الولايات المتحدة موطن ثلث أصحاب الملايين في العالم

تعد الولايات المتحدة موطنًا لثلث أصحاب الملايين في العالم أو الأشخاص الذين يمتلكون أصولًا سائلة تبلغ 100 مليون دولار أو أكثر، حسبما ذكر تقرير جديد من شركة هينلي آند بارتنرز اليوم الثلاثاء.

لكن رغم هذا، تعتقد شركة الاستشارات أن حالة عدم اليقين حيال الانتخابات، بما في ذلك الاقتراح الديمقراطي بفرض ضرائب على مكاسب رأس المال غير المحققة، قد تخيّم على بعض المليونيرات.

ذكر تقرير أصحاب الملايين السنوي الذي جمعته شركة الاستخبارات العالمية للثروات New World Wealth، أن هناك 29350 شخصًا في جميع أنحاء العالم لديهم أصول سائلة قابلة للاستثمار بقيمة 100 مليون دولار على الأقل، وهو ما يمثل زيادة نسبتها تزيد على 50% خلال العقد المنصرم.

شهدت الولايات المتحدة والصين ما أسماه التقرير “طفرة أصحاب المائة مليون”، حيث ارتفعت أعداد الأميركيين بنسبة 81% على مدى السنوات العشر الماضية، واحتلت البلاد المراكز الثلاثة الأولى بقائمة المدن التي تضم أكبر عدد من المليونيرات حول العالم وهم نيويورك، وخليج كاليفورنيا، ولوس أنغلوس.

وبينما لا يزال يُتوقع أن تشهد هذه المدن نموًا كبيرًا في أعداد سكانها شديدي الثراء على مدى العقد المقبل، فإن ديفيد يونج، رئيس لجنة التنمية الاقتصادية لدى ذا كونفرنس بورد للأبحاث، قال في التقرير إن الانتخابات المقبلة قد تؤدي إلى تحول “حيث يتجه أصحاب الملايين نحو بلدان تقدم لهم قدرًا أكبر من الأمن الاقتصادي والسياسي”.

من جانبها، أشارت شركة هنلي آند بارتنرز المتخصصة في مساعدة العملاء على الحصول على الإقامة والجنسية في الخارج عن طريق الاستثمار، إن الشركة شهدت زيادة بمقدار خمسة أضعاف في استفسارات الهجرة بغرض الاستثمار العام الجاري، إذ يسعى أثرياء الولايات المتحدة إلى الانتقال.

أوضح بيتر فيريغنو، مدير الخدمات الضريبية في هينلي، أن خطة المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس هاريس لفرض ضريبة بحد أدنى 25% على مكاسب رأس المال غير المحققة التي حققها الأميركيون الذين تبلغ صافي ثرواتهم 100 مليون دولار أو أكثر قد تدفع الناس إلى النظر “بحرص شديد إلى الولايات المتحدة بوصفها مكانًا ملائمًا للاستثمار”.

وقالت المرشحة الديمقراطية في سبتمبر/أيلول إنها تدعم خطة ضريبية وضعها الرئيس جو بايدن لأول مرة عام 2022 والتي من شأنها أن تفرض ضريبة نسبتها 25% حدًا أدنى على مكاسب رأس المال غير المحققة.

وبموجب الاقتراح، سيدفع الأشخاص الذين تزيد ثرواتهم على 100 مليون دولار ضرائب على الأصول التي تزيد قيمتها على مدار عام، حتى لو لم يبيعوها.

وكما هو الحال، لا تُفرض ضرائب مكاسب رأس المال إلا على الأرباح المتسلمة من تلك الأصول.

من ناحيتهم، يرى معارضو خطة هاريس أن فرض ذلك سيكون صعبًا للغاية، ما يضيف عملًا إضافيًا إلى مصلحة الضرائب المجهدة بالفعل.

فلم يستطع بايدن تمرير الخطة رغم سيطرة الديمقراطيين على المجلسين، في حين يستبعد بعض المراقبين تحقيقها أي تقدم إضافي في ظل إدارة هاريس.

وفي هذا الصدد، صرّح الملياردير مارك كوبان الذي يؤيد هاريس لشبكة سي إن بي سي إن، أنه يستبعد حدوث ذلك بعد اتصالاته مع فريق المرشحة الديمقراطية، في حين أشار ستيف روزنثال وهو زميل بارز في مركز سياسة الضرائب أوربان بروكينجز، لشبكة سي إن بي سي إلى أن المقترح يلاقي دعمًا سياسيًا ضئيلًا للغاية.

يزعم مؤيدو فرض ضريبة على مكاسب رأس المال غير المحققة أن الفكرة من شأنها أن تمنع الأثرياء للغاية من التهرب من الضرائب من خلال عدم بيع أصولهم أبدًا.

كانت إدارة بايدن قد فرضت ضريبة مكاسب رأس المال غير المحققة بنحو 503 مليارات دولار من عائدات الضرائب من السنوات المالية للحكومة من 2025 إلى 2034.

ولفتت هاريس إلى أن الخطة ستجبر أغنى الأميركيين على دفع “حصتهم العادلة” وتسوية التفاوت الضريبي.

فمن 2010 إلى 2018، دفع أغنى 400 أميركي معدل ضريبة فيدراليًا متوسطًا ​​فعالًا (بما في ذلك مكاسب رأس المال غير المحققة) بنسبة 8.2% وفق البيت الأبيض، مقارنة بمتوسط ​​ضريبة الدخل الفيدرالية التي تجاوزت 18%.

تشير تقارير هينلي إلى أن عدد أصحاب الملايين المائة في جميع أنحاء العالم قد نما باطراد من 25490 في 2022 إلى 28420 في 2023 و29350 في 2024.

وشهدت الصين أكبر زيادة دراماتيكية، حيث نما عدد أصحاب الملايين المائة بنسبة 108% على مدى العقد الماضي، تليها الولايات المتحدة بنسبة 81% وبعض الأسواق الأوروبية الأصغر مثل موناكو وبولندا والجبل الأسود التي شهدت نموًا بنسبة 75% أو أكثر، في حين شهدت أوروبا بوجه عام نموًا سكانيًا بنسبة 26% فقط.

ويقطن ثلث أصحاب الملايين من البشر في 50 مدينة في العالم 15 منها في الولايات المتحدة.

وتعد مدينة نيويورك التي يوجد بها 744 مليونيرًا ومنطقة الخليج ذات الـ 675 مليونيرًا، ولوس أنغلوس صاحبة الـ 496 مليونيرًا، الأكثر اكتظاظًا بأصحاب الملايين، تليها لندن بعدد 370 مليونيرًا وبكين بـ 347 مليونيرًا، وسنغافورة بعدد 336 مليونيرًا.

ومن بين خمسين مدينة ذات أعلى عدد من السكان، من المتوقع أن تشهد سبع مدن نموًا “مرتفعًا للغاية” أو أكثر من 150%، في أعداد أصحاب الملايين بحلول 2024، بما في ذلك أوستن بولاية تكساس وبالم بيتش بولاية فلوريدا.

ومن المتوقع ازدياد أعداد أصحاب الملايين، إذ يُرجح أن تشهد مدينتا هانغتشو وشنتشن الصينيتان، وتايبيه في تايوان، ودبي وأبوظبي بالإمارات، زيادات تتجاوز 150% في مجتمعات أصحاب الملايين خلال 2024، حسب التقرير.

بلغ عدد المليارديرات في جميع أنحاء العالم وصافي ثرواتهم أعلى مستوى على الإطلاق.

كما أظهرت بيانات فوربس ارتفاع أعداد أصحاب الملايين إلى 2781 بدءًا من هذا الربيع بزيادة 141 عن العام الماضي وبارتفاع 26 عن الرقم القياسي المسجل عام 2021.

ويبلغ إجمالي ثروة هؤلاء الأشخاص 14.2 تريليون دولار ارتفاعًا من تريليوني دولار عام 2023 و1.1 تريليون دولار أكثر من الرقم القياسي السابق لعام 2021.

ترجمة: هدير عاطف

فوربس

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *