
في السودان، بينما يحتدم القتال بالقرب من القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم، سيطر تحالف قوات الدعم السريع والحركة الشعبية للمرة الأولى على عدة بلدات في ولاية النيل الأزرق بجنوب البلاد، وذلك وسط تحذيرات من الأمم المتحدة من خطر سقوط البلاد في الهاوية. معنا من الخرطوم مراسل مونت كارلو الدولية إسلام عبد الرحمن إسلام. في واقع الأمر، تصاعد القتال العنيف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة السودانية الخرطوم لليوم الثاني على التوالي، ودارت حرب شوارع بين الطرفين في منطقة محصنة بالوزارات والمقرات السيادية التي تحيط بالقصر الرئاسي الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب.
ورغم أن الجيش فرض حصارا على القوات داخل القصر، إلا أن وجود قناصة من قوات الدعم السريع وانتشارهم على أسطح البنايات والمؤسسات الحكومية، صعب مهمة الجيش في التقدم وإحكام سيطرته والوصول إلى القصر الرئاسي.
ومع ذلك، تمكن الجيش من إحراز تقدم في عدة مناطق في جبهات القتال، حيث تمكن من السيطرة على حي البراري على بعد أمتار من القيادة العامة للجيش، كما تمكن من استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من ضاحية حلة كوكو بشرق النيل، شرق الخرطوم.
ويسعى الجيش للتقدم جنوبا نحو حلة كوكو للسيطرة على جسر المنشية الرابط بين وسط الخرطوم وشرقها.
في خبر عاجل أيضا، شنت قوات الدعم السريع فجر اليوم هجوما بالمسيرات على مدينة مروي شمال السودان. لم ترد حتى الآن الكثير من المعلومات حول هذا الهجوم، لكن هناك انقطاعًا في التيار الكهربائي عن المدينة.
وكانت قبل يومين فقط قد شنت قوات الدعم السريع هجوما مماثلا على مطار مروي الدولي شمال البلاد. وقال الجيش السوداني إن المضادات الأرضية تصدت لهذا الهجوم.
بالفعل أن هذه الخطوة تعد تطورا لافتا في مسيرة الحرب المستعرة في البلاد، وتوسع هذه الحرب إلى مناطق لربما كانت آمنة نسبيا.
هي أول عملية عسكرية للتحالف الوليد بعد التنسيق بين قوات الدعم السريع والحركة الشعبية في فصيل عبد العزيز آدم الحلو.
فبحسب مصادر ميدانية، تمكنت القوات المتحالفة من السيطرة على بلدات أولو بمحلية باو وملكا والروم، وهي منطقة مسقط رأس القائد مالك عقار زعيم الحركة الشعبية في إقليم النيل الأزرق ونائب رئيس مجلس السيادة.
هذا مؤشر خطير يشي بطول أمد الصراع، وأن حسم الحرب بقوة السلاح من الصعوبة بمكان مع غياب أفق للحوار. ولابد أن يكون هناك أفق موازي لهذه الحركات الكثيرة، لأننا الآن ندخل في العام الثاني لهذه الحرب ولا تزال تراوح مكانها.
على المستوى الإنساني، إذا لم تنتهِ الحرب المدمرة في البلاد ويتم السماح بتدفق المساعدات الإنسانية، رسم المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك صورة قاتمة للسودان. هذا ما نشاهده هنا في السودان.هناك غياب للكثير من الأشياء الضرورية، خصوصا الغذائية.
كما أن غياب التحرك لإنهاء الحرب وتقديم المساعدات الطارئة وإعادة الزراعة إلى مسارها الطبيعي، قد يؤدي إلى وفاة مئات الآلاف.
وتأتي هذه التحذيرات مع إعلان أيضا برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أنه أوقف توزيع المساعدات الغذائية في مخيم النازحين في شمال دارفور بالسودان بسبب تصاعد العنف. وهذه مشكلة كبيرة جدا.