
في تطور ينذر بتصعيد دموي جديد، دعا قيادي بارز في حركة حماس أنصارها حول العالم إلى التحرك المسلح ضد ما وصفه بـ”المخطط الشيطاني” لترحيل سكان غزة، تزامنا مع إصدار الجيش الإسرائيلي إنذارا لإخلاء مناطق واسعة في جنوب القطاع تمهيدا لهجوم بري جديد. حذر القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري من أن ما يجري في غزة يشكل “مخططا شيطانيا” يدمج بين “المجازر والتجويع”، مؤكدا أن الوقت قد حان لأن يتحرك كل من يستطيع حمل السلاح “في كل مكان بالعالم”.
وحث أبو زهري أنصار القضية الفلسطينية على عدم التردد في استخدام كل ما في متناولهم، قائلا: “لا تدخروا عبوة أو رصاصة أو سكينا أو حجرا… صمتنا جريمة إن بقيت مصالح أمريكا والاحتلال الصهيوني آمنة”. وتزامن هذا التصعيد في الخطاب مع مشاهد جديدة للفرار الجماعي من جنوب غزة، حيث وثقت وكالة الأنباء الفرنسية نزوح عدد من السكان عقب إنذار إسرائيلي بإخلاء المنطقة. وتنقل النازحون باستخدام عربات تجرها الحمير وشاحنات مكدسة بالبطانيات والفرش والأغراض الشخصية.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة إكس، خريطة تظهر منطقة واسعة جنوب غزة مظللة باللون الأحمر، تضم مدينة رفح، التي لجأ إليها مئات الآلاف من الفلسطينيين منذ بداية الحرب. وأشار أدرعي إلى أن الجيش “يعود للقتال بقوة شديدة”، داعيا السكان للانتقال فورا إلى مراكز الإيواء في منطقة المواصي.
من جهته، تحدث علي منصور، أحد سكان رفح، عن “خريطة كاملة باللون الأحمر”، قائلا: “تطلب منا إسرائيل إخلاء رفح بالكامل، وأنا الآن أمشي على قدمي، لا توجد مواصلات ولا أملك مالا. تركنا كل شيء خلفنا”. وحملت نجاح ظاهر، وهي أيضا من رفح، طفلها البالغ تسعة أشهر وسارت على الأقدام، مؤكدة أنها تركت كل ممتلكاتها “من طعام ومال وأسرة”، واصفة الوضع بأنه “فرار من الموت”.
بدوره، علق المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني على الوضع الميداني قائلا: “الناس يقذف بهم مثل الكرات بأوامر عسكرية”، مضيفا عبر منصة إكس: “وكأن الموت والدمار والجوع لم تكن كافية”.
وتأتي هذه الدعوات بعد عرض طرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، دعا فيه قادة حماس إلى مغادرة غزة والتخلي عن السلاح، متعهدا بتنفيذ خطة اقترحها سابقا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقوم على “الهجرة الطوعية” للفلسطينيين.
وبالرغم من تأكيد حماس أنها لا تمانع في التخلي عن إدارة القطاع، شددت على أن سلاح المقاومة “خط أحمر”. واعتبر نتانياهو أن تحقيق “الأمن الشامل” في غزة لن يكتمل دون تنفيذ ما سماه “خطة ترامب”، والتي تقضي بترحيل 2.4 مليون فلسطيني إلى دول مجاورة.
واعتبر آلان ميندوزا، المدير التنفيذي لمؤسسة “هنري جاكسون سوسايتي” البريطانية، أن تل أبيب تتعامل بجدية مع هذه الخطة، الأمر الذي يثير قلق حركة حماس التي تعتمد على سيطرتها الجغرافية للبقاء. وأشار إلى أن حماس صدمت من الاحتجاجات الأخيرة ضدها في غزة، وأنها تواجه الآن “ضغطا مزدوجا، خارجيا وداخليا”.
فرانس24/ أ ف ب