
شهدت بيروت صباح الأحد حضورًا حاشدًا لمئات الآلاف من أنصار حزب الله للمشاركة في جنازة الأمين العام السابق للحزب، حسن نصر الله، الذي قُتل في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية قبل خمسة أشهر.وخلال مراسم التشييع، شنت مقاتلات الدولة العبرية غارات على شرق وجنوب لبنان، في خطوة وصفها مراقبون بأنها رسالة مباشرة لحزب الله. فيما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن تلك الغارات استهدفت مواقع تابعة للحزب ومنصات إطلاق صواريخ في المنطقة الجنوبية حسب قولها.
قاد نصر الله (64 عامًا) الحزب لأكثر من 3 عقود، وحوّله إلى قوة إقليمية ضمن ما يُسمى بـ”محور المقاومة” الممتد من العراق إلى اليمن وفلسطين. وقد اغتالته إسرائيل في 27 من سبتمبر 2024، عبر إلقاء أكثر من 80 قذيفة على مقرّه. وقد شكل هذا ضربةً استراتيجية للحزب الذي خسر خلال أشهر قليلة العشرات من قياداته العسكرية والسياسية، بينهم ابن خالته صفي الدين الذي سيُدفن لاحقًا في مسقط رأسه جنوب لبنان.
وأشارت زينب، إحدى المشيعات أيضاً، إلى : “نحن فخورون به. نشكره في كل لحظة. لقد كرّس حياته، كرّس حياته للشعب، للدولة، للأمة بأسرها. كان إنساناً، لكن دلالته كانت بحجم الأرض”.
وفي هذا السياق، فرض الجيش اللبناني إجراءات أمنية مشددة، شملت حظر تحليق الطائرات المسيرة في سماء بيروت، فيما انتشرت قوات حزب الله على الطرق الرئيسية ونقاط التفتيش لضمان عدم حدوث أي اختراقات أمنية. كما جرى تحويل الملعب الرئيسي في بيروت إلى ما يشبه الحصن مع تعزيزالإجراءات الأمنية لضمان سير التشييع بأمان.