريد الذهاب إلى التصعيد وشن المزيد من الهجمات ضد القوات الأمريكية.
وبالفعل صرّحت حركة النجباء رسمياً قبل ساعات بأنها هي ومجموع الفصائل الأخرى في المقاومة الإسلامية العراقية ستصعّد الهجمات ضد القوات الأمريكية ليس في العراق وسوريا فحسب، بل في مناطق أخرى في المنطقة، في إشارة إلى القوات الأمريكية في الأردن.
ماذا عن ردود الأفعال من جهات رسمية في بغداد حول هذه المواجهة المستمرة بين الفصائل والولايات المتحدة؟
أهم رد فعل هو تقرير صدر في الساعات الأخيرة عن مستشارية الأمن القومي برئاسة قاسم الأعرجي. تقرير مهم جداً أشار بوضوح إلى أن هذه المواجهة بين الفصائل العراقية والقوات الأمريكية محكومة بثلاثة عوامل:
العامل الأول يتعلق بتواجد القوات الأمريكية في العراق، يعني أن هذه الفصائل تعتبر القوات الأمريكية قوات احتلال، وبالتالي هناك دائما هناك احتمال استمرار الهجمات ضد القوات الأمريكية.
والعامل الثاني يتعلق بحرب غزة وتداعياتها والصراع الموجود حاليا بين إيران وحزب الله اللبناني من جهة وإسرائيل من جهة ثانية.
أما العامل الثالث المهم جداً الذي أشار إليه تقرير مستشارية الأمن القومي العراقي يقول إن هناك تنافساً أو خلافاً داخل هيئة الحشد الشعبي التي تضم فصائل شيعية مسلحة بينها فصائل المقاومة الإسلامية العراقية. هناك تنافس بين أن تتولى شخصية عسكرية قيادة هيئة الحشد أو أن تبقى تحت قيادة شخصية سياسية، وحاليا فالح الفياض هو شخصية سياسية.
لكن هناك مساع من فصائل المقاومة الاسلامية العراقية للعودة الى تسليم هيئة الحشد الشعبي إلى شخصية عسكرية كما كان الحال في السابق عندما كانت تحت إمرة أبو مهدي المهندس الذي اغتاله الأمريكيون مع قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني في مطلع العام 2020.
ما صحة التقارير التي تحدثت عن اجتماعات بين مسؤولين أمريكيين وقيادات في الحشد الشعبي ربما من أجل هذا الهدف بالذات؟
اللقاءات والاتصالات بين الأمريكيين والحشد الشعبي قائمة في السابق، ولكن في الوقت الراهن ربما تكون أكثر ديناميكية. الأمريكيون يريدون كسب الحشد الشعبي أو جزء كبير منه لصالح الهدنة بين الفصائل والقوات الأمريكية وأيضا ضمن الحسابات والرؤية الأمريكية. هناك دائما قوة معتدلة داخل الحشد الشعبي وبالتالي يريد الأمريكيون كسب أو التواصل مع هذه القوى المعتدلة داخل الحشد الشعبي.