
تنظر محكمة جنايات إستئناف دمنهور، غدًا الاثنين 23 يونيو الجاري، أولى جلسات استئناف المحاسب المتهم ظلماً بالتعدي على الطفل ياسين تلميذ مدرسة الكرمة في دمنهور، على الحكم الصادر ضده بالسجن المؤبد، برئاسة المستشار أشرف عبد الحفيظ يوم 30 أبريل الماضي.
هذه القضية هي قضية مفتعلة وتحالفت فيها السلطة الحاكمة مع التيارات الاسلامية لتهييج الشعب المصري كله ضد مسيحي مصر وإلصاق التهمة بإنسان برئ، وهي قضية كاشفة لمدى تغلغل الرجعية الدينية الاسلامية في نخاع مصر كلها وكاشفة لمدى كراهية مسلمي مصر لمسيحييها واستغلال هذه القضية لبث سموم هذه الكراهية بشكل جماعي وتحالف عشوائي قام على “النرجسية الدينية الاسلامية” والروح البدوية القبلية.
كل الأدلة توضح ان هذه القضية مصنوعة ومفتعلة وتحركها السلطة الحاكمة حيث ان السلطات تساهلت في امور كثيرة عادة لاتتساهل فيها مثل تجمهر الناس امام المحكمة، وماذا تفعل السلطة عندما يتجمهر المسيحيين عندما تخطف بناتهم يتم القبض على المتجمهرين ويفتح لهم ملف وقضية تكدير الامن العام والتجمهر ويتم اذلالهم طول العمر بهذه الملفات التى يتداولها عادة “أمن الدولة” لكن في حالة الطفل ياسين حدث العكس تماما، حيث تركت قوات الامن المسلمين يتجمهورن ضد صبري امام المحكمة بكل أريحية.
ليس ذلك فقط بل نجد ان اصل تهييج الناس في السوشيال ميديا احدى المحجبات الاخوانيات اسمها نهاد قطب وهي اعترفت انها صاحة الاكاذيب التى انتشرت مثل النار في الهشيم واعترفت انها من محض خيالها وهي لم تفعل ذلك مدفوعة بالاحساس بالذنب او التراجع ولكن كانت بغبائها تقصد انها تفتخر بانها صانعة القضية، وللاسف حتى الآن لانعلم موقف القضاء من صاحبة هذه الفتنة المهلكة للشعب المصري وهل تم تحويلها للنيابة وحوكمت بتهمة “نشر معلومات كاذبة عمداً تسببت في فتنة في المجمتع”؟
نأتي للشق الثالث من القضية وهو القاضي نفسه وقد قرأنا افتكاساته وحيثياته واختراعاته التي هي كلها قائمة على “ضمير سعادته الاخواني” وليس على اي ادلة واضحة تدين المتهم صبري كامل، كل ماكتب في حيثيات حكمه بالمؤبد على المتهم المظلوم كلام فاضي مبني على ضمير جنابه.
اما الشق الرابع فكشفته قناة الفكر الحر باجراء مكالمة مع الدادة المسئولة عن الاطفال ودورات المياه والتي اكدت بما لايدع لأي شك ان النيابة حاولت اخافتها والضغط عليها لكي تعترف اعتراف كاذب وتشهد شهادة زور ضد صبري كامل وقالت ان وكيل النيابة لمح لها بانها من الممكن ان يتم تحويلها للأمن الوطني وتقعد سنة اتنين تلاته وغيرها من التهديدات ولست ادري لماذا لم يحاسب هذا الرجل على كلامه، حاجة زي دي في الدول المحترمة تصل عقوبتها للعزل من الوظيفة لانه تهديد عنيف وصريح من رجل قانون للشاهد لكي يشهد زور
وهنا نرى فساد النظام القضائي بشكل واضح، رجال القانون يكتبون تقارير حسب المزاج ويهددون حسب المزاج ويكتبون حيثيات حسب الهوى مدعيين ان القاضي من حقه يحكم بما يريح ضميره ، والحقيقة كتب حيثيات بما يريح تعصبه وافكاره السوداوية، ونجد ان هناك اخوانية محجبة تخترع خيالات ويتم تداولها وكأنها حقائق دون ان يحاسبها القانون ويعاقبها ويؤكد ان ماقالته كلام كذب وزور.
هكذا غابت العدالة في دولة يتصرف فيها القضاء والنيابة حسب الاهواء والميول الدينية الرجعية وهذا يؤكد ان القضاء المصري قضاء فاسد ومعظم احكامه ظلم ومعيبة وتحتاج الى مراجعة ومحاسبة القضاة وعزل كل قاضي او وكيل نيابة يمارس البلطجة ويحكم حسب هواه ومزاجه.
قضية الطفل ياسين كشفت ايضا فساد معظم اليوتيوبر والصحافة المصرية بكل شقيها الحكومية والمستقلة حيث ان جميعها كانت على موقف واحد وهو ادانة صبري كامل بشكل قاطع وتهييج الشعب كله ضد المسيحيين وضد صبري كامل وكأنهم ينطلقون من تعليمات موحدة بالصاق التهمة بصبري كامل رغما عنه وعن الحق وعن المسيحيين وعن كل من يتجرأ ويرد على اكاذيب الاعلام وقنوات السوشيال ميديا “المأجورة” وأنا جربت اني ادخل على هذه القنوات والصحف وارد على كلامهم بالعقل والمنطق والحق فكانوا يتكالبون جميعهم على شخصي ويشتموني باقذع الشتائم ولا يتقبلون حتى فكرة النقاش ويقومون بعمل حظر لشخصي حتى لا أقول كلمة الحق التى ينكرونها ولا يريدون سماعها
كل مابني على اتهام صبري كامل في هذه القضية باطل، ومابني على باطل هو باطل، فاول نقطة يتحدث عنها المضللين هي “تعرف الطفل على المتهم صبري كامل” وهذا كذب مفضوح حيث ان الطفل حسب اوراق القضية لم يتعرف على صبري كامل بل لم يتعرف عليه ثلاث مرات وتعرف عليه مرتين فلماذا يدعي هؤلاء المضللين ان الطفل تعرف على المتهم؟ هو لم يتعرف عليه 3 مرات وكان واضح انه لم يرى صبري كامل ولكن الذي قام بذلك والديه عن طريق النت والفيسبوك والدليل هو ان الطفل لم يتعرف عليه ثلاث مرات.
يعتمد القاضي والمضللين في الحكم ان تقرير الطبيب الشرعي يجزم بحدوث الاغتصاب والاعتداء على الصغير ولكن هذا غير حقيقي حيث ان التقرير لايجزم بحدوث الاعتداء بل يضعه كاحتمال من عدة احتمالات، وحتى لو ان الطب الشرعي اكد ان الطفل تم اغتصابه لم يحتوى تقرير الطبيب الشرعي على اي دليل مادي او طبي ان الذي اعتدي عليه هو صبري كامل
يتحدث المضللون في القنوات المأجورة عن أن صبري كامل حاول ان يتوسط له رجال اعمال وعضو مجلس شعب لحل الموضوع بالرشوة والمال وهذا كذب وغير مثبت في اوراق القضية وهي كذبة طرحتها هذه المضللة نهاد قضب وليس لها اي اصل ولا ادلة ولا شهود، ولم يحدث ان صبري كامل حاول ان يقدم رشوة لاهل ياسين بل بالعكس كان يريد رفع قضية رد شرف، وهذا الكلام لاوجود له في اوراق القضية بالكامل.
يعتمد المضللون ايضا على القول ان صبري كامل هرب من الاستدعاء اكثر من مرة وادعى المرض دون عذر شرعي وهذا كذب صريح حيث ان محاميه قدم للقاضي مايفيد من اثباتات بانه مريض واجري له عملية قلب مفتوح وهو مثبت في اوراق المحكمة.
يدعي المضللون ايضا ان مديرة المدرسة كذبت في شهادتها وقالت ان الاوقات التى يأتي فيها الطفل ياسين لم يكن الاستاذ صبري موجوداً ولكن المحكمة لم تتعرض لهذا الأمر ولم تذكره فمن اين لهؤلاء الكاذبين بهذه الاكذوبة واين هو الدليل واين هي كشوفات الحضور والغياب التى تثبت ذلك؟ هي فقط في عقول المضللين.
ايضا يتشدق المضللين بقصة قيام المديرة باغلاق باب المدرسة والجراج واخفت العربية الحمراء، والحقيقة ان مخترع هذه القصة هي الاخوانية نهاد قطب ولم تطرحها المحكمة في اوراقها ولا في حيثياتها ولا وجود لهذه القصة الخيالية الموجودة في خيال المضللين والكاذبين
ايضا بعض وسائل الاعلام والقنوات المأجوة تتحدث عن ان المديرة اخفت عمداً الفيديوهات التي تدين صبري كامل وادعت ان الكاميرات عطلانة وهذا لم يحدث ولا يوجد في اوراق القضية ولم يتحدث عنه اي بند في حيثيات الحكم، وماهو ذنب المدرسة اذا كان هناك قصور في تحقيقات النيابة؟
القصة بالكامل ليست هي قصة ياسين او صبري كامل بل قصة دولة فاسدة، سلطتها فاسدة ورئيسها فاسد وقضائها فاسد، دول تشبعت بكل الافكار الدينية الرجعية الاسلامية وتستخدم الدين في تحريك الامور بشكل غوغائي وهمجي، فاذا كانت السلطة الحاكمة تريد استخدام ورقة المسيحي والمسلم للتغطية على فشلها وتأليب المسلمين على المسيحيين فهي تفعل ذلك لخلق الفوضى في البلد لكي لايحاسبها احد ولا ينتقدها احد، وتصنع فتنة دينية لاهداف سياسية. والمؤسف في الامر كله ان هذه القضية كشفت ايضا ان الشعب المصري المسلم متعصب دينيا ومصاب بهذه الرجعية الدينية حتى النخاع وهو مايمثل خطر كبير على مسيحي مصر حيث ان دعوات العقاب الجماعي للمسيحيين انتشرت وملأت السوشيال ميديا ليدفع الابرياء ثمن التعصب الدينى الاسلامي في مصر.