المخابرات السويدية تحذر: روسيا قد تهاجم الناتو بعد وقف الحرب

حذرت الاستخبارات العسكرية السويدية (MUST) من أن روسيا قد تستعيد قدرتها العسكرية لمحاولة تحدي الناتو في أوروبا بعد بضع سنوات فقط من أي وقف لإطلاق النار في أوكرانيا. لكن الخطر قد يكون أكثر إلحاحًا على المدى القريب، حيث يمكن للقوات الروسية التي سيتم تحريرها من القتال في أوكرانيا أن تشكل تهديدًا لدول أخرى.

وفقًا لرئيس الاستخبارات العسكرية السويدية، توماس نيلسون، فإن موسكو قد تستخدم قواتها في اتجاهات أخرى بعد انتهاء القتال في أوكرانيا، مما يجعل دول الجوار أمام سيناريوهات مقلقة. “هناك احتمالية أن يتم توجيه القوات المحررة نحو منطقتنا، وهو ما قد يشكل تهديدًا مباشرًا”، يقول نيلسون.

خلال الأشهر الأخيرة، أصدرت عدة أجهزة استخبارات أوروبية تقارير تتعلق بالتهديد الروسي المحتمل. في الدنمارك، على سبيل المثال، حذرت السلطات من أن روسيا قد تكون مستعدة لخوض حرب ضد إحدى دول الناتو في منطقة بحر البلطيق خلال عامين فقط من أي اتفاق لوقف إطلاق النار.

أما في السويد، فتقديرات MUST تشير إلى أن روسيا قد تحتاج إلى “بضع سنوات” قبل أن تصبح قادرة على تهديد الناتو بشكل مباشر. حاليًا، يقدر عدد الجنود الروس المتعاقدين في أوكرانيا بـ 400,000، إضافة إلى 100,000 جندي مجند يقاتلون على الأراضي الروسية، وفقًا لمصادر داخل الناتو نقلتها SVT.

ويحذر المسؤولون من أن العديد من هؤلاء الجنود قد يكونون غير قادرين على العودة إلى الحياة المدنية بسهولة بسبب الصدمات النفسية التي تعرضوا لها خلال الحرب، مما قد يدفع موسكو إلى إعادة نشرهم في مناطق أخرى لتعزيز نفوذها العسكري.

أما بالنسبة لاحتمالية وقوع نزاع شامل بين روسيا وحلف الناتو، فإن الاستخبارات السويدية تعتقد أن مثل هذا السيناريو لن يتحقق قبل خمس سنوات على الأقل. لكن هذه الحسابات قد تتغير إذا طرأت تغييرات كبيرة في سياسات الناتو، وخاصة فيما يتعلق بالتزام الولايات المتحدة بالمادة الخامسة من معاهدة الحلف، التي تنص على الدفاع المشترك في حالة تعرض أي دولة عضو لهجوم.

“إذا تغير الموقف الأمريكي تجاه الناتو، فسيكون لذلك تأثير هائل على التوازن الأمني في أوروبا”، يقول نيلسون، مشيرًا إلى أن قدرات الولايات المتحدة العسكرية تفوق بكثير تلك التي تمتلكها بقية دول الحلف.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *