أين اختفت “سوزان زكري”؟ وماذا يحدث في عاصمة البيضة المقدسة؟

بعد ان تمت الصفقة القذرة في السبعينات بين الرئيس السابق انور السادات ومحافظ اسيوط محمد عثمان اسماعيل، بدعم الاخوان المسلمين وتأسيس الجماعات الاسلامية المسلحة في محافظات مصر، اصبحت كل من أسيوط والمنيا مفرخة الارهاب. وفي التسعينات وصل الأمر الى ان هاتين المحافظتين اصبحتا حرفياً “تورا بورا الأفغانية” في قلب مصر.

وصل الأمر في التسعينات الى فرض الجزية على الاقباط في بعض مراكز وقرى محافظة المنيا، ومن لايدفع الجزية يتم قتله ونشرت جريدة الأهالي قائمة بضحايا الاقباط الذين لم يدفعوا الجزية وتم ذبحهم بالسيف، بل وصل الامر الى اقتحام حرمة البيوت وخطف البنات، وتولى هذه المهام الاجرامية عصابات من الجماعات الاسلامية السلفية الجهادية بتحالف مع السلطة ممثلة في بعض رجال أمن الدولة والشرطة. تحت رعاية المحافظ وقتئذ ألا وهو صاحب فكرة الامارة الاسلامية محمد عثمان اسماعيل، والذي كان من احد زعماء جماعة الاخوان المسلمين قبل ان يضع يده في يد السادات.

اطلق على المنيا بعدئذ كنوع من السخرية عاصمة البيضة المقدسة نظرا لقيام احد المحافظين بالادعاء انه في هذه المحافظة ظهرت بيضة مكتوب عليها “لا إله الا الله” بشكل طبيعي ووصف الامر بانه اعجاز رباني. ومن ضمن العصابات التى نشطت في هذه المحافظة عصابة الشيخ السلفي “أبو يحيى الصرماني”  وهو الاسم الحركي لاحد شيوخ السلفية هناك واسمه الحقيقي “مفتاح محمد فاضل”.

العصابة متعددة الاطراف مدعمة من أمن الدولة وتشمل شيوخاً وضباطاً ورجال اعمال ومسنودة من مؤسسة الأزهر، حيث يتم امدادها بالمال والحماية وتمتلك شقق خاصة لتنفيذ العمليات القذرة، بل وتقوم اجهزة الدولة بتسريب بيانات المواطنين واسرار حياتهم الشخصية لهذه العصابة، وقد تأكد ذلك من خلال الحادثة المشهورة “اختي كاميليا” حيث قامت العصابة بتسريب معلومات ومستندات شخصية عن زوجة كاهن في المنيا اسمها كاميليا شحاتة، وسربوا مكالماتها الهاتفية وقاموا بتزوير صورتها بعمل صور لها بالحجاب وادعوا انها ذهبت للازهر واعلنت اسلامها، ودعمت وسائل الاعلام المتواطئة هذه العصابة. الى ان ظهرت كاميليا شحاتة في برنامج سؤال وجواب واكدت كذب وتزوير هذا الشيخ الداعشي “ابو يحيى الصرماني” وان صورها الشخصية وشهادة ميلادها تم تسريبها بطرق غير شرعية وبالسرقة من خلال تلك العصابة.

من ضمن الاعمال الاجرامية التى تقوم بها هذه العصابة السلفية القيام بالدعم المالي لبعض الاقباط الفقراء مقابل اشهار اسلامهم ، ثم يتم استخدام هؤلاء الشباب للايقاع بالمسيحيات اللاتي لديهن مشاكل خاصة مع ازوجهن بطرق تارة تكون ناعمة واخرى اجرامية. من ضمن هؤلاء الشباب الاخوين مينا رؤوف وسامح رؤوف من مركز ملوي بالمنيا والذين اشهرا اسلامهما على يد الشيخ الصرماني قبل عام ثم تم ضمهما للتشكيل العصابي للأسلمة ليلعبا دوراً هاماً في الايقاع بسوزان زكري.

السيدة “سوزان زكري شحاتة” تبلغ من العمر 33 سنه، وهي أم لأربعة أطفال هم “مارينا” تبلغ من العمر 13 عاما، و كاراس يبلغ من العمر 10سنوات، وأنطونيوس يبلغ من العمر 7 سنوات، و فادي يبلغ من العمر 3 سنوات. وهي متزوجة من “شنودة ناجح” عامل بناء ومقيمين في منطقة جنينة المغاربة بمركز ملوي بمحافظة المنيا. والزوج يسافر للعمل في محافظة البحر الأحمر، وبالتالي كما يقال انها كانت أسرة “الأب الغائب” التى سقطت فيها زوجته في مستنقع الخيانة ثم مسلسل الابتزاز من عصابة سلفية، لكي تجبر على الأسلمة الجبرية، فبعد مرور بضع أسابيع من دفعها لإتاوة للتوقف عن تهديدها بفضحها أمام زوجها بالفيديوهات المسجلة، بدأت التهديدات تأخذ منحى آخر وهو اغراؤها بارجاع المبالغ التى أخذت منها نظير ان تشهد الشهادة وتعتنق الاسلام من خلال رجل مجهول وزوجته المحجبة أسماء. ولكن سوزان رفضت التحول من المسيحية للاسلام. وهنا ظهر في الصورة شخصيات مسيحية اعتنقت الاسلام وتعمل في خدمة عصابة ابو يحي الصرماني.

وكما هو واضح ان ماحدث هو أن سوزان زكري وقعت في مشاكل زوجية ويبدو انها تورطت في علاقة ما مع شخص مسلم بمساعدة زوجته أسماء وتم تصويرها في اوضاع جنسية ثم تم ابتزازها بهذه المقاطع التى تم تصويرها، حيث تم تهديدها بانها ان لم تدفع مبالغ معينة (غير معروف قيمة  المبالغ التى دفعتها بالابتزاز) سوف يقوم المبتز بارسال هذه المقاطع لزوجها. ودفعت لهم مبالغ مادية اشترت بها سكوتهم، وبعد اسابيع ظهر في الصورة شاب اسمه مينا رؤوف احد الذين اشهروا اسلامهم على يد الشيخ ابو يحيى لكي تكتمل المؤامرة وعرض عليها انه سوف يخلصها من هذه التهديدات والتسجيلات الفاضحة وسوف يمنحها مبلغ مالي نظير اشهار اسلامها. ثم تهرب لتعيش معه في القاهرة، فبدأت علاقة مع هذا الشاب الذي قام هو أيضاً بتصويرها في اوضاع مخلة لكي يحاصرها بمزيد من الفضائح.

وفي اليوم المتفق عليه بين سوزان ومينا رؤوف وهو مساء يوم الجمعة الموافق 17 فبراير الماضي رصدت أحدي كاميرات المراقبة بمنطقة جنينة المغاربة ظهرت سوزان ، وهي ترتدي نقاب وتحمل على يديها طفلها الصغير فادي ثلاثة سنوات، و كانت برفقتها فتاة غريبة عن المنطقة ، وكانت ترتدي الحجاب وتضع كمامة علي نصف وجهها لعدم كشف ملامحها، وكان ذلك في تمام الساعة الخامسة و خمسة وعشرون دقيقة من مساء يوم الجمعة والتى تم معرفتها فيما بعد انها المذكورة أسماء.

وحرر الزوج شنودة ناجح والذي يبلغ من العمر 37 عاما محضرا في قسم شرطة مركز ملوي التابع لمحافظة المنيا، عقب مرور 24 ساعة من تغيب زوجته ، ومنذ تلك اللحظة ومباحث قسم الشرطة و الأمن القومي يكثفان الجهد علي قدما وساق للعثور عليها هى وطفلها، و حتى الان لم يصلان لشيء عنها و لا عن طفلها الصغير فادي.

الإبنة مارينا شنودة هي الابنة الكبري للمختفية سوزان زكريا شحاتة، تعرفت على والدتها في الفيديو وتعرفت على الفتاة التى معها وقالت أن أسمها أسماء وكانت تتردد على والدتها ثم استقلوا سيارة ملاكي لأنوس بيضاء تعمل تاكسي وتحمل رقم (ن ر ل – 4683) توقفت السيارة امام كوبري منطقة (الملكية). وتواصل اهل سوزان مع سائق السيارة الذي اخبرهم انه لا يعرفهم.

يقول شنودة ناجح زوج السيدة المختفية سوزان زكري: “قبل مغادرتها المنزل بخمسة ايام كانت تبكي باستمرار لدرجة انها فقدت الوعي وعلقنا لها محاليل، وفي اليوم الذي غادرت فيه المنزل كانت تبكي منذ الصباح، تاره تنهار وتصرخ واخري تزرف الدموع في صمت، وكلما سألتها عن السبب كانت تقول انها مخنوقة”.

يستكمل الزوج: “سألتها ان تخبرني ان كان لديها مشكلة أو هددها أحد بشيء؟ فكررت جوابها .. لا انا مخنوقة.. فعرضت عليها ان نخرج في نزهه لنفك خنقتها فرفضت، حاولت مداعبتها بالنكات للتخفيف عنها ولكن بلا جدوي”

رأي الزوج أن الامر غريب وقال:  “خفت ان اثقل عليها بما هي فيه، وظللت بجوارها هذا اليوم كله، إلي أن قررت ان أذهب للكنيسة  تمام الساعة الخامسة لعلنى اجد حلاً مع الأب الكاهن، ولكن عندما عدت للمنزل وجدتها غادرت هي وابني الصغير”.

يقول الزوج: “اكتشفت بعد تغيبها بيوم واحد انها اخذت قرض بثلاثون الف جنيها، وحصلت قيمة جمعيات بمبلغ خمسة وعشرون الف جنيها ، ولا اعرف اين انفقت هذه الاموال، والامر هنا ليس له تفسير اخر غير انهم اخذوا منها هذه الاموال وطلبوا غيرها فلما لم تسطيع ارضائهم خضعت لهم تحت التهديد”.

قال الزوج شنودة: “لم اقصر في مصروف البيت ، فكنت اعطيها اكثر مما تطلب هذا الي جانب ما تتحصل عليه من ايراد الكوافير الذي تديره بالمنزل، وانا اغلب الوقت متغرب بالغردقة لأجلها هي وأولادي حيث اعمل ليلاً نهاراً تاركاً لها مسؤولية تربية الاولاد.  

وفي شهادة الابنة الكبري مارينا شنودة ناجح البالغة من العمر ثلاثة عشر عاماً والتى تعتبر مخزن أسرار الأم قالت: “ارسلتني امي لبيت شاب اسمه مينا بكيس بها ملابسها هي واخي الصغير فادي قبل مغادرتها بثلاثة ايام.

وقالت مارينا الإبنة الكبرى: ” أمي ارسلت أخي الثاني كاراس ايضا لبيت نفس الشاب مينا ليحضر شنطة بها بعض الملابس والذي اعطى بدوره لكاراس شنطة بها النقاب الذي ارتدته والدتي عند خروجها.

وتضيف مارينا: “كانت امي منهارة من البكاء لأيام واستمرت علي هذا حتى اليوم الذي غادرت فيه المنزل، واثناء ماكانت المدعوة اسماء بتلبسها النقاب كانت أمي تقول لي وهي تبكي – انتبهي لنفسك ولأخواتك وانا هبعت اخدك انتي واخواتك بعد اسبوعين- انا رايحة عند سامح شقيق مينا ومراته مينا وهقعد عندهم لغاية ما مينا يمشيلك في اجراءات نقلك من المدرسة لمدرسة في القاهرة انتي واخواتك وانا هبعت اخذكم.

