
شهدت العاصمة الدانماركية كوبنهاغن جدلاً واسعاً في الأيام الأخيرة بعد اعتماد بلدية إحدى مناطقها إطلاق اسم “ساحة فلسطين” على إحدى ساحات العاصمة، بعد تقدم أحزاب دانماركية بمقترح التسمية على خلفية “دعم القضية الفلسطينية”. وأعلنت بلدية منطقة نوربرو الواقعة شمال العاصمة الدانماركية كوبنهاغن تسمية إحدى ساحاتها بساحة فلسطين، بعد أكثر من عام ونصف من الجدل القانوني حول اعتماد التسمية.
وكانت أربعة أحزاب يسارية دانماركية وهي “القائمة الموحدة، الشعب الاشتراكي، البديل والراديكالي اليساري” تقدمت بطلب موجه إلى المجلس البلدي للعاصمة كوبنهاغن في شهر آب/أغسطس، لتسمية الساحة المشار إليها باسم ساحة فلسطين.
ويعرف عن هذه الأحزاب الأربعة مناصرتها للقضية الفلسطينية في الصراع الإسرائيلي العربي، حتى قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، إذ قامت بتقديم الطلب قبل شهرين من وقت حدوث هجوم السابع من أكتوبر.
وبعد بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع، طالبت الأحزاب المعارضة بتأجيل البت في التسمية لمنع إثارة أزمات سياسية، إلا أن أحزاب اليسار تقدمت بشكوى للهيئة العليا للمراقبة مستندة إلى ضرورة الفصل بين الصراعات السياسية الخارجية والمجالس الدانماركية المحلية.
وبناء على ذلك، أحالت الهيئة القضية إلى بلدية كوبنهاغن لاتخاذ القرار، لتكسب احزاب اليسار قضيتها ويتم التصويت، يوم الخميس الماضي، على تسمية الساحة باسم “ساحة فلسطين” بتصويت 29 عضو لصالح القرار من اصل 55 عضواً، على أن تدخل التسمية حيز التنفيذ اعتباراً من شهر نيسان/أبريل القادم.
ووفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية، وفا، فقد رحبت الجالية الفلسطينية في الدانمارك بقرار المجلس البلدي واعتبرته تعبيراً عن عمق التأييد الداعم للفلسطينيين الذي يتبناه الشعب الدانماركي.
وأضافت الوكالة أن الترحيب كان مشتركاً، إذ عبر أعضاء في المجلس البلدي الدانماركي في كوبنهاغن عن “شعورهم بالفخر” اتجاه هذه الخطوة، وعبروا عن تضامنهم مع حق الشعب الفلسطيني في الحرية وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة.
يجدر الذكر أن الخطوة هذه تأتي في إطار حراك دانماركي أوسع إزاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إذ تقدم الشارع الدانماركي بالعديد من المبادرات التي تصب لصالح الفلسطينيين، أحدها قيام ثلاث منظمات غير حكومية وهي منظمة العفو الدولية في الدانمارك، ومنظمتي أكفام وأكشن إيد” برفع قضايا على الحكومة الدانماركية لتصديرها أسلحة إلى إسرائيل لا سيما في حربها الأخيرة على قطاع غزة، فضلاً عن المظاهرات الحاشدة التي شهدتها شوارع مدن دانماركية عدة، على غرار معظم الدول الأوروبية حيث خرج آلاف المتظاهرين الأوروبين تعبيراً عن رفضهم للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، ومطالبين بوقف فوري لإطلاق النار في القطاع.