الاخوان المسلمين في النمسا

نشر في 14 يونيو 2014

تطرق الكثيرون للحديث عن تنظيم الجماعة الإرهابية (حسب تصنيف موطنها الاصل مصر) “الاخوان المسلمين” في النمسا ومعظم ماذكر بخصوص هذا الامر لم يكن دقيقاً ولم يكن موثقاً وكان بمثابة اجتهادات شخصية وأراء من هنا وهناك ، ولكن يبقى السؤال دائما مطروحا، هل مازال الاخوان يعتبرون ان مركزهم الرئيسي الاوربي في بريطانيا؟ ام انهم نقلوه فعلا للنمسا؟ ام انه لم يكن لا في النمسا ولا في بريطانيا؟

في الحقيقة ان السؤال لا يطرح هكذا، لان الاخوان تعلموا من التجارب السابقة ولم يعد لهم مركز رئيسي في اوربا بل مراكز رئيسيه في دول اوربية مختلفة خاصة في المنطقة الناطقة بالالمانية (ألمانيا وسويسرا والنمسا) ومعظم الرؤساء المعروفين علنا لجمعياتهم ومنظماتهم هم ظل الزعماء الحقيقيين الذين يتخفون خلف الستار ولايعرفهم سوى المخترقون للتنظيم من الداخل والعارفون جيدا بشئوون التنظيم.

اخطر ما في الامر هو ان معظم الهيئات والكيانات الاسلامية الرسمية في دول اوربا ماهي إلا تنظيمات اخوانية وهي بكل تبجح تنكر بشكل قاطع انتمائها لجماعة الإخوان رغم ان هيكلها التنظيمى هو صورة طبق الاصل للهيكل التنظيمي لتنظيم الاخوان الاصلى وهو الهيكل المنسوخ صورة طبق الاصل ايضا من تنظيم “البناؤون الاحرار او الماسونية”

والاكثر خطورة ايضا ان تنظيم الاخوان استطاع أن يجند اشخاص من غير اعضاء في التنظيم من البعثات الدبلوماسية التي تمثل النظم الحاكمة واستمالوا شخصيات كثيرة خارج عضوية الاخوان يعملون في صالحها وهم اغلبهم كان قد تم تعيينهم في المكاتب الفنية والبعثات في عهد مرسي كما تم تعيين بعضهم مستشارين ومتحدثين رسميين.

بل وصل الامر إلى استمالة شخصيات قبطية في اوربا متعاونة مع الاخوان لان زعماء الاخوان هما انفسهم كانوا يمثلون الكثير من الجمعيات الاسلامية الكبرى وكانوا بل ومازالوا هم الشخصيات البارزة المدعوة على موائد الكنيسة القبطية في شهر رمضان والمناسبات المختلفة كممثلين للجاليات الاسلامية وكثير ممكن جلسوا على موائد طعام الكنيسة القبطية المصرية الارثوذكسية قاموا بمظاهرات تحمل شعارات يسقط يسقط حكم العسكر ومظاهرات تضم اطفال تحمل شعار رابعة العدوية بل هم انفسهم يرفعون شعار رابعة العدوية ووصل الامر ان احد هؤلاء المدعويين على مائدة افطار الكنيسة القبطية وهو د. مصطفى التلبي قال في احد كلماته في احتفال عام ان مصير السيسي سوف يكون مثل مصير موسولويني .

ولم يتردد محمد مرسي في تعيين زعيم اخواني كان خفيا في جراتس ليكون مستشاره المقرب جدا وهي شخصية لم تكن معروفة اعلاميا ولا حتى قياديا ولكن كان في يده خيوط القائد ومتخفي في الظلام ولم تكشف عنه إلا “يورو عرب برس” بالمستند والصورة في الاوقات المناسبة وهو ايمن علي الذي يحاكم حاليا في مصر.

وقد ظهرت حقيقة الشخصيات الاخوانية في النمسا التي كانت تتستر في الظلام بشكل واضح عندما اطاح المشير عبد الفتاح السيسي الاخواني محمد مرسي عندما شارك العديد منهم في مظاهرات عدة وعندما بدأوا يرفعون شارة رابعة العدوية وعندما أقاموا المؤتمرات الصحفية والشعبية باموال مدفوعة من دولة خليجية وبالطبع دائما يدعون انهم ضد حكم الجيش وليسوا اخوان ولكن في الحقيقة هم اخوان حتى النخاع.