وتسترسل مارينا قائلة: “وقبل ما ماما تمشي بأيام كان يضغط مينا عليها ويقولها – مش هنمشي بقى – فكانت تقول له هانت.. ولما خرج بابا من البيت وراح الكنيسة اتصلت ماما بمينا وقالتله انا جاهزة وجوزي راح الكنيسة علشان يصطلح معايا، فقالها تمام اخويا سامح ومراته منتظرينك بعربية علي الجسر هتروحي معاهم شقة اخويا سامح لغاية ما اجيب مارينا وانطونيوس ونروح القاهرة وانا اجرتلك شقة هناك المهم انا اتفقت مع اخويا انك هتقعدي في الشقة دي ومتطلعيش منها خالص لغاية ما اجيب باقي العيال ونسافر علي القاهرة.

وصرخت الإبنة مارينا شنودة ناجح منهارة بالبكاء وهي تقول: “انا مكنتش فاهمه انهم بيتأمروا علي ماما وبيفرقونا ويخربوا أسرتنا”.

ورغم معرفة الشرطة وأمن الدولة باسماء وعناوين كل اطراف الجريمة، لاتفعل شيئاً ، وكأن تخريب الأسر القبطية هو جزء من سياسة النظام الحاكم، يتضامن فيه الأزهر والجماعات السلفية والشرطة وأمن الدولة معاً ضد مفاصل ضعيفة ومسكينة في المجتمع القبطي بل ووصل الاجرام الى حد أسلمة الشباب القبطي وتجنيده في اصطياد السيدات والفتيات المسيحيات بكل الطرق الناعمة والعنيفة، والأسوأ من ذلك ان الاعلام القبطي والكنيسة والمجتمع المسيحي يقف متفرجاً وكأن الأمر لايعنيه ولكن يعني دولة موزمبيق.

يؤسفني جداً أنني كصحفي تناولت امور العائلة بهذا الشكل العلني،  ولكن ماعساي أن افعل وفي كل مرة نقرأ .. اختفت السيدة فلانة . ثم بعد اسبوع او شهر .. عادة السيدة فلانة .. دون ان نفهم الحقيقة، ولكن في هذه القصة بدأنا نفهم ان مسألة اختفاء السيدات والبنات القبطيات ليست مجرد خيانة نسائية او انحراف خلقي للمرأة القبطية ولكن امامنا عصابات منظمة تشارك فيها اجهزة الدولة لتمارس الارهاب والابتزاز على القبطيات بهدف الأسلمة وتخريب الاسرة المسيحية عمداً مع سبق الاصرار ، انها عصابات معروفة بالاسماء وتمارس نشاطها الاجرامي بلا خوف من سلطة القانون والشرطة لان السلطة تتضامن مع هؤلاء المجرمين.

هذه العصابات الاسلامية التى يدخل فيها “إرهاب الدولة ضد المسيحيين” وتستطيع ان توفر سرية التحركات والسكن للمسيحيات الهاربات او اللاتي تم ابتزازهن من الذي يقف امامها؟  لا أحد .. لا الكنيسة ولا الجمعيات المدنية ولا منظمات حقوق الانسان ولا القانون، وكأن هذا النظام الحاكم يتمعن في ايقاظ الفتن الطائفية وخلق اسباب لحرب اهلية بين المسلمين والمسيحين، فلابد ان نتوقع ان يحدث ذات مرة ان الازواج لن يكونوا غلابة في كل حالة خطف فلو خرج الامر عن السيطرة الى نطاق “الثأر للشرف” .. حينئذ سوف تشتغل نيران لن يستطيع ان يطفئها احد.

One Comment

  1. فذارة الاسلام فى كل زمان ومكان

اترك رداً على Hany Morkos إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *