ترودو يختار سيدة محجبة لمكافحة الإسلاموفوبيا

نشرت صحيفة “تورنتو صن” مقالة لطارق فتح، انتقد فيها تعيين رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو لأميرة الغوابي ممثلة خاصة لمكافحة الإسلاموفوبيا، وألمح إلى أنه ربما يريد، أي ترودو، من وراء ذلك مغازلة الناخبين المسلمين.

في 30 يناير 2023، عيّن ترودو الناشطة الإسلاموية المحجبة أميرة الغوابي، مسؤولة في المجلس الوطني للمسلمين الكنديين، المعروف سابقاً باسم المجلس الكندي للعلاقات الأمريكية-الإسلامية، المجموعة التي أُدرجت منظمتها الأم الأمريكية “كير”، باعتبارها “متآمراً مشاركاً غير مُدان” في قضية تمويل الإرهاب في الولايات المتحدة.

في ذلك الوقت، طلبت من ترودو في هذه الصحيفة عدم إضاعة المال على تمويل أولئك الذين يعتبرون أعداء لدودين للحضارة الغربية، والمساواة بين الجنسين، والحرية الفردية، وحرية التعبير، وغيرها من القواسم المشتركة التي تجعلنا فخورين ككنديين.

إذا بقيت قيادتنا في أيدي الإسلامويين، وواصلنا نحن المسلمين لعب “ورقة المظلومية”، فلن نتقدم. والعكس صحيح، يمكننا -نحن المسلمين- أن نفعل الكثير إذا توقفنا عن تقليد أجندة الإخوان المسلمين في كندا. الخوف من الذهنية الإسلاموية والأجندة الجهادية أمر منطقي لا حرج فيه. ويجب التعامل مع أولئك الذين يريدون تطبيق القانون بأيديهم بصرامة.

هل كان لدى الغوابي ما تقوله عن الفظائع التي تُرتكب باسم الإسلام؟ لقد أعربت عن انزعاجها من الاحتجاجات التي نُظمت في كندا ضد النظام الإيراني. من الواضح أن مشهد الآلاف من الإيرانيين المنفيين الذين يعتبرون كندا الآن وطنهم أزعج الغوابي.

ما الذي كنا نتوقعه من مسؤولة ترودو الجديدة، التي اختارت -بدل من انتقاد آيات الله في إيران- استهداف إخوانها المسلمين الذين يسعون إلى الديمقراطية وحرية التعبير؟

تجدر الإشارة إلى أن قطاعاً كبيراً من السياسيين الكنديين قد ندَّدوا بتعيين الغوابي. على سبيل المثال، استنكر زعيم حزب المحافظين بيير بويليفر تعيينها، وكتب على تويتر قائل: “لقد اختار ترودو مرة أخرى تقسيم الكنديين من خلال تعيين شخصية أدلت بتصريحاتٍ معادية لكيبيك، واليهود، والشرطة. يجب أن يُعيّن شخصية يمكنها توحيدنا جميعاً في مكافحة العنصرية والإسلاموفوبيا”.

إضافة إلى ذلك، طالبت حكومة مقاطعة كيبيك بإقالة الغوابي بسبب مقالٍ لها في عام 2019، انتقدت فيه قانون العلمانية في كيبيك، الذي يحظر على الموظفين العموميين في مناصب السلطة ارتداء الرموز الدينية، سواء اليهودية أو الهندوسية أو الإسلامية، أثناء العمل.

نحن لم نأتِ إلى كندا للسماح لأجندة الإخوان المسلمين بالازدهار. نحن الذين كنا ضحايا للإسلاموية والأفكار الجهادية سنقاتل بكل ما أوتينا من قوة، حتى يمكن للسود والبيض، الفرنسيين والإنجليز، اليهود والعرب، الهندوس والمسلمين مشاركة ما ابتكره مؤسسونا.

وفي حين أنه لم يرتد أي مرشح شعار ديانة بعينها لحشد أصوات الناخبين، يبدو أن جاستن ترودو سيفعل ذلك. السؤال الوحيد الذي لا يرغب أحد في مكتب ترودو أو حزبه في الإجابة عليه هو: لماذا كان من الضروري تعيين امرأة ترتدي شارة الإخوان المسلمين؟

المصدر: تورنتو صن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *