
لا تزال الحضارة المصرية القديمة تبهر العالم بأسرارها من خلال اكتشافات يتم التوصل إليها يوما بعد يوم، فجميعنا يعلم أن جدولة الدوامات يعد من ضمن أنظمة العمل التي اتبعتها الإدارات الحديثة، ولكن علماء الآثار المصرين يؤكدون أن جدولة الدوام كان نظاما متبعا قبل أكثر من 3500 عام في عصر الملك رمسيس الثاني.
أوضح كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار المصرية، مجدي شاكر، أن أشهر سجلات حضور وانصراف العمال في مصر القديمة هي لوحة “الأوستراكا” المصنوعة من الحجر الجيري تم اكتشافها بمنطقة “دير المدينة”، لا تزال محفوظة في المتحف البريطاني.
وأكد شاكر أن “الأوستراكا” ترجع إلى عصر الأسرة التاسعة عشرة، في العام الأربعين من عهد الملك رمسيس الثاني، وتحتوي على سجل لحضور وتغيب العمال في “دير المدينة” على مدار 280 يوماً وهي أيام العمل المسموح بها طوال العام في مصر القديمة.
وذكر شاكر بعض أسباب تغيب العمال المذكورة في اللوحة، وهي أن العامل “أنحور خاوي” تغيب في الشهر الرابع من فصل الربيع في اليوم السابع عشر من أجل معاونة زوجته بسبب “الدورة الشهرية”، التي كانت أحد الأسباب المقبولة لدى العامل التي توجب له الحصول على إجازة عمل مدفوعة الأجر، لرعاية الزوجة.
أما أكثر الأعذار دهشة، بحسب الخبير الأثري هو “تخمير البيرة”، حيث كانت تعتبر البيرة شرابا يوميا رئيسيا، كما كانت تقدم في الاحتفالات والمهرجانات، وكان العمال في الأهرامات يحصلون على 10 مكاييل يوميًا منها. ويبدو أن تخمير البيرة كان واجبًا مقدسًا لدى المصري القديم، وكما تضمنت أسباب الغياب الأخرى بناء المنزل،ورعاية الوالدين.