الجماعات التكفيرية تنتشر في منطقة وسط أفريقيا

تعاني منطقة وسط أفريقيا، انتشار الجماعات التكفيرية مستغلة الاضطراب السياسي والأمني، وتحت وطأة العنف المستشري تتضاعف الاستقطابات الدولية تجاه المنطقة.

ومن جهتها تحاول الولايات المتحدة الأمريكية، إظهار رغبتها في المساهمة في مكافحة التطرف وتقويض العنف في المنطقة، وسط تزايد الجدال الإعلامي الغربي حول توظيف الأزمة الأمنية كمدخل لروسيا يُمكنها من الوجود في وسط أفريقيا، سواء عبر شركات الأمن التابعة لها أو بالتقرب السياسي للأنظمة.

وسط أفريقيا بين التنافس الدولي والإرهابي

وحذرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية في تقرير لها نشر في الثالث من نوفمبر 2022، من تحول أفريقيا الوسطى اتجاه روسيا ، ومن أبرز الدول التى تتجه الى ذلك الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى.

وأرجعت الصحيفة البريطانية أسباب هذا التحول إلى اضطراب الرؤى الغربية، وبالأخص فرنسا والولايات المتحدة تجاه مواجهة الإرهاب في أفريقيا، وذلك بعد الانسحاب العسكري لباريس من جمهورية مالي، ما جعلها تتحول هي الأخرى باتجاه روسيا لمضاعفة قدراتها على مواجهة الجماعات الإرهابية التي تستنزف طاقتها وتهدد استقرارها.

أزمات الأمن تعرقل تنمية أفريقيا الوسطى

ويعتمد استغلال الثروات على فرض الأمن وتقويض الاضطرابات العنيفة لتتمكن القوى الاستثمارية من تحقيق أهدافها بما يخدم أجندة المصالح الوطنية لتلك الدول.

وفي تصريح سابق لـ«المرجع» قال علي بكر، الباحث في شؤون الحركات الإرهابيَّة في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، إن الهشاشة الأمنية التي تعانيها بعض دول أفريقيا تؤثر على استقطاب الجماعات المتطرفة للمنطقة، إذ تجد التنظيمات الإرهابية في هذه المناطق ملاذًا لأنشطتها يمكنها من بناء تمركزات جغرافيَّة لتحقيق أهدافها، مضيفًا أن التنافس بين «داعش» و«القاعدة» لا يجب إغفاله كمتغير مؤثر في الأزمة.

وتتعدد صور التنافس حول وسط أفريقيا، ما يجعلها بؤرة مهمة لاستقطاب الاهتمام الإعلامي على الرغم مما تعانيه فعليًّا من مشكلات، فمن جهة يتنافس تنظيمًا «داعش» و«القاعدة» على تمديد تمركزاتهما في المنطقة، على خلفية الرغبة الكامنة لدى الطرفين للتوسع دوليًّا، ومن جهة أخرى تتنافس القوى الدولية الكبرى لبناء شبكة مصالح أوسع بوسط أفريقيا الغنية بالثروات الطبيعية والمعدنية.

وتتميز دول وسط أفريقيا وهي جمهورية أفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية والكونغو برازافيل، بمناجم للذهب والماس والفضة والنحاس وغيرها من المعادن الثمينة عالية الجودة، ما يجعلها مطمعًا للقوى الإرهابية، ففي أبريل 2019 ظهر مؤسس تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي (1971- 2019) بمقطع مصور ليتحدث عن الولاية الجديدة آنذاك «ولاية أفريقيا الوسطى»، ما بدا بمثابة انطلاقة إرهابية جديدة نحو المنطقة.

وتحتاج الجماعات الإرهابية إلى مناطق الكنوز الثمينة لتستغلها في عمليات التمويل الخاصة بها والتي تحتاجها للإنفاق على العناصر والعتاد، إلى إمكانية التهديد للتحصل على إتاوات من المناطق الهشة أمنيًّا، علاوة على احتمالية توظيف الجماعات الإرهابية في هذه المناطق لصالح قوى كبرى تطمع في نهب الثروات دون الاستثمار الواضح بها.

وتنعم جمهورية أفريقيا الوسطى باحتياطات كبيرة من المعادن الثمينة، إذ نشرت المجلة البريطانية المتخصصة في أخبار التعدين «AZO Mining» تقريرًا في أكتوبر 2012 قال إن صادرات الماس تشكل نحو 40% من إجمالي صادرات البلاد، كما جاءت البلاد بالمرتبة 14 عالميًّا في عام 2010 من حيث إنتاج الخام الثمين.

وعن الكونغو الديمقراطية، قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية في 12 أكتوبر 2018 إن 60% من الإمداد الدولي لخام الكوبالت يُستخرج من المنطقة المسماة بـ«الحزام النحاسي» في المقاطعات الجنوبيَّة الشرقيَّة بالبلاد. 

المرجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *