إذاعة “بي بي سي” تعتذر عن “عيوب” في فيلم عن غزة وتحذفه

قدمت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” يوم الخميس 27 شباط/فبراير اعتذارا رسميا وأقرت بوجود “أخطاء جسيمة” في إنتاج فيلمها الوثائقي “غزة: كيف تبقى على قيد الحياة في منطقة حرب؟”. كما قامت بحذف الفيلم من منصاتها بعد أن تبين أن الشخصية الرئيسية في الفيلم، وهو طفل يبلغ من العمر 13 عاما، هو ابن مسؤول سابق في وزارة الزراعة التابعة لحكومة حركة حماس في القطاع.بث الوثائقي “غزة: كيف تبقى على قيد الحياة في منطقة حرب” على قناة “بي بي سي” البريطانية في 17 شباط/فبراير الجاري، ثم تم حذفه من منصة البث الخاصة بالقناة بعد خمسة أيام فقط، بالتزامن مع فتح تحقيق داخلي حول الانتماءات السياسية والإيديولوجية لبعض المساهمين في إنتاج العمل المصور.

وجاء قرار حذف الوثائقي وفتح التحقيق في أعقاب انتقادات واسعة بعد أن ذكرت صحيفة “جويش كرونيكل”(The Jewish Chronicle) الأسبوع الماضي، نقلا عن صحفي استقصائي، أن الراوي الرئيسي في الفيلم، عبد الله اليازوري البالغ من العمر 13 عاما، هو ابن أيمن اليازوري، نائب وزير الزراعة في حكومة حماس بغزة.

وعقب نشر التقرير، وقع حوالي 170 شخصية يهودية، من بينهم صحفيون وإعلاميون في “بي بي سي”، رسالة موجهة إلى المدير العام للإذاعة، يطالبون فيها بسحب الفيلم من منصة “أي بلاير” (Iplayer)، متسائلين عما إذا كان الفيلم ينتهك قواعد هيئة الاتصالات البريطانية.

وأوضحت المؤسسة البريطانية أنها لم تكن على دراية بخلفية الشخصية الرئيسية في الفيلم. من جانبه، قال المتحدث باسم “بي بي سي” إن الفريق قام بإجراء تحليل أولي كشف عن “أخطاء جسيمة في تنفيذ البرنامج”، وأضاف “نحن نتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الخطأ”.

وذكرت صحيفة “ميدل إيست آي” يوم الخميس أن أيمن اليازوري، موظف حكومي يشغل منصب نائب وزير الزراعة في غزة. كما أنه يمتلك خلفية علمية وقد عمل سابقا في حكومة الإمارات العربية المتحدة ودرس في الجامعات البريطانية.

من جهتها، أعلنت وزيرة الثقافة البريطانية، ليزا ناندي، في وقت سابق يوم الخميس 27 شباط/فبراير بأنها طلبت “ضمانات قوية” بأن “بي بي سي لم تدفع أموالا لحماس مقابل الوثائقي”.

ونقلت المنابر الإعلامية المحلية، أن الوزيرة التقت بالمدير العام لهيئة الإذاعة مطلع الأسبوع “للحصول على إجابات عاجلة” بشأن التدقيق الذي أجرته الهيئة قبل بث الوثائقي في 17 فبراير/شباط الحالي، وذلك تحت ضغط من حزب المحافظين المعارض.

كما أكدت ليزا ناندي أنه على الرغم من أن الوثائقي تم تكليفه لشركة إنتاج خارجية، فإن ذلك “لا يعفي بأي حال من الأحوال “بي بي سي” من مسؤوليتها في التأكد من محتوى البرنامج الذي تبثه”. في المقابل، أدان أكثر من 500 من المتخصصين في الإعلام، بينهم غاري لينيكر وأنيتا راني، بشدة قرار “بي بي سي” بسحب الوثائقي.

وفي رسالة مفتوحة موجهة إلى رئيس “بي بي سي”، سامير شاه، والمدير العام تيم دافي، بالإضافة إلى مديرة المحتوى شارلوت مور، طالب هؤلاء بالإبقاء على الوثائقي، معتبرين أنه “عمل صحفي بالغ الأهمية” يقدم وجهة نظر نادرة حول تجربة الأطفال الفلسطينيين.

وأكدوا أن سحب الفيلم يعد “رقابة ذات دوافع سياسية” بدلا من أن يكون قرارا تحريريا حقيقيا، مشيرين إلى أن الانتقادات التي وجهت للوثائقي نابعة من “افتراضات عنصرية واستغلال للهوية كأداة سياسية”. كما انتشر الوثائقي على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعا النشطاء إلى الاحتفاظ به ومشاركته على نطاق واسع.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *