لبنان: الوقود الجزائري “لم يصل بعد

أمام المشاكل الاقتصادية العديدة التي تواجه لبنان منذ سنوات، وفي مقدمتها مشكل انعدام البنزين الضروري لتشغيل محطات توليد الكهرباء، أعلنت الجزائر عبر إذاعتها الرسمية قبل يومين بأنها ستقوم بتزويد هذا البلد بكميات من الوقود لتمكين المحطات بمواصلة نشاطاتها.

وكشفت الإذاعة الجزائرية أن الوزير الأول الجزائري نذير العرباوي أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي لإبلاغه بالقرار الصادر عن الرئيس عبد المجيد تبون بالوقوف إلى جانب لبنان في الظروف العصيبة التي يمر بها من خلال تزويده وبشكل فوري بكميات من الوقود من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية وإعادة التيار الكهربائي في البلاد.

لكن وفق خضر حسان، كاتب وصحفي في بيروت، “صحيح أنه يوجد عرض رسمي للوقود الجزائري. لكن لم يتم تحديد الكميات ولا تاريخ وصولها”. وأضاف لفرانس24:” هناك مبادرة إيجابية مشكورة من الجزائر، ولكنها لا تمثل حلا نهائيا. الجزائر تريد اليوم المساهمة في تخفيف الضغط عن لبنان لكن المبادرة ليست إلا حلا جزئيا”.

 

وتابع نفس الصحفي أن “سبب وصول لبنان إلى هذه العتمة هو اعتماد مؤسسة الكهرباء اللبنانية على الوقود العراقي فقط. وهي كميات لا تكفي لتلبية حاجيات السوق المحلية”.

ويخشى نفس المتحدث أن يتكرر نفس السيناريو طالما لم يتم تأمين كميات كافية من الوقود، باعتبار أن لبنان يعتمد فقط على الوقود العراقي وفق الاتفاقية التي وقعتها بيروت مع بغداد.

وقال: “هناك مصادر أخرى للحصول على الوقود عبر استيراده بحرا، لكن لبنان لا يملك الأموال الكافية للقيام بهذه العملية. لقد تم رفع سعر الكهرباء لتأمين سيولة إضافية لصالح صندوق مؤسسة كهرباء لبنان لكن هذه السيولة لا تكفي لشراء كميات كبيرة من هذه المادة”.

 

وجدير بالذكر أن الأزمة الأمنية التي تشهدها لبنان مع إسرائيل عقدت بكثير مشكلة توفير الوقود والطاقة الكهربائية. فغالبية السكان يعتمدون على مولدات كهربائية خاصة، لكنهم يخشون من ارتفاع أسعار الكهرباء الذي تولده هذه المولدات”.

من جهتها، كتبت جريدة “لوريون لو جور” اللبنانية الناطقة بالفرنسية أنه لغاية 2020 كانت شركة سوناطراك النفطية الجزائرية هي التي تزود محطات الكهرباء اللبنانية.

لكن تم إنهاء هذا الاتفاق بعدما اكتشفت لبنان أن شركة تابعة لسوناطراك سوقت لها وقودا معيبا. الأمر الذي جعل الشركة الجزائرية تعلق اتفاقها مع بيروت. فهل تريد فتح صفحة نفطية جديدة مع هذا البلد؟

فرانس24

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *