
تجتمع اليوم “دول أوروبية رئيسية” لمناقشة “الأمن الأوروبي” وملف أوكرانيا، في وقت تهاجم الإدارة الأميركية الاتحاد الأوروبي وتعتزم التفاوض مباشرة مع روسيا لإنهاء الحرب.وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الأحد عبر إذاعة “فرانس إنتر” أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا إلى اجتماع الاثنين يضم “دولا أوروبية رئيسية” لمناقشة “الأمن الأوروبي”.
ولاحقا، قال الإليزيه إن “رؤساء حكومات ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا وهولندا والدنمارك، إضافة إلى رئيس المجلس الأوروبي (أنطونيو كوستا) ورئيسة المفوضية الأوروبية (أورسولا فون دير لايين) والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (مارك روته)” سيشاركون في هذا “الاجتماع غير الرسمي” بعد ظهر الاثنين.
وأضافت الرئاسة الفرنسية “قد يستمر عملهم بعد ذلك بأشكال أخرى بهدف جمع كل الشركاء المهتمين بإحلال السلام والأمن في أوروبا”.
يأتي الاجتماع في لحظة حساسة بالنسبة للعلاقات عبر الأطلسي وسط قلق أوروبي من مبادرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي استأنف المحادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأعلن ترامب أن اجتماعه مع بوتين قد يتم “قريبا جدا”، وقال ردا على سؤال حول موعد لقائه مع الرئيس الروسي “لم يتم تحديد موعد، لكنه قد يكون قريبا جدا”.
وقلل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من التوقعات بتحقيق انفراجة في المحادثات المقبلة مع مسؤولين روس بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال روبيو في مقابلة مع شبكة “سي بي إس” على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن إن “عملية السلام ليست أمرا يتم في اجتماع واحد”.
ومن المقرر أن يقود روبيو فريقا أميركيا رفيع المستوى في النقاشات مع مسؤولين روس في العاصمة السعودية الرياض في الأيام المقبلة.
يأتي اجتماع الدول الأوروبية الاثنين غداة اختتام مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا والذي ألقى فيه نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس خطابا حادا هاجم فيه الاتحاد الأوروبي متهما إياه بفرض قيود على حرية التعبير، مع تأكيده أن الأميركيين يدرسون إجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا من دون الأوروبيين.
وعندما سُئل في ميونيخ عن احتمال مشاركة الأوروبيين في المفاوضات، أجاب المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوغ “أنا جزء من المدرسة الواقعية، وأعتقد أن هذا لن يحدث”.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الأحد إن “الأوكرانيين وحدهم مخولون اتخاذ قرار وقف القتال، وسوف ندعمهم طالما لم يتخذوا هذا القرار”.
وأضاف أن الأوكرانيين “لن يتوقفوا أبدا ما لم يتأكدوا من أن السلام المعروض عليهم سيكون مستداما”، مع تلقيهم ضمانات أمنية.
وسأل بارو “من سيقدم الضمانات؟ إنهم الأوروبيون”، مؤكدا أن “الأوروبيين سيشاركون بطريقة أو بأخرى في المناقشات” الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأشار إلى أن “دور الولايات المتحدة هو إقناع بوتين بالتفاوض”، وهم يعتقدون أنه “يمكنهم تحقيق ذلك عبر الضغط والحوار”.
وأضاف “أدركنا منذ فترة طويلة أن لا جدوى من الحوار، وأعتقد أنهم سيدركون بسرعة أن الضغط وحده هو الذي يمكن أن يدفع بوتين إلى طاولة المفاوضات”.
فعل “المزيد”
وأعلن قصر الإليزيه الأحد أن الأوروبيين الذين يجتمع بعض قادتهم في باريس الاثنين، يجب أن يفعلوا “المزيد” من أجل أمنهم الجماعي في ضوء “تسريع” التعامل مع ملف أوكرانيا والمواقف الأميركية.
وقال مستشار للرئيس إيمانويل ماكرون “نعتقد أنه نتيجة للتسريع في الملف الأوكراني، وأيضا نتيجة لما يقوله القادة الأميركيون، هناك حاجة لأن يقوم الأوروبيون بالمزيد وأن يعملوا على نحو أفضل وبطريقة أكثر اتساقا من أجل أمننا الجماعي”.
وأشار إلى أن الاجتماع غير الرسمي الذي ينظمه الرئيس الفرنسي الاثنين في الإليزيه بشأن أوكرانيا والأمن في أوروبا “يهدف إلى تسهيل استمرار المحادثات في بروكسل”.
وأشارت صحيفة الجارديان إلى أن “خيانة دونالد ترامب لأوكرانيا شجعت فلاديمير بوتن وسحبت البساط من تحت حلفاء الناتو”، ومن المتوقع أن يناقش الاجتماع الموقف الذي ينبغي لأوروبا أن تتخذه بشأن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي في المستقبل، وكيف يمكن تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، إما من خلال حلف شمال الأطلسي أو قوة أوروبية.
وبحسب الصحيفة البريطانية فإن “السرعة التي حاول بها ماكرون توحيد الزعماء الأوروبيين حول استجابة مشتركة تظهر مدى القلق في أوروبا في مواجهة الجهود الأميركية الرامية إلى السيطرة على العملية واستبعاد الحكومات الأوروبية من أي مفاوضات”.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الأحد أن “من غير المقبول” أن تعود روسيا إلى مجموعة الدول السبع الكبرى حاليا، وذلك خلافا لما يأمله ترامب.
وقال بارو في تصريح لقناة “إل سي آي” الفرنسية “اليوم هذا الأمر لا يمكن تصوره. مجموعة الدول السبع هي مجموعة الديموقراطيات الكبرى الأكثر تقدما. هل تريد روسيا أن تظهر بمظهر الديموقراطية المتقدمة؟ كلا” لذلك “هذا غير مقبول حاليا”.
وأضاف أن “روسيا تتصرف بشكل يزداد تباعدا عن الديموقراطية، وهي تهاجم أعضاء آخرين في مجموعة السبع بطريقة غير مقيّدة ودون ضوابط، لذلك فإن هذا أمر غير مقبول”.
المصدر: مونت كارلو الدولية