الارهاب ضد المسيحيون في لبنان ودور حزب الله

لطالما كان التأثير السياسي المسيحي اللبناني القوي جزءاً من شخصية لبنان وهويته الفريدة. غير أن ميليشيا حزب الله تحاول تغيير هذا الواقع من خلال سلسلةٍ من التهديدات للقادة المسيحيين. إذ تحاول الميليشيا المسلحة المهيمنة على لبنان إخضاع مسيحيي لبنان وتحويلهم إلى أقليةٍ ضعيفة أخرى في الشرق الأوسط، ليس لها دورٌ في المشهد السياسي في وطنهم التاريخي.

يتجلى العدوان الأخير من قبل حزب الله في محاولة استهداف الزعيم المسيحي البارز إبراهيم مراد، رئيس حزب الاتحاد السرياني في لبنان، الذي يتخفّى الآن من مقاتلي حزب الله، وذلك بعد أن دعا الشعب اللبناني إلى الاحتجاج على هيمنة الميليشيا التي تسعى لجرِّ لبنان إلى انهيار اقتصادي وسياسي.

تجدر الإشارة إلى أن دعوات مراد خلال مقابلة إعلامية، قد أُسيء تفسيرها من قبل شبكات الإعلام الشيعية المقربة من حزب الله على أنها خطاب طائفي معادٍ للمسلمين. على إثر ذلك، استدعي مراد واستجوب من قبل محقق جنائي مُقرّب من حزب الله. وإلى جانب التحقيق مع مراد، تصوّره وسائل الإعلام التابعة لحزب الله على أنه عدو للمسلمين والإسلام، الأمر الذي تسبب في اختباء مراد حتى اليوم، حيث يطالب المتطرفون المُقرّبون من حزب الله بقتله.

أوضح مراد، من مكانه المجهول، أنه لم يستهدف المسلمين في لبنان في مقابلته السابقة، بل كان يطلب من الشعب اللبناني الاحتجاج على فساد حزب الله. وقد أصر مراد، في بيانه، أن تهديدات حزب الله وخطابه الملفّق لن يمنعه من انتقاد الميليشيا اللبنانية المرتبطة بإيران.

تضيف الصحيفة أنه إذا كان مراد كزعيمٍ مسيحي، يستطيع مقاومة التهديدات، فإن العديد من المسيحيين الآخرين سيختارون مغادرة لبنان، الذي يصبح على نحو متزايدٍ مكاناً لا يستطيعون فيه التعبير عن أنفسهم بحرية.

الجدير بالذكر أن حوادث مماثلة قد وقعت في السنوات القليلة الماضية، حيث حاول حزب الله إرهاب القادة المسيحيين. ذلك أنه قبل بضعة أشهر، اعتقل المطران الماروني اللبناني موسى الحاج، واستدعي إلى المحكمة بعد عودته إلى لبنان من رحلة إلى الكنائس المارونية في إسرائيل.

إن رؤية لبنان يتحوّل من مجتمع حرٍ وملاذٍ آمنٍ للمسيحيين في المنطقة إلى مجتمع طارد لهم، يبدد الأمل الأخير للمجتمع المسيحي الأصلي في الشرق الأوسط.

لقد حان الوقت لمحاسبة حزب الله. وفي هذا الإطار، يمكن للولايات المتحدة وشركائها الإقليميين اتخاذ خطوات أكثر صرامة لتخفيف قبضة حزب الله على لبنان. لم يفت الأوان بعد لإنقاذ لبنان من براثن إيران. وفي ظل وجود قادة ذوي عزم، مثل إبراهيم مراد وسمير جعجع، والعديد من الشخصيات المسيحية والسنية والدرزية، وحتى الشيعية، لا يزال من الممكن تشكيل جبهة قوية لقيادة الصراع ضد حزب الله. كل ما يتطلبه الأمر هو قرار أمريكي حازم بدعم الشعب اللبناني في معركته لاستعادة لبنان.

كيوبوست- ترجمات

المصدر: ذا كريستشيان بوست

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *