ملف الجهاديين الفرنسيين في سوريا يعود إلى الواجهة

بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا في كانون الأول – ديسمبر 2025، عاد ملف الجهاديين الفرنسيين في سوريا إلى الواجهة، في ظل قلق السلطات الفرنسية من الخطر الذي يمكن أن يشكله هؤلاء على أمن فرنسا. وينقسم هؤلاء الجهاديين إلى قسمين: قسم يقاتل إلى جانب الفصائل التي أسقطت النظام السوري، وقسم آخر معتقل في سجون قوات سورية الديمقراطية.

في هذا الإطار، اعتبر وزير الخارجية هاكان فيدان خلال مؤتمر صحافي يوم الجمعة 10 كانون الثاني – يناير أن فرنسا لا تأخذ بالاعتبار أمن تركيا بشأن قضية الجهاديين الأجانب في سوريا. وردا على سؤال حول سياسة فرنسا بشأن الجهاديين المعتقلين في سوريا، قال فيدان: لديهم سياسة لا تقوم على إعادة السجناء من أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية إلى بلدهم. لا يأبهون لأمننا. يعطون الأولوية دائما لمطالبهم الخاصة مشددا على أن باريس يجب أن تستعيد مواطنيها وتضعهم في سجونها وتحاكمهم.

وتشير التقارير إلى أن حوالي 70 جهاديا فرنسيا لا يزالوا داخل سجون القوات الكردية في شمال شرق سوريا، إضافة إلى 120 طفلا وحوالي 50 امرأة من حملة الجوازات الفرنسية في المخيمات التي تشرف عليها قسد. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أوضح خلال زيارته إلى السعودية الشهر الفائت أن فرنسا لديها مصالح أمنية في المنطقة، وهناك أشخاص قد يمثلون خطرا معينا. وأضاف: يجب تجنب عودة ظهور الحركات الإرهابية التي قد تكون لها قدرات على زعزعة الاستقرار الإقليمي والتحضير لاعتداءات مخطط لها.

وتقلق فرنسا من يؤدي الضغط التركي المتزايد، والاشتباكات بين القوات الكردية والفصائل المدعومة من أنقرة إلى تمكن هؤلاء الجهاديين الخطيرين من الهروب من السجن. يُذكر هجمات باريس في العام 2015 تم التحضير لها انطلاقا من سوريا من قبل مواطنين فرنسيين على وجه الخصوص.

من جانب آخر، ينشط حوالي مئة جهادي فرنسي حاليا داخل الفصائل التي قاتلت لإسقاط النظام السوري، ومعظمهم ينتمون إلى مجموعة عمر ديابي المعروفة باسم فرقة الغرباء. ورغم أن هذه الفرقة لم تدعُ لغاية الآن للقيام بهجمات في فرنسا إلا أن قائدها قد ترك بصمته في تاريخ الجهاد الفرنسي من خلال فيديوهاته، التي كانت إحدى القنوات الرئيسية للتجنيد خلال مطلع العقد الماضي.

لكن السلطات الفرنسية تتخوف من أن هذه الكتيبة الناطقة بالفرنسية من السهل لها عبور الحدود مع تركيا باتجاه فرنساورد فيدان على سؤال حول دعوة القوات الكردية إلى نشر قوات فرنسية في شمال شرق سوريا قائلا إن الولايات المتحدة هي الجهة الوحيدة التي تتحدث معها أنقرة بشأن شمال شرق سوريا، حيث تهدد تركيا بشن عملية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد.

وقال بصراحة نحن لا نولي اعتبارا للدول التي تحاول أن تخدم مصالحها الخاصة في سوريا من خلال التلطي وراء قوة أميركا… محاورنا في هذه القضية هو أميركا. نحن نتحدث مع أميركا وليس مع الدول التي تختبئ وراءها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *