
استمعت لجنة السلامة العامة والأمن القومي التابعة لمجلس العموم لشهادات كل من وزير السلامة العامة الفدرالي دومينيك لوبلان وموظفين فدراليين كبار في قضية الكندييْن أحمد فؤاد مصطفى الديدي، 62 عاماً، وابنه مصطفى الديدي، 26 عاماً، اللذيْن أوقفتهما الشرطة الملكية الكندية في 28 تموز (يوليو) الفائت في مدينة ريتشموند هيل في منطقة تورونتو الكبرى، وتم سؤالهم حول المؤامرة الإرهابية المزعومة في منطقة تورونتو وكيفية تمكُّن الرجليْن المتهميْن في القضية من دخول كندا.
ووفقاً للشرطة الملكية، يحمل الديدي الأب الجنسية الكندية خلافاً لابنه الذي لا يملكها. ويواجه الرجلان تسع تهم، من بينها التآمر لارتكاب جريمة قتل لحساب تنظيم الدولة الإسلامية داعش المسلّح أو بموجب أوامر منه.
وعند إعلانها عن الاتهامات في 31 تموز (يوليو)، أكدت الشرطة الملكية أنّ الديدي الأب وابنه كانا قد بلغا ’’مرحلة متقدمة من التخطيط لهجوم عنيف وخطير في تورونتو‘‘. وتتعلق معظم التهم بأنشطة يُزعم أنها حدثت في كندا. والديدي الأب متّهَم أيضاً بالقيام باعتداء جسدي جسيم خارج كندا عام 2015.
الوزير لوبلان قدّم للجنة جدولاً زمنياً مفصلاً لملف الهجرة الخاص بالديدي الأب والديدي الإبن. فأكّد أنّ الأب وصل إلى كندا في شباط/فبراير 2018 وقدّم طلب لجوء في حزيران/يونيو من ذلك العام وحصل على الجنسية الكندية في أيار/مايو 2024.
وكان الديدي الأب موضع تدقيق خاص بعد أن ذكرت شبكة ’’غلوبال نيوز‘‘ الإخبارية الكندية أنه ظهر في مقطع فيديو لتنظيم ’’الدولة الإسلامية‘‘ في عام 2015. وعلى الرغم من ذلك حصل على حقّ اللجوء ثمّ على الجنسية الكندية.
نائب الرئيس التنفيذي المؤقت لوكالة الخدمات الحدودية الكندية (ASFC / CBSA)، تيد غاليفان، قال للجنة إنه بعد التقرير الإعلامي المذكور حصلت الوكالة على شريط الفيديو من خلال الويب المظلم. وقال ’’أستطيع أن أؤكد (…) أنّ هذا الفيديو لم يكن متاحاً لوكالة الخدمات الحدودية الكندية والمسؤولين الذين كانوا يقومون بترصّد الشخص‘‘.
أمّا الديدي الإبن فقد رفضت السلطات الكندية منحه تصريح دراسة في تموز/يوليو 2019. ثمّ دخل كندا في شباط/فبراير 2020 بتأشيرة طالب أميركية وتقدم بطلب لجوء لدى السلطات الكندية وحصل على وضع اللاجئ تموز/يوليو 2022.
يُذكر أنّ أعضاء اللجنة الدائمة قرّروا بالإجماع قبل أسبوعيْن دراسة هذه القضية. وتهدف جلسات الاستماع، من بين عدة أمور، إلى تحديد ما كان يعرفه كل مسؤول ومنذ متى.
كما تريد اللجنة أيضاً من خلال هذه الجلسات دراسة عملية الهجرة في كندا وقدرات هذه العملية في الفحص الأمني وكيفية إدارة مسؤولي الأمن التهديدات المحلية.
وكان وزير الهجرة واللاجئين والمواطَنة الفدرالي مارك ميلّر، الذي من المتوقع أن يدلي بشهادته أمام اللجنة في وقت لاحق، قد قال قبل أسبوعين إنه يدرس إمكانية تجريد الديدي الأب من الجنسية الكندية.