أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطابه أمام الكونجرس عن حالة الاتحاد بأن “أمريكا عادت والحلم الأمريكي لا يمكن إيقافه”. وتحدث عن إنجازاته الداخلية كوقف الهجرة وطرد موظفين حكوميين. كما شدد على أن الولايات المتحدة تستعيد ثقتها بنفسها وتعهد بضم غرينلاند واستعادة قناة بنما. وأيضا تحدث عن الأزمة الأوكرانية، وقال إن زيلينسكي أرسل له رسالة يعلن فيها استعداده للتفاوض مع روسيا والتوقيع على صفقة المعادن.
في خطاب هو الأطول على الإطلاق لرئيس أمريكي أمام الكونجرس. بدأ ترامب خطابه بالقول إن أمريكا عادت، وذلك في جو محموم جدا ومتوتر بين الديمقراطيين والجمهوريين، حيث جلس كل فريق في جانب من القاعة. وعندما بدأ ترامب خطابه، قاطعه بعض النواب الديمقراطيين الذين كانوا يرفعون لافتات كتب عليها كلمة خطأ، وكانوا يرفعونها كلما ادعى ترامب أنه حقق إنجاز، لدرجة أن نائب ديمقراطي كان يصرخ احتجاجا على ترامب، فقرر رئيس المجلس طرده من القاعة.
الجو كان محموما جدا. وانتقد ترامب في الخطاب الديموقراطيين لصمتهم لأنهم لا يصفقون له ولا يرحبون به ولا يبتسمون له، وتصرف في الخطاب وكأنه يتصرف في خطابه أمام جماهيره في المهرجانات الحزبية ولم يتحدث كرئيس عادي.
قال ترامب إنه ورث اقتصادا كارثيا من الرئيس السابق جو بايدن. وكرس معظم الخطاب لقضايا مثل الهجرة وقضايا ما أسماها تطهير الإدارة البيروقراطية والتخلص من البيروقراطية الامريكية. وهاجم المهاجرين غير الشرعيين، وقال إنه يحرر الولايات المتحدة.
من الناحية الامنية دعا ترامب إلى بناء قبة حديدية تحمي أمريكا كما هو الحال في إسرائيل. وكرر عزمه على السيطرة على قناة بنما، مذكرا بأن الولايات المتحدة هي التي بنت القناة ولم تسلمها للصين، مكررا ادعاءاته الخاطئة أن الصين تسيطر على القناة ودعا شعب غرينلاند للانضمام إلى أميركا.
وقال ترامب إن غرينلاند مهمة للأمن القومي، وقال بالحرف الواحد سوف نحصل عليها بطريقة أو بأخرى. كما أعلن القبض على المسؤول عن الهجوم على الجنود الأميركيين خلال عملية الانسحاب الدموية من أفغانستان. وشكر باكستان في هذا السياق.
في الشرق الأوسط، قال ترامب “نحن نستعيد رهائننا وحققنا”. وذكر الحضور بتحقيق اتفاقيات أبراهام في الولاية الأولى. وقال إنه يريد أن نبني على ذلك. لم يتطرق إلى غزة، وهذا كان مفاجئا بعض الشيء. وقال إنه يعمل على إنهاء القتال الوحشي في أوكرانيا، مذكرا بأن الولايات المتحدة أرسلت مئات المليارات لدعم الدفاع عن أوكرانيا.
في هذا السياق أيضا، كرر ترامب القول الباطل إن اوروبا تقدم القروض لأوكرانيا والولايات المتحدة قدمت لها الهبات، وهذا كلام مشكوك فيه في الواقع. وقال إنه استلم رسالة من الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الأوكراني أعلن فيها في هذه الرسالة أنه مستعد للعمل تحت قيادة ترامب، كما قال، وأن أوكرانيا مستعدة لتوقيع اتفاق التنقيب عن المعادن الذي كان يفترض أن يوقع عليه بين الرئيسين في الأسبوع الماضي. ولكن المشادة في داخل المكتب البيضاوي داخل البيت الأبيض أدت إلى إلغاء التوقيع وإلغاء المؤتمر الصحفي.
وأضاف ترامب بالقول بأن روسيا أيضا مستعدة للسلام، وتحدث عن أهمية السلام وأهمية تحقيقه في أوكرانيا. لم يتطرق ترامب إلى قضايا خارجية أخرى مثل الصين، ولكنه أمضى وقتا طويلا يتحدث عن مزايا التعريفات الجمركية التي قال إنه سيتم فرضها على الدول الصديقة وغير الصديقة. وكرر القول بأن الدول الصديقة والدول غير الصديقة تستغل الولايات المتحدة تجاريا واقتصاديا، وتستغلها عسكريا لأنها تتمتع بالحماية الأمريكية العسكرية ولا تدفع هذا الثمن.