
دانت المفوضية الأوروبية ومسؤولون في الاتحاد اليوم الأربعاء، بشدة العقوبات الأمريكية المفروضة على 5 شخصيات أوروبية ذات صلة بتنظيم قطاع التكنولوجيا، ومن بينها المفوض السابق تييري بروتون.وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت الثلاثاء حظر منح تأشيرات دخول لبروتون وأربعة نشطاء، متهمة إياهم بالسعي إلى “إجبار” منصات التواصل الاجتماعي الأمريكية على فرض رقابة على وجهات النظر التي يعارضونها.
وصعّدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هجماتها على قواعد الاتحاد الأوروبي بعدما فرضت بروكسل في وقت سابق من هذا الشهر غرامة على شركة إكس التابعة لإيلون ماسك، لانتهاكها بنود قانون الخدمات الرقمية (DSA) المتعلقة بالشفافية في الإعلانات وطرقها لضمان التحقق من المستخدمين ومن أنهم أشخاص حقيقيون.
وجاء في بيان صادر عن المفوضية، “لقد طلبنا توضيحات من السلطات الأمريكية وما زلنا على تواصل معها. وإذا لزم الأمر، فسنرد بسرعة وحزم للدفاع عن استقلاليتنا التنظيمية ضد الإجراءات غير المبررة”.
وأضافت: “تضمن قواعدنا الرقمية بيئة عمل آمنة وعادلة ومتكافئة لجميع الشركات، ويتم تطبيقها بشكل عادل ودون تمييز”، مشددة على أن “حرية التعبير حق أساسي في أوروبا وقيمة جوهرية مشتركة مع الولايات المتحدة”.
وقالت المفوضية، إن “الاتحاد الأوروبي سوق موحدة مفتوحة وقائمة على القواعد، وله الحق السيادي في تنظيم النشاط الاقتصادي بما يتماشى مع قيمنا الديموقراطية والتزاماتنا الدولية”. ونددت دول في الاتحاد الأوروبي بالإجراء الأمريكي.
واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء، أن حظر التأشيرات “يرقى إلى مستوى الترهيب والإكراه ضد السيادة الرقمية الأوروبية”. وقال على إكس، “تدين فرنسا قرارات تقييد التأشيرات التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد تييري بروتون وأربع شخصيات أوروبية أخرى”، مؤكداً أن الأوروبيين سيواصلون الدفاع عن “سيادتهم الرقمية” و”استقلالهم التنظيمي”.
وفي برلين، أكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، أن القرار “غير مقبول”، مضيفاً “يضمن قانون الخدمات الرقمية أن أي نشاط غير قانوني خارج الإنترنت، يكون غير قانوني أيضاً عبر الإنترنت”. كما دانت وزارة الخارجية الإسبانية حظر التأشيرات، منددة بـ”إجراءات غير مقبولة بين الشركاء والحلفاء”.
وطال الحظر بروتون، المسؤول الأوروبي السابق عن تنظيم قطاع التكنولوجيا، والذي غالباً ما تصادم مع كبار النافذين فيه مثل ماسك بشأن التزاماتهم قواعد الاتحاد الأوروبي. كما استهدف الإجراء عمران أحمد من مركز مكافحة الكراهية الرقمية (CCDH)، وهي منظمة تحارب الكراهية عبر الإنترنت والمعلومات المضللة والكاذبة، وآنا لينا فون هودنبرغ وجوزفين بالون من منظمة “هايت إيد” (HateAid) الألمانية، وكلير ميلفورد التي تقود مؤشر التضليل العالمي (GDI) ومقره المملكة المتحدة.
وقال مفوض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية والخدمات ستيفان سيغورنيه الأربعاء، إن العقوبات الأمريكية على سلفه، لن تمنعه من القيام بعمله. ونددت منظمة “هايت إيد” بالعقوبات.ووصفت في بيان الخطوة الأمريكية بأنها “عمل قمعي من قبل إدارة تحتقر سيادة القانون بشكل متزايد وتحاول بكل الوسائل إسكات منتقديها”.
يقود ترامب هجوماً كبيراً على قواعد التكنولوجيا في الاتحاد الأوروبي التي تفرض لوائح على ضوابط مثل الإبلاغ عن المحتوى الإشكالي، وهو ما تعتبره الولايات المتحدة هجوماً على حرية التعبير.