هذا التحالف الاخواني بين زعماء سوريين وأتراك ومصريين وفلسطينيين وتونسيين في النمسا صنع للاخوان كتلة قوية متحالفة سيطرت على الجالية الاسلامية واخترقت كل الكيانات والجمعيات واستخدمتها استخدام امثل لتحقيق اهدافها وجمعت من الجاليات تبرعات تخطت ملايين الدولارات لدعم نشاط الاخوان واستقطبت دول نفطية لدعم مساجدهم وجمعياتهم ونشاطهم بمبالغ ضخمة

وكانت هناك كتب صدرت في النمسا باللغة الالمانية تناولت تأثير الاخوان الحقيقي على الهيئة الاسلامية الرسمية وتناولت هذه الكتب ايضا شخصيات بعينها تمثل “نخبة فقهاء المسلمين في النمسا من القادة الاخوان” والتي كانت تعيش في المانيا وطردت من المانيا واعترفت هذه الشخصيات بشكل او اخر بانتمائها لفكر الاخوان بشكل علنى وحازت على مناصب في الهيئة نفسها بل وهناك شخصية كانت عضو في مجلس شورى الهيئة سافرت إلى سوريا للجهاد.

تأثير جماعة الاخوان على مدرسي الدين الاسلامي في النمسا كان واضحا خاصة ان النمسا بدأت تسمح بالتعليم الاسلامي قبل تاهيل مدرسين تأهيلا تربويا، وقد فضحت جريدة “فالتر الاسبوعية” في دراسة علمية عن احد اعضاء الهيئة الاسلامية حقيقة تطرف مدرسي الدين الاسلامي وجهلهم باللغة الالمانية وعدم تأهلهم تربويا لممارسة المهنة

ولم تكن فقط جريدة “فالتر” هي الوحيدة التى تناولت الفضائح المستمرة في التعليم الاسلامي في النمسا الذي كان وراءه حقيقة جماعة الاخوان وفقهائها ولكن كانت اغلب الصحف والمجلات النمساوية مثل “نيوز وكورونا وبروفيل وكورير ودي برسه” تخرج لنا كل يوم بفضيحة مرة بخصوص المناهج التعليمية واخرى بخصوص مدرسين تم تحويلهم للنائب العام والتحقيق معهم او من المدرسين تم فصلهم تعسفيا لانهم رفضوا ان يصبحوا ترسا في آلة الإخوان بالنمسا.

جماعة الاخوان المسلمين في النمسا حاولت ايضا ان ترهب “يورو عرب برس” لانها كانت وسيلة الاعلام الوحيدة في النمسا التي تفضح حقيقتها واهدافها وكثيرا ماقام قادتها بطرق مختلفة واحيانا بشكل مباشر وواضح بحصارها ومنعها ونشر الشائعات عنها وسط الجالية واحيانا اخرى حاولت الجماعة ان تزج بعملائها الغير اعضاء فيها لتشويه الموقع وكلها باءت بالفشل.

وفي قمة حملة يورو عرب برس ضد هيمنة الاخوان المسلمين على الجالية الاسلامية في النمسا فوجئ رئيس تحريرها بهجوم عليه من مدونة تنشرها سيدة تدعى د. منال ابو العلاء توصمه باتهامات كاذبة انه عميل لليهود والامريكان (وهي الاتهامات التى يستخدمها عادة التيار الاسلامي لوصم معارضيه بالخيانة) وقام رئيس التحرير برفع قضية ضد المدعية حكمت فيها المحكمة العليا بالنمسا بادانة السيدة المذكورة وتكذيب ماكتبته واعتبرته اهانة لرئيس تحرير موقع يورو عرب برس “وجيه فلبرماير” وحكمت عليها بغرامة على كل مقال كتبته يسئ لسمعته ونشرت في موقعها نص حكم المحكمة ضد ماكتبته بموجب قانون الاعلام في النمسا.
وتبقى في النهاية الحقيقة الساطعة “استخدم الاخوان العنف والارهاب مع الآخرين فسقطت على رؤوسهم لوحدهم ثمرة اعمالهم” لعلهم يتعلمون الدرس جيداً. وهذه هي نظرة عامة لتأثير الاخوان على المسلمين في النمسا واما التفاصيل فهي موثقة ومثبته لدى موقع “يورو عرب برس” بالاسم والتاريخ وفضائحية ولو فتحنا الدفاتر القديمة لما انتهت القصص والروايات ولن تسعها الصفحات والمقالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *