“الحرب” كتاب جديد لمكتشف فضيحة “ووترجيت” يحظى باهتمام الناشطين

صدر مؤخراً كتاب بعنوان “الحرب” للصحفي الاستقصائي الأمريكي الشهير، بوب وودوورد، الحائز على جائزة بوليتزر مرتين، والذي شارك في التحقيق بقضية “ووترغيت” الشهيرة في حقبة السبعينيات، التي أدت إلى استقالة الرئيس الأمريكي آنذاك ريتشارد نيكسون.

أثار كتاب الحرب ضجّة لدى صدوره في 15 من أكتوبر/تشرين أول 2024؛ إذ وصفه الكاتب الأمريكي الشهير لورنس أودونيل بأنه “صادم، وبأنه أهمّ كشوفات أكتوبر في القرن الواحد العشرين حتى الآن”.

وعن ذلك، كتب سايمون هندرسون زميل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، يقول: “إذا كانت الجرائد هي المسودة الأولى للتاريخ، فإن كتابات بوب وودوورد هي المسودة الثانية”.

وأضاف هندرسون، الصحفي السابق في الفايننشال تايمز: “يحلم مراسلو الصحف بتصريحات ولو مقتضبة من المسؤولين الكبار، أما كتاب الحرب لوودوورد فهو من دهاليز البيت الأبيض”. وفي ظل هذه التغطية للأحداث الثلاثة، رأى سايمون هندرسون أنه كان يجدُر بـوودوورد أن يسمّي كتابه “الحروب” بصيغة الجمع.

ونظراً لأن الكتاب يتناول حرب غزة؛ كاشفاً عن محادثات يقول وودوورد إنها جرت بين مسؤولين أمريكيين من جهة وآخرين في المنطقة العربية من جهة أخرى، فقد أثار اهتمام الناشطين العرب على وسائل التواصل الاجتماعي. وأعرب البعض عن صدمته مما قال إنه “مواقف حكومات عربية من حرب غزة”.

واتهم البعض الكاتب وودوورد بأنه “أداة .. يستخدمها صُنّاع القرار الأمريكي لابتزاز الآخرين وفضْح مواقفهم السريّة التي تخالف مواقفهم العلنية” على حدّ تعبيرهم

وإلى ذلك، رأى مؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي أن الصحفي الأمريكي المخضرم في كتابه “الحرب” تجاوز دوره كصحفي وتعدّى وجهات النظر، مدّعياً الوقوف على أدق التفاصيل التي يصعب عليه كصحفي البتّ فيها.

ولم يقتصر اهتمام الناشطين العرب بحديث وودوورد عن حرب غزة، وإنما اهتموا كذلك بحديث السباق الأمريكي المشتعل حالياَ، ولا سيما ما يتعلق بالرئيس السابق دونالد ترامب.

وفي مقدمة “الحرب”، أورد الكاتب وودوورد وصفاً للرئيس ترامب الذي التقاه في إحدى الحفلات بينما كان الأخير في الأربعينيات من عمره، قائلاَ إنه “رجل أعمال محتال، شخصيته مميزة، يجيد التلاعب بالآخرين في شيء من القسوة”. وليس “الحرب” هو أول كتاب لبوب وودوورد يتعرّض فيه لترامب؛ فقد ألّف عنه خصيصاً كتابين سابقين هما: “الخوف” الصادر في 11 سبتمبر/أيلول 2018، ثم كتاب “الغضب” الصادر في 15 سبتمبر/أيلول 2020.

ويرى وودوورد أن ترامب هو “الرجل الخطأ في الرئاسة”، وأنه “غير مؤهل لقيادة الولايات المتحدة”، وبأنه “أسوأ بكثير من نيكسون” على حدّ قوله. وفي كتابه “الحرب”، وجّه وودوورد اتهاماً لترامب بالتواصل هاتفياً -بعد الخروج من المنصب- مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ومن جانبه، ردّ المتحدث باسم ترامب، ستيفن تشيونغ قائلاً: “القصص التي أوردها بوب وودوورد في كتابه مفبركة ولا شيء منها صحيح”. البيت الأبيض كذلك، رفض التعليق على كثير مما جاء في كتاب وودوورد، بما في ذلك الجزئية المتعلقة بمكالمات ترامب المزعومة مع بوتين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *