
حصل زاك جيليارد، وهو مدير فني في حي بروكلين بمدينة نيويورك الأمريكية، على أول وشم على كاحله في عام 2006، عندما كان طالبًا في السنة الأخيرة من المدرسة الثانوية. وبعد مرور 12 عامًا وحصوله على عدّة وشوم، قرّر جيليارد التراجع بشكل مفاجئ.
كشفت دراسة أجراها مركز “بيو” للأبحاث في عام 2023، شملت 8،500 شخص في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى دراسة منفصلة أصغر حجمًا أُجريت في تركيا ونُشرت خلال العام السابق، عن أن حوالي ربع عدد الأشخاص يشعرون بالندم بسبب وشم واحد على الأقل. لكن، لم تصبح إزالة الوشوم أكثر موثوقية وتوافرًا على نطاق واسع إلا مؤخرًا نسبيًا.
في حالة جيليارد، استغرق الأمر أكثر من نصف عقد وآلاف الدولارات لإزالة عدد قليل من الوشوم، وأصبحت غالبيتها باهتة ولا تلفت الانتباه على حدّ قوله. وقال تيم جورجن، وهو فني ليزر وفنان وشم يُعالج جيليارد بمركز “Gotham Tattoo Removal” في بروكلين: “تختلف النتائج من شخص لآخر، ووشم لآخر”، مضيفًا أن “حبر الوشم يستقر في الطبقة الثانية من الجلد بشكلٍ دائم لأن جزيئات الحبر كبيرة جدًا بحيث لا يستطيع الجسم تفكيكها“.
تُطلق أجهزة الليزر نبضات سريعة من الطاقة تُسخّن الحبر وتُفكّكه إلى جزيئات أصغر، ما يُحفّز استجابة مناعية تعالجه عبر الجهاز اللمفاوي. يتقاضى جورجن ما بين 100 و450 دولارًا للجلسة الفردية، حيث أشار إلى أنّه من الصعب التنبؤ بعدد الجلسات التي سيحتاجها العميل للحصول على النتائج المرجوة، سواءً كان ذلك تلاشي الوشم لإخفائه، أو إزالته بالكامل “لأنّ كل شخص يختلف عن الآخر“. غالبًا ما يكون سبب إزالة الأشخاص للوشوم غريبًا بقدر السبب من وراء رسمها.
قرّرت ساشا غولدباس-نازاريان، التي تقيم في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، الخضوع لجلسات الليزر عندما التقت بزوجها الحالي. وعرض عليها شريكها أن يتحمل كلفة إزالة وشومها الأبرز، والتي قالت إنّها كانت ناجمة عن “قرارات شبابية” اتخذتها في مرحلة الدراسة الثانوية والجامعية.
ووافقت غولدباس-نازاريان على الأمر جزئيًا لأنّ وشومها كانت باهتة وتثير الكثير من الأسئلة، ولأنّ العمل على إخفائها بمساحيق التجميل من أجل المناسبات الرسمية أصبح مزعجًا.
أصبح الوشم التجميلي شائعًا لقدرته على تحسين ملامح الوجه، ويُعتَبَر خيارًا “شبه دائم” لمن يرغبون في التخلص من عناء رسم الحواجب على سبيل المثال. ويستخدم الوشم التجميلي حبرًا بديلاً يُضفي لمسة نهائية طبيعية على البشرة، ولكنه يتمتع بتحديات خاصة، كما اكتشفت “ز”، التي تعيش في المملكة المتحدة قبل حوالي ثلاث سنوات.
خضعت “ز” لجلسات تجميلية لاستعادة النمش الذي اختفى من وجهها بسبب إصابتها بالمرض، ولكنها لم تكن سعيدة بالنتائج.Credit: Jordan Butler/JHB Tattoo Removal قالت “ز”: “في طفولتي، كان وجهي مليئًا بالنمش.. ومن ثمّ ساءت حالتي الصحية، واختفى النمش وجميع الشامات تقريبًا“.
اعتقدت “زي” أنّها ستتمكن من استعادة نمشها بعد مشاهدة مقطع فيديو على موقع “يوتيوب” بشأن وشم النمش التجميلي، ولكنها قالت: “سار الأمر بشكلٍ سيئ للغاية بالنسبة لي”، موضحةً أنّ النتائج لم تبدُ طبيعية.
من المفترض أن يتلاشى حبر الوشم التجميلي في النهاية، لكنه لا يتلاشى دائمًا، كما أنّه معرّض لأن يتحوّل إلى ألوان أخرى مثل الوردي أو البرتقالي مع مرور الوقت، أو عند معالجته بالليزر.
أشارت “ز” إلى أنّها أجرت بحثًا بشأن ذلك، وطلبت أن يتم استخدام حبر وشم عادي، لكنها لا تعتقد أنّ الفنّي استجاب لطلبها.
ونظرًا لامتلاك “ز” بشرة داكنة نسبيًا، فقد كانت معرّضة بدرجة أكبر للإصابة بفقدان صبغة الجلد أثناء إزالة الوشم.
من جهته، أوضح جوردان بتلر، وهو مؤسس مركز “JHB” لإزالة الوشوم، الذي يعالج “ز” أنه “لا يوجد ضمان لعملية إزالة مثالية لأي نوع من البشرة، لكن الأمر يصبح أصعب قليلاً على أنواع البشرة الداكنة“.
توثّق جاين فو جلسات إزالة الوشم التي تخضع لها لمتابعيها عبر الإنترنت.Credit: Laura Oliverio/CNN وشهدت المستشارة المالية التي تقيم في سنغافورة، جاين فو، مرحلة تعافي صعبة خلال الأشهر القليلة الماضية، حين شرعت في إزالة حوالي 70% من وشومها، بما في ذلك وشوم على ذراعيها، وصدرها، وبطنها.
ووثّقت فو هذه التجربة الشاقة كاملةً لمتابعيها البالغ عددهم 14،600 شخص عبر “إنستغرام”، وما رافقها من جروح مفتوحة وإفرازات. قالت فو: “لطالما رغبت في الحصول على وشم، ولكن عندما كنت صغيرة، لم يكن لديّ المال الكافي للحصول على وشم جميل، لذلك كنت أضع أي شيء أريده على جسمي من دون التفكير في شكله بالمستقبل“. وعند سؤالها عن سبب إزالة الوشوم الآن، قالت: “أريد بداية جديدة. أريد استعادة بشرتي“.