تأثير الإخوان المسلمين في السياسة السويدية

نشر عددٌ من وسائل الإعلام السويدية مؤخراً تقريراً يسلِّط الضوء على مشروعٍ بحثي جديد مثير للجدل يدرس اختراق جماعة الإخوان المسلمين للمجتمع السويدي. جاء التقرير الذي نُشر يوم الجمعة 9 فبراير في جامعة لوند، في شكل أطروحة دكتوراه من 744 صفحة، أعدَّها الباحث المصري المولد سامح إيجبتسون.

وتقدِّم الأطروحة أدلة على أن الرابطة الإسلامية السويدية الواسعة النفوذ هي واجهة لجماعة الإخوان المسلمين، تعمل سراً على تحقيق أهداف الجماعة التي تُتهم بإدارة منظمات أوروبية مختلفة لتوسيع نفوذها داخل المجتمعات المسلمة والمجتمع الأوروبي بشكلٍ عام.

وأشار إيجبتسون -في بحثه- إلى أن اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا يرتبط بشكلٍ مباشر بجماعة الإخوان المسلمين العالمية التي تعمل منذ التسعينيات، واستند في ذلك إلى مراجعة الأدبيات وأوجه التشابه الأيديولوجي، والانتماءات المشتركة للقياديين، والارتباطات المعروفة بين شخصيات إخوانية والرابطة.

وأكد في أطروحته أن الجماعة قد اخترقت -بشكلٍ كبير- حزب الوسط السويدي على وجه الخصوص، وكذلك حزب “نوانس” الذي يهيمن عليه أعضاء الجماعة من خلال الانتساب وحشد الأصوات. اكتسبت الرابطة خلال العقدين الماضيين سمعة كممثل للمسلمين السويديين في وسائل الإعلام، وغالباً ما كانت تتوسط بين الشرطة والمجتمعات المسلمة أثناء أعمال الشغب. ورفض ممثلو الرابطة نتائج أبحاث إيجبتسون ووصفوها بأنها تحريفات.

أشار إيجبتسون في دراسته إلى “الاستراتيجية الأوروبية” التي أطلقها الإخوان المسلمون عام 1995 والتي تتبنى الخطاب المعتدل في السعي وراء النفوذ السياسي، وأسلمة المجتمع السويدي، على المدى الطويل، من خلال التغيرات الديموغرافية والثقافية.

وتوضح هذه الاستراتيجية بالتفصيل كيفية استخدام الجماعة لمجموعات المجتمع المدني، وتبنيهم لأجندة ملطفة ظاهرياً لغرض خلق جيب للمجتمع المسلم في مواجهة المجتمع الليبرالي، استعداداً لفرض السيطرة الإسلامية على المجتمع.

لم تتخلَّ الجماعة عن أهدافها النهائية على الإطلاق، بل قامت بتأجيلها في انتظار تغير وضع المسلمين كأقلية، وتحقيق المسلمين التوسع الديموغرافي، من خلال التكاثر والدعوة. وهذا يعني أن مشاركتهم في النظام السياسي الحالي تجري دون تخليهم عن الرؤية النهائية لنظامٍ إسلامي قائم على الشريعة.

ويخلص إيجبتسون في أطروحته إلى أنه ينبغي للدولة السويدية قطع أي تمويل عن الرابطة وجماعة الإخوان المسلمين، ويشير إلى أن السلطات السويدية قد “قدمت عن طيب خاطر وحسن نية مساهمات اقتصادية للأنشطة الدينية والتعليمية والثقافية للرابطة على مدى سنوات”.

قال إيجبتسون في حديثه إلى شبكة “ذا يوروبيان كونسيرفاتيف” إنه يأمل أن تستفيد الأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام من أبحاثه لفتح الطريق لحوارٍ ديني حقيقي. وأشار إلى أنه يخشى على سلامته بسبب أبحاثه.

وقد شدَّدت جامعة لوند الإجراءات الأمنية، عند مناقشة إيجبتسون لأطروحته، التي حضرها عددٌ كبير من الأكاديميين والمهتمين، بمن فيهم أشخاصٌ تمت الإشارة إليهم في الأطروحة كممثلين لجماعة الإخوان المسلمين.

صحفي أيرلندي مقيم في بروكسل.

المصدر: ذا يوروبيان كونسيرفاتيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *