مقتل أربعة وإصابة 30 في حادث إطلاق نار في مسجد في مسقط

قتل أربع أشخاص من الجنسية الباكستانية وأصيب 30 شخصا على الأقل في حادث إطلاق نار في مسجد الإمام علي في منطقة الوادي الكبير شرق العاصمة العمانية مسقط، عشية الاحتفال بعاشوراء، ليلة الإثنين 15 تموز/ يوليو 2024، وفقا لما أعلنت الشرطة العمانية.

وقالت الشرطة في بيان مقتضب إنها “تعاملت مع حادثة إطلاق النار”، وبقيت المنطقة مطوقة ولفتت الشرطة أنه “تم اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الأمنية للتعامل مع الموقف، وتستكمل إجراءات جمع الاستدلالات والتحقيق”.

ومن جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان عن مقتل أربعة أشخاص من رعاياها في سلطنة عمان وأصيب 30 آخرين “يخضعون للعلاج في المستشفيات” في ما وصفته “بالهجوم الإرهابي الغادر على مسجد علي بن أبي طالب في منطقة الوادي الكبير في مسقط”.

وقام سفير باكستان في عمان عمران علي بزيارة المصابين، وفقا لما أعلنه على منصة إكس، كما نشر مقطع فيديو يدعو فيه الجالية الباكستانية في السلطنة إلى التعاون مع السلطات المحلية في تحرياتها وتجنب الذهاب إلى موقع إطلاق النار.

وقال السفير الباكستاني بأنه زار عدة مستشفيات لعيادة المصابين مؤكدا “جميع المصابين بخير، وأضاف بأن موظفي السفارة على “استعداد للتبرع بالدم في حالات الطوارئ في السفارة”، وتابع بأنه تم إنشاء خط ساخن لتلقي اتصالات من المصابين وأقاربهم.

ويعتبر الحادث نادر في السلطنة الهادئة في الخليج، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق النار، لكن يعتقد أنه استهداف المحتفلين بعاشوراء، رغم أن السلطنة ينتمي سكانها إلى المذاهب السنية والشيعية والإباضية، وتعرف عمان على أنها إحدى أكثر دول المنطقة انفتاحا واعتدالا في السياسة والدين والمجتمع.

وينص القانون العماني على التقيد بهذا النهج، وهو ما يساهم في إرساء السلام في هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 4 ملايين نسمة، أكثر من 40 % منهم أجانب، بينما تمزق صراعات مذهبية دولا أخرى قريبة.

وأخر مرة حدث حادث مروع في السلطنة، كان عام 2005، عندما أطلق مدرس سابق النار داخل مبنى حكومي في مسقط متسببا بوقوع قتيلين وجرح آخرين، قبل أن يقتل نفسه، حسب ما أفادت وكالة الأنباء العمانية حينها التي أشارت إلى أن دوافعه كانت “شخصية”.

وقد يكون الحادث لا علاقة له بإحياء ذكرى عاشوراء، بل بدور الوساطة الذي تلعبه السلطنة، التي عادة ما تلتزم الحيادية في النزاعات القائمة في المنطقة، في الصراع عند جارتها اليمن، حيث تقوم بالوساطة بين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، وكذلك تستضيف مسقط محمد عبد السلام كبير مفاوضي الحوثيين. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *